الاثنين، 23 أبريل 2018

مشاهدات (7) - في عالم الكتب ابتكار أيضا


بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فقد حظيت بفرصة زيارة معرض لندن للكتاب خلال هذا الشهر حيث كان معرضا كبيرا ومليئا بالكتب ودور النشر. والمعرض بشكل عام مختلف عن معرض الشارقة للكتاب مثلا كون معرض لندن مخصّص بشكل أكبر لبيع الكتب بكميات كبيرة وليس بشكل منفرد وأيضا لعقد الصفقات بين الشركات المختلفة حيث تنتشر الاجتماعات بكثرة. ومع ذلك فإن كثيرا من الندوات كانت حاضرة وكان الحضور في هذه الندوات جيدا وأحيانا لا يوجد مكان للجلوس!!!


الذي جذبني في المعرض هو قسم الأطفال حيث رأيت كتبا كثيرة بأحجام وأشكال وألوان متنوعة وهذا يبيّن الاهتمام الحاصل بعالم الأطفال وزيادة إقبال الناس عليها. هذا من ناحية، من ناحية أخرى لاحظت مدى الابتكار الحاصل في مثل هذه الكتب حيث تتنافس دور النشر في إصدار كتب جديدة جذّابة للأطفال وهذا يتطلب تفكيرا مستمرا وابتكارات جديدة دائما.
ليس من السهل جذب الطفل لقراءة كتاب ما وبالتالي يجب معرفة احتياجات الطفل وكيفية غرس المعلومة من خلال هذا الكتاب. كتب الأطفال في أغلب الأحيان يعتمد على الأشكال الكبيرة والألوان الواضحة مع كلمات قليلة لكن الابتكار يأتي حين إضافة لعبة أو شيء حقيقي أو صوت إلى الكتاب.
معرض لندن للكتاب من المعارض المعروفة عالميا وقد زاره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة العام الماضي، وكم كنت أتمنى رؤية سموه هذه السنة ولكن قدّر الله وما شاء فعل. 


المهم بأنني استفدت من المعرض بأن شاهدت هذا الجمع الكبير من الناس من مختلف الجنسيات مما يدل على الأهمية الكبيرة للكتاب حتى مع وجود التقنيات الحديثة، وبمناسبة الحديث عن التقنيات الحديثة فقد زرت إحدى دور النشر التي تستخدم تقنية الواقع الافتراضي (Virtual Reality) والواقع المعزز (Augmented Reality) لقراءة الكتاب وكان فعلا شيئا جميلا.
الابتكار أصبح ضرورة حتى في عالم الكتب وخاصة للأطفال – في رأيي الشخصي – فالطفل يحتاج دائما إلى الشيء الجديد. وبما أننا في عالم الأطفال، فإن مهرجان الشارقة القرائي للطفل يثبت كذلك بأن الابتكار ضرورة لعالم الطفل. نلقاكم بإذن الله تعالى في مقالتي القادمة عن هذا المهرجان. والحمد لله رب العالمين.