الثلاثاء، 31 يوليو 2018

مشاهدات (11) - إصابة




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

تعرضت قبل رمضان الماضي لالتواء في الرجل مما أدى إلى وضع رجلي في الجبيرة (الجبس) – والحمد لله على كل حال - رغم أن قرار الطبيب بوضع رجلي في الجبس كانت صدمة لي في البداية ولم أكن أتخيل ذلك أبدا، وقد مكثت في هذا الأمر لمدة ثمانية عشر يوما تعلّمت خلالها أمورا كثيرة أحببت أن أشارك بعضا منها معكم:


- الإنسان ضعيف في نهاية الأمر مهما ادّعى أنه قوي، فبحركة غير صحيحة في الشارع وبغير انتباه تعرضت لهذا الالتواء، فلا ينبغي للشخص أن يغتّر أو يعجب بنفسه أبدا وإنما يحمد الله تعالى دائما.

- موقف عابر ولكنه جميل حصل لي في المطار وأنا كنت أمشي بالعكازة إلى مبنى القادمون في مطار دبي، رآني أحدهم وقال لي: الحمد لله على السلامة، هل تريد المساعدة؟ شكرته على أخلاقه الطيبة، وهكذا هم الكثيرون والحمد لله.
- التكيف مع الوضع الجديد لم يكن سهلا في البداية خاصة عند النوم أو الصلاة أو في مكان قضاء الحاجة. احتجت لبعض الوقت لأتكيّف مع حالتي وتطلب الأمر منّي إجراء تجارب كثيرة حتى أصل إلى الوضع المريح لي في كل مكان. أعتقد أن البحث أو السؤال كان يمكن أن يختصر بعض الوقت.
- تعلّمت أن أسأل أو ابحث قبل الاجتهاد في مسألة ما. لماذا؟ الوضوء في حالة الجبس يختلف عن المسح على الخفيّن، وللأسف اجتهدت من نفسي وكنت أمسح على الجبس من أعلى فقط مثل المسح على الخفيّن، وقد عرفت أن هذا الأمر خطأ بعد أيام، وطبعا كانت النتيجة أن أعيد جميع الصلوات التي صليتها بالوضوء الخطأ بعد سؤال أهل العلم المختصين!!!!
- نعمة العافية والصحة نعمة عظيمة جدا لا يدركها إلا من فقدها. هذه الجملة أحسست بها بعمق ولكن أحمد الله تعالى على كل شيء وأسأل الله تعالى أن تكون هذه الإصابة كفّارة لي من الذنوب والخطايا. والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (مجرد كلام نظري!!!)، يرجى الضغط هنا

الأربعاء، 18 يوليو 2018

مشاهدات (10) - مجرد كلام نظري !!!


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
(مجرد كلام نظري)، (كلام دورات)، (بدأنا ندخل في المثاليات). هذه الجمل وغيرها نطلقها أحيانا عندما يريد أحدهم أن يغيّر سلوكا معينا - بالطبع تغيير إيجابي -. فمثلا يطرح أحدهم كيف تكون منتجا في عملك فيردّ البعض مباشرة (كلام دورات)، ويقوم آخر ببيان كيف نكون سعداء في حياتنا فيجيب هؤلاء (كلام كتب)، وأحيانا نسمع هذه العبارات بعد صلاة الجمعة وقد قام الخطيب جزاه الله خيرا بذكر بعض الأمثلة من حياة الصحابة أو السلف الصالح حول مسألة معينة فترى البعض يقول (نحن في زمن آخر الآن).
عندما لا يريد الشخص التغيير أو لا يحبّ أن يسمع كلاما معينا حول مشكلة يعاني منها يقوم غالبا بإطلاق مثل هذه العبارات التي ترسل رسالة للمتحدث أو الناصح مفادها (لا تحاول...لا أريد التغيير). والسؤال الهام هنا، لماذا لا يتقبّل هؤلاء مثل هذه الأمور أو التوجيهات أو النصائح؟ هل لأنهم حاولوا ولم ينجحوا؟ أم أنهم لا يريدون التغيير؟ أو أنهم لا يحبّون للآخرين أن يكونوا أفضل منهم؟ أم أنهم لا يريدون للآخرين أن يعرفوا أن لديهم مشكلة معينة؟ كل هذه الأسباب واردة، المهم أن عدم التغيير نحو الأفضل مشكلة كبيرة.
لا أشكّ بأن أحدا لا يعرف أهمية التغيير الإيجابي وفوائده وآثاره خاصة في هذه الأيام مع الانتشار الرهيب للإعلام، ومع ذلك لازال الكثيرون يقامون التغيير الإيجابي بشدة. المهم هنا مِن الذين يريدون التغيير الصبر وطول البال وعدم اليأس من التغيير الإيجابي والإبداع في الوسائل واختيار الوقت المناسب. وقد لاحظت كذلك بأن كلام القادة والوجهاء أكثر تأثيرا في الناس، فمن الجميل كذلك أن يقوم هؤلاء بالنصح والتوجيه.
الأمر الآخر الذي أريد التأكيد عليه هو الابتعاد عن المثاليات الزائدة والقصص الخيالية التي تشعر الشخص بأنه من كوكب آخر. من الجميل الحرص على الكلام المفيد والمختصر والأمثلة العملية من القديم والحديث مع الحرص على الأسلوب الحسن.
وأخيرا، أرجو من الذين يراد منهم تغيير سلوك معيّن، عندما تسمعون شيئا، تمهّلوا قليلا وتأملّوا فيه بعمق ولا تستعجلوا في قول (مجرد كلام نظري). والحمد لله رب العالمين.

لقراءة مقال (ماذا تعلمّت من ولدي (الوليد)؟)، اضغط هنا