بسم الله الرحمن الرحيم
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو
أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد
يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على
كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت
عليّ.
هناك فئات كثيرة ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم ومن
هذه الفئات التي يجب أن نلقي لها بالا فئة (الأبرار)، وقد ورد ذكرها في آيات
متعددة كقوله تعالى: "رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا
سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ" (آل عمران 193)، وقوله تعالى:
"إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ" (الانفطار 13). المهم هنا أن نطمح
لأن نكون من هذه الفئة لأنّ هذا هو المقصد الحقيقي لذكرها في القرآن الكريم.
وحتى ندخل ضمن هذه الفئة، يجب علينا أولا أن نتعرّف على معنى كلمة (الأبرار). جاء في تعريفها أنّها جمع بار وهم المطيعون والمؤمنون الصادقون، ورجال أبرار: رِجَالُ صِدْقٍ وَخَيْرٍ وَإِحْسَانٍ وَإِصْلاَحٍ. أمّا عن أقوال المفسّرين رحمهم الله تعالى، فأورد بعضا منها:
قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى: (وهم الذين برّت قلوبهم بما فيها من محبة الله ومعرفته، والأخلاق الجميلة، فبرّت جوارحهم، واستعملوها بأعمال البر)، وقال الإمام البغوي رحمه الله تعالى: (يعني المؤمنين الصادقين في إيمانهم المطيعين لربهم)، وقال الإمام الطبري رحمه الله تعالى: (برّوا بطاعتهم ربهم في أداء فرائضه، واجتناب معاصيه).
السؤال الهام هنا بعد أن عرفنا التعريفات المختلفة لهذه
الفئة هو: كيف نكون من هذا الصنف؟ وقبل أن أجيب على هذا السؤال، يجب علينا أن نعمل
بكل جهدنا لكي نكون من هذه الفئة، لماذا؟ لأنّ الله تعالى ذكر الأبرار بأنّهم في
نعيم كبير في الجنّة كما جاءت الآيات الكريمة بذلك، ولأنّ من ضمن دعاء المؤمنين
الذي ذكره الله تعالى في كتابه بأن يتوفاه الله تعالى مع الأبرار مما يدلّ على علو
قدر هذا الصنف من الناس.
أمّا عن الإجابة عن سؤال كيف، فمن التعريفات السابقة، نستطيع
القول بأنّ هناك ثلاثة أمور لكي نصل إلى هذه الفئة بعد توفيق الله تعالى:
·
طاعة الله تعالى باتّباع أوامره واجتناب نواهيه.
·
الاهتمام بالقلب بتنقيته من الأمراض القلبية وتغذيته
بالعبادات القلبية.
·
الدعاء المستمر لله تعالى بأن نكون من هذه الفئة.
كم هو جميل أن يأتي الشخص يوم القيامة وينادى عليه بأنّه من الأبرار لأنّ فرحه سيكون كبيرا جدا لأنّ ذلك يعني النعيم المقيم في الجنة. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من هذه الفئة وأن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه. والحمد لله رب العالمين.
لقراءة الحلقة السابقة (الفوز الحقيقي)، يرجى الضغط هنا.