بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
أما بعد:
من المواقف التي لا أنساها حين كنت في دورة تدريبية مرتبطة
بالعمل حيث كنا في فترة الراحة وكنت أتحدث مع أحد الزملاء حيث سألته عن سفره والعجيب
بأنه قال أن هذه المدينة ليست جيدة بالمرة!!! مع أنني أعرف هذه المدينة وأعرف أنها
بشكل عام مدينة جميلة وفيها أماكن رائعة ولكن صاحبي أطلق حكمه العام عليها بسبب
موقف سيء مرّ به في هذه المدينة.
إطلاق الأحكام العامة أو التعميم من الأمور المنتشرة بكثرة
بين الناس، وأذكر أنني في الجامعة أخذت مادة (اللغة الإنجليزية) وكانت أستاذة
المادة تقول لنا أنه يجب الابتعاد كليا عن التعميم عند كتابة المقالات لأنه يعطي
صورة أو معلومات غير دقيقة مما يؤثر سلبا على المقالة ومصداقيتها.
في بيئة العمل ينتشر أسلوب التعميم كثيرا سواء بالإيجاب أو
السلب حيث أسمع بكثرة من الآخرين بأن الإدارة الفلانية جيدة أو سيئة مع أن التعامل
كان مع شخص واحد فقط من هذه الإدارة!!! وقس على ذلك العبارات المشهورة التي نسمعها
(كلهم هكذا، جميع الموظفين يتصرفون بهذا الشكل، جميع الأنظمة هكذا، كل القوانين
على هذه الشاكلة...) وغير ذلك من التعميمات غير الصحيحة في كثير من الأحيان.
المشكلة في مثل هذه التعاميم وخاصة السلبية منها أنها تسبّب إرباكا
أو تشكّل صورة سيئة عند الطرف الآخر. هذا غير المعلومات غير الدقيقة التي قد تسبب مشاكل
لصاحب المعلومة أو السامع لها.
استخدام أسلوب التعميم عبارة عن أسلوب تفكير وفي اعتقادي أنه
من الأفضل التقليل من استخدام هذا الأسلوب قدر الإمكان. وكما قالت لنا مدرّسة مادة
اللغة الإنجليزية: من الأفضل استعمال كثير من أو البعض بدلا من الكل أو الجميع حتى
تكون المعلومات أكثر دقة ومصداقية.
والله ولي التوفيق
والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (الشكوى)، نرجو الضغط هنا
