الأربعاء، 28 فبراير 2018

مشاهدات (4) - فكّر بطريقة كبيرة


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
كنت سعيدا جدا بحضوري للمؤتمر السابع للابتكار والمستقبل الذي نظمته هيئة كهرباء ومياه دبي في الثاني والعشرين من شهر فبراير سنة 2018م (شهر فبراير من كل عام هو شهر الابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة) حيث كان مؤتمرا ثريا بالمعلومات والتجارب.

وسبحان الله، هناك دائما أمور تبقى بل تُنقش في الذاكرة من هذه المؤتمرات ولعل أهم ما نُقش في ذاكرتي من هذا المؤتمر العبارة التالية:
(فكّر بطريقة كبيرة) (Think Big) هذه العبارة قالها السيد باتريك شوردتفيجر المختص بدراسات المستقبل حين كان يعرض الابتكارات الكثيرة حول العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، وفعلا من يفكّر بطريقة كبيرة سوف يبتكر أشياء كبيرة وينتج ابتكارات مدمّرة (Destructive Innovation) كما قال السيد باتريك وهذا ما يحصل على سبيل المثال في جوجل أو تسلا أو الفيسبوك أو غيرها من الشركات أو الدول العملاقة وهذه الابتكارات هي التي تساهم في تغيير أمور كثيرة في العالم.
دائما أتساءل: من الذي يفكّر في مثل هذه الأفكار الخلاّبة في جوجل؟ هذه المنتجات والبرامج العجيبة التي تعلن عنها جوجل بين فترة وأخرى غير البرامج التي نستخدمها بشكل يومي تقريبا. من الذي فكّر فيها وأنتجها؟ أليسوا هم بشر مثلنا أم هم أشخاص خارقون أو نسبة الذكاء عندهم عالية جدا؟ لا أعتقد ذلك، نعم يمكن أن يكون هناك بعض الأشخاص (الخارقون) ولكنهم قليلون، أما الأكثر من وجهة نظري فهم الذين توفّرت فيهم ثلاثة أمور أساسية: الشغف أو الحب والإرادة وطريقة التفكير.
عندما يريد الشخص أن يبتكر ويفكّر بأفكار جديدة فإنه سيفعل ويجتهد ويبذل ويتعب حتى يحصل على مراده، والحب والشغف بالموضوع سيساعده كثيرا في ذلك. وبالطبع البيئة المساندة مطلوبة ولكن الأهم هو الشخص نفسه، ومع هذه الإرادة تأتي طريقة التفكير بشكل مختلف، وهذه الطريقة ليست شيئا مستحيلا أو خارقا وإنما أدوات معينة يستخدمها الشخص في إنتاج أفكار جديدة وابتكارات متنوعة.
حتى نكون من الأوائل يجب علينا التفكير بطريقة كبيرة حتى ننتج أمورا كبيرة ومفيدة، وهذا ما نشاهده ولله الحمد في دولة الإمارات العربية المتحدة بشهادة كثير من الزائرين والخبراء.
الأمور التي علقت في ذهني من هذا المؤتمر الرائع كثيرة وسأشارككم بها بإذن الله تعالى في حلقات أخرى قادمة. شكرا للهيئة على هذا المؤتمر الرائع. والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين.

لقراءة مقالة (نقطة الانطلاقة) اضغط هنا

الاثنين، 12 فبراير 2018

مشاهدات (3) - نقطة الانطلاقة


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
في بداية كل سنة أقوم بوضع الأهداف الخاصة بي بناء على تقييم السنة السابقة وأقوم كذلك بوضع أهداف جديدة أود أن أطوّر نفسي فيها أو أرى فيها فائدة لي. المشكلة تحصل أنني أضع بعض الأهداف نتيجة الحماس الزائد وتكون النتيجة غير مرضية في بعض الأحيان.
أذكر أنني وضعت هدفا لنفسي في مجال الابتكار وهو أن أقوم بوضع الابتكار في إحدى النماذج المعروفة (باللغة الإنجليزية Model) ومن ثم أقدمّها لإحدى الجهات المعنية. كانت النتيجة في نهاية العام صفر!!! ونفس الأمر تكرر بالنسبة لكتابة مقالات في اللغة الإنجليزية في إحدى مدوناتي. كان الهدف 11 مقال وتحقق 4 فقط!!!
وبما أن عندي عقلية هندسية، فقد تساءلت مع نفسي عن الأسباب وراء هذه النتائج غير المرضية، فوجدت بأن واحدة من أهم هذه الأسباب هي انعدام نقطة الانطلاقة. كانت هذه النقطة غائبة عندي وبالتالي قلّ الدافع لأدائها وكان الغالب هو التأجيل والتسويف.
نقطة الانطلاقة هامة جدا لتحقيق الأهداف وخاصة الجديدة منها أو التي فيها نوع من التحدي، وأنا شخصيا أؤمن بأن الدافع الداخلي الذاتي أهم من الخارجي رغم أنه في بعض الأحيان يكون التحفيز والترغيب وحتى الترهيب الذي يسمعه أو يقرأه الشخص دافعا لتحقيق الأهداف. المهم بأن هذه النقطة تحتاج إلى جهد ومجاهدة كبيرة وهذا ما افتقدته في تحقيق هذه الأهداف.
أنا متأكد بأن الكثيرين عندما يسمعون عن أمر مفيد وجديد بالنسبة لهم أو يحلّ مشكلة لديهم فإنهم يتحمسون لها في البداية ولكن حينما يأتي وقت التطبيق، يفقد البعض نقطة الانطلاقة فيلجؤون إلى التأجيل والتسويف حتى يمرّ الوقت ولم يتحقق شيء أو تحقق القليل فقط.
لنتذكر دائما الآية الكريمة "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" (العنكبوت 69) حينما نريد البدء بأي هدف جديد، والله الموفق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.
لقراءة مقالة: هل هو فعلا مستحيل؟؟؟ (اضغط هنا)