بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو
أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد
يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على
كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت
عليّ.
كنت أسمع مؤخّرا (بودكاست) لأحد العلماء الفضلاء تحدّث
فيه عن الحاجة لإعادة علاقتنا بالقرآن الكريم بحيث يكون كتاب هداية ونور لنا مع
كونه وسيلة لكسب الحسنات الكثيرة. نحتاج إلى أن نتدبر القرآن الكريم ونجعله منهجا
لحياتنا، ومن فعل ذلك فستتّجه بوصلة حياته كما أراد الله تعالى.
ومن الآيات الكريمة التي يجب أن نجعلها منهاجا لحياتنا
قوله سبحانه وتعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ" (يونس 58)،
ومع أنّ علماء التفسير لهم أقوال متعددة في تفسير فضل الله تعالى ورحمته، فإنّ هذه
الجملة القرآنية يجب أن تكون في قلوبنا دائما قبل أن تكون على ألستنا.
فكلّ نعمة أنعم الله بها عليها في حياتنا وهي كثيرة جدا
لا نستطيع بطبيعة الحال أن نحصيها نحتاج أن نقول لكلّ منها أنّها (بِفَضْلِ اللّهِ
وَبِرَحْمَتِهِ). وبالطبع، فأعظم نعمة على الإطلاق وهي كوننا مسلمين تحتاج منّا أن
نقول أنّها (بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ).
وكل خير يتحقّق لنا في حياتنا يحتاج منّا أن نقول أنّه (بِفَضْلِ
اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ)، وكل إنجاز نحقّقه في أي مجال يحتاج منّا أن نقول أنّه (بِفَضْلِ
اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ). وحينما يصرف الله تعالى عنّا الضر والأذى والمرض
والمشاكل، يحتاج منّا أن نقول أنّ ذلك (بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ). وحين
يكون القادة والمسؤولين والمدراء أشخاصا إيجابيين يهدفون إلى سعادة الآخرين، يحتاج
منّا أن نقول أنّ ذلك (بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ).
ولذلك كان قول (الحمد لله) من أعلى الأذكار أجرا وثقلا
في ميزان الشخص يوم القيامة. وبالطبع لا يعني هذا الأمر أن ننسى أو نغفل فضل الناس
علينا، فشكرهم من شكر الله تعالى وهو من الأخلاق الراقية التي ينبغي لنا الاتصاف
بها.
القرآن الكريم بمثل هذه الآيات الكريمة يعيد تشكيل تفكيرنا لنسير في الاتجاه الصحيح الذي يريده الله تعالى، فالفضل كل الفضل لما نحن فيه لله تعالى، وبرحمته سبحانه نعيش في نِعَم كثيرة ولذلك جاء دعاء جميل عن النبي صلى الله عليه وسلم يجمع هذين الأمين كما ورد في الحديث الشريف: "اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِن فضلِكَ ورحمتِكَ فإنَّهُ لا يملِكُهُا إلَّا أنتَ" (السلسلة الصحيحة). والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (قلبٌ معلّق بالمساجد)، يرجى الضغط هنا.