الأحد، 30 ديسمبر 2018

مشاهدات (20) - الشكوى



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
لازلت أسمع كثيرا من المحاضرين يتكلمون عن الشكوى وأنها طريق إلى السلبية، فإذا أراد الشخص أن يكون إيجابيا فعليه الابتعاد عن الشكوى وعليه أن يقدّم الحلول بدل ذلك.
في حقيقة الأمر، اختلف قليلا مع هذا الطرح الذي أعتبره مثاليا بعض الشيء، فالشكوى في وجهة نظري مفيدة في بعض الأحيان. فالشكوى مفيدة أحيانا للتفريغ – إن صحّ هذا المصطلح – فالشخص الذي يشاهد مشاهد سلبية كثيرة في يومه قد يحتاج إلى تفريغ هذه الشحنات السلبية وقد تكون الشكوى إحدى هذه الطرق.
في بيئة العمل، يشتكي بعض الموظفين من تصرفات أو إجراءات موجودة ولا يعني ذلك أن يكون هؤلاء الموظفون سلبيين، بل قد يساهم شكواهم في تطوير العمل واستخراج حلول واقتراحات، وشخصيا، أستفيد كثيرا من الشكاوى الموجودة في تقديم اقتراحات لعلها تفيد في حل مشكلة ما أو تطوير العمل.
في الحياة الأسرية كذلك، تكون الشكوى مفيدة أحيانا بين الزوجين أو بين الأولاد وآبائهم. تخيّل ما الذي سيحدث إن لم يشتكي أحد داخل أجواء الأسرة؟ أعتقد أنه سيحصل كبت داخل كل شخص وهذا سيؤدي بطبيعة الحال إلى تفريغ الهموم والمشاكل خارج نطاق الأسرة وهذا الأمر ليس جيدا كما يقول بذلك المختصّون. كذلك فإن عدم وجود الشكوى دليل على البيئة المغلقة داخل البيت وضعف العلاقة والثقة بين أفراد الأسرة.
أعتقد أن المشكلة تكمن في تكرار الشكوى بصورة مستمرة وأن الشخص يصبح (علامة تجارية) في الشكوى دون تقديم أي حل أو اقتراح أبدا. بالإضافة إلى أن تكرار الشكوى بصورة مستمرة يجعل الشخص سلبيا بل يجعل البيئة سلبية وهذا ما يستدعي التدخّل من المدراء أو الوالدين.
الخلاصة في الموضوع أننا لا نريد المثاليات الزائدة، فالشكوى قد تكون ضرورية ووجودها في بعض الأحيان لا تعني سلبية الشخص، ولكن المشكلة هي في تكرارها واستمراريتها من دون تقديم أي حل أو اقتراح. والله الموفِّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة، (منتدى دبي العالمي للإدارة المشاريع)، نرجو الضغط هنا

الخميس، 20 ديسمبر 2018

مشاهدات (19) - منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
حضرت قبل أسبوعين منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع الذي نظّمه هيئة الطرق والمواصلات بدبي. وأود أن أسلّط الضوء على موقفين مرّ عليّ في المنتدى:
الموقف الأول: كنّا في مواقف السيارات في انتظار المواصلات التي ستأخذنا إلى مكان المنتدى وحدث أن تأخرت الحافلة، فسمعت أحد الحاضرين يقول في غضب: هذا أسوأ منتدى حضرته على الإطلاق!!!.
ومع أن المنتدى كان رائعا وجميلا من حيث التنظيم والمواضيع، إلا أن بعض الناس متخصصين في إطلاق أحكام عامة من أول موقف يمرّ عليهم، وإن كان هذا الموقف سلبيا فهذا يعني بأن الحدث سيء من جميع النواحي وهذا لاشك أمر خطأ – في وجهة نظري – حيث أن الحكم على الشيء ينبغي أن يكون بعد نهاية الشيء أو على الأقل بعد مرور وقت عليه وليس من البداية.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ينبغي كذلك للجهة المنظمة أن تأخذ في الحسبان جميع الأمور وخاصة ما تكون في البدايات لأنها ستعطي انطباعا عن الحدث، ولا يخفى على أحد أهمية الانطباع الأول لكل شيء.
الموقف الثاني هو محاضرة أقيمت في المنتدى بعنوان (لماذا تفوز البساطة؟) وقد أعجبني الموضوع كثيرا حيث ذكرت المحاضرة – وهي مؤلفة كتاب بنفس العنوان – أهمية البساطة في العمل وأن الكثير يحبّ التعقيد في العمل للأسف الشديد.

واحدة من أهم عوامل الإحباط وعدم التحفيز لدى الموظفين في العمل هي التعقيدات الموجودة سواء في الإجراءات أو الأنظمة، لذا اقترحت المحاضرة إرسال أسئلة إلى الموظفين لسؤالهم عمّا يرون أنه غير ضروري أو يمكن إلغاؤه لتحقيق البساطة.
أعتقد أن مسألة البساطة أو التعقيد تعتمد على العقليات الموجودة في بيئة العمل ولكن تطبيق ما ذكرته المحاضرة مسألة جديرة بالاهتمام.
شكرا لهيئة الطرق والمواصلات (RTA) على التنظيم الجميل لهذا المنتدى، والله الموفق والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (الحمد لله)، نرجو الضغط هنا