بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو
أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد
يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على
كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت
عليّ.
كنت أقرأ في أقوال بعض المفسّرين في قول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ" (الحشر 18) وتحديدا في كلمة (لِغَدٍ)، فوجدتّ أنّهم يفسّرونها على أنّها يوم القيامة. والعجيب هنا هو استعمال القرآن الكريم لهذه الكلمة للإشارة إلى يوم القيامة وهذه دلالة على قربها الشديد منّا كما هو الحال بالنسبة ليوم غد في حياتنا الدنيا.
هذا القرب الشديد له دلالات كثيرة منها سرعة انقضاء
أعمارنا في هذه الحياة الدنيا وهذا واقع ملموس حيث أنّنا سنودّع بعد أيّام قلائل
سنة 2026 بعد أن كنّا استقبلناها في القريب العاجل، فسرعة انقضاء الأيام والأسابيع
والشهور أصبحت واقعا يجب الحذر منها لأنّ أعمارنا تنقضي معها في سرعة أيضا.
كذلك، هذا القرب الشديد ليوم القيامة يخبرنا بأن نستعدّ
له استعدادا مستمرا لأنّنا لا ندري متى سيأتينا الأجل ونرحل عن هذه الدنيا فاليوم عمل
ولا حساب وغدا حساب ولا عمل كما ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله
عنه.
هذا القرب الشديد ليوم القيامة يخبرنا بأن نترك طول
الأمل في هذه الدنيا بحيث نؤجّل فعل الأعمال الصالحة أو ترك الأعمال السيئة إلى
أوقات أخرى أو نظنّ بأنّ الموت لازال بعيدا عنّا مع أنّنا نشاهد ونسمع في كل يوم
عن أشخاص رحلوا عن الدنيا بعدما كانوا في كامل صحّتهم أو لازالوا في شبابهم.
فالحقيقة هنا بأنّ الموت يأتي بغتة ولا يفرّق بين أحد.
وأخيرا، فقرب يوم القيامة يبعث لنا برسائل اطمئنان
بأنّنا مقبلون على رب رحيم غفور شكور، يجزي بالحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة
ويعفو عن السيئات إن تاب منها الشخص في حياته الدنيا. وهذا كلّه من حسن الظن بالله
تعالى والرجاء في كرمه وعفوه، وحسن الظن هذا لا بدّ أن يكون مع حرص الشخص على
الأعمال الصالحة والابتعاد عن السيئة منها.
لا يدري أحدنا متى سيكون آخر يوم أو لحظة في حياته ولذلك، فالحرص على طلب حسن الخاتمة مطلب ضروري لنا جميعا حتى نلقَ الله تعالى في أفضل صورة ممكنة. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (أقوالنا بين الحسن والأحسن)، يرجى الضغط هنا.
