الأربعاء، 17 أبريل 2024

مشاهدات (130) - لابدّ أن نفهم هذه الرسائل الهامة

بسم الله الرحمن الرحيم 


 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

خلال شهر رمضان الماضي، شاهدت عدة مقاطع لأشخاص يقومون بتوزيع المساعدات الإنسانية على القرى الفقيرة. جذبني في هذه المقاطع أمور كثيرة ولكنني أريد التركيز على أمرين أساسين أو رسالتين هامتين رأيتهما واضحتين في حديث هؤلاء الأشخاص.

الرسالة الأولى هي: (اشكروا الله تعالى واحمدوه على النعم الكثيرة التي وهبها إياكم)، فكما قال أحد الأشخاص بأنّ الواحد منّا يقف حائرا أمام ثلاجة المنزل لا يعرف ما يختار لكي يأكل من كثرة الأصناف الموجودة بل ويشتكي البعض من عدم وجود صنف معيّن في الثلاجة بينما الناس في القرى الفقيرة قد لا يأكلون اللحم إلا مرة أو مرتين في السنة، هذا بالإضافة إلى عدم وجود مياه نظيفة للشرب مع قطع مسافات طويلة للحصول على هذا الماء غير النظيف.

نحتاج فعلا إلى إعادة التفكير في النعم الكثيرة التي عندنا ونحن نسمع هذه القصص في هذه القرى الفقيرة. نحتاج إلى شكر الله تعالى في كل وقت وحين كما أمرنا بذلك سبحانه في قوله: "فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" (النحل 114). وهذا الشكر ينبغي أن يكون نابعا من القلب مع اللسان.

الرسالة الثانية التي وجدتها هامة من حديث هؤلاء الأشخاص هي: (لا تستصغروا أي عطاء أو مساعدة)، فمبلغ بسيط أو قطعة ملابس أو بطانية أو مستلزم منزلي أو غير ذلك قد يفعل الكثير للأشخاص الفقراء بشكل لا يمكننا أن نتخيله. بالطبع، فكلّما زاد العطاء، كان ذلك أفضل ولكن لا ينبغي أن نستصغر أي أمر، فالقديم أو القليل بالنسبة لنا قد يكون جديدا أو كثيرا بالنسبة لهؤلاء الأشخاص. قال صلى الله عليه وسلم: "لا تَحْقِرنَّ مِنَ المَعرُوفِ شَيئاً وَلَوْ أنْ تَلقَى أخَاكَ بِوَجْهٍ طَليقٍ" (رواه مسلم).

الذهاب لمساعدة هؤلاء الأشخاص وسماع القصص من هذه الزيارات لها فوائد كثيرة. فبجانب الرسالتين التي ذكرناها، فإن هذه القصص ترقّق القلوب وتجدّد كثيرا من القيم والمفاهيم الهامة في حياتنا. للعطاء ثمرات كثيرة في الدنيا والآخرة والحرص عليه يرفع شأن صاحبه عند الله تعالى. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (أقنعني!!!)، يرجى الضغط هنا.