الأربعاء، 30 أكتوبر 2024

مشاهدات (142) - الأولويات

بسم الله الرحمن الرحيم 

 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

في أغلب الدورات التدريبية أو الكتب التي تتحدث عن القيادة أو الإدارة أو إدارة الذات، نجد موضوع الأولويات حاضرا بقوة كونها من أسباب النجاح أو الفشل. فالشخص الذي يعرف أولوياته سوف ينجح والأمثلة على ذلك كثيرة من التاريخ القديم والحديث.

وكما هو الحال في الكتب والدورات الإدارية، فإنّ موضوع الأولويات حاضرة كذلك في الإسلام ولذلك نجد في الكتب والمحاضرات مصطلح (فقه الأولويات) وهي موازية لمصطلحات (إدارة الأولويات) و (ترتيب الأولويات). أمّا عن تعريف الأولويات فهي باختصار تقديم الأهم على المهم، فالجانب النظري واضح إلى حدّ ما ولكنّ التحدّي هو التطبيق.

في وجهة نظري، ليس من السهولة ترتيب الأولويات في كل مرة، فهناك عوامل كثيرة تتداخل فيما بينها عند حدوث أمر ما نحتاج فيه إلى أن نتّخذ قرارا على حساب أمر آخر، بل قد يتكرّر نفس الأمرين في مناسبة أخرى ويكون القرار فيها مختلفا لأنّ العوامل والظروف مختلفة.

هناك قواعد عامة تساعد في مسألة تحديد وترتيب الأولويات، ولكن يحتاج الشخص بالإضافة إلى هذه القواعد إلى عوامل أخرى لمساعدته في هذا الشأن، كالمعرفة والقراءة وسؤال المختصين والخبراء والحكماء والتعلّم من التجارب الشخصية وتجارب الآخرين وقبل ذلك كلّه طلب التوفيق من الله تعالى. الهدف هنا أن يصل الشخص في ترتيب أولوياته إلى أفضل اختيار.

مسألة ترتيب الأولويات حاضرة تقريبا في جميع أمور حياتنا ابتداء من الأسرة ومرورا بالعمل أو الدراسة وانتهاء بالحياة الشخصية والاجتماعية، ولذلك يعتبره الخبراء من عوامل النجاح، لأنّ نجاح الشخص في ترتيب أولوياته في هذه الجوانب يضمن له تحقيق أهدافه سواء الحياتية منها أو الأخروية. وتزداد أهمية هذا الأمر وقت المشاكل والتحديات حيث يحتاج الشخص إلى معرفة وترتيب الأولويات بشكل جيّد حتى يستطيع حلّ المشكلة أو على الأقل الخروج بأقل الخسائر. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (الكوارث الطبيعية رسالة لنا)، يرجى الضغط هنا.

الخميس، 17 أكتوبر 2024

مشاهدات (141) - الكوارث الطبيعية رسالة لنا

بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

تحدث الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وأعاصير وحرائق وغيرها في أماكن متعددة من العالم وفي أوقات مختلفة، وبسبب انتشار وقوة وسائل الإعلام في عصرنا الحالي، فقد أصبحنا نسمع ونشاهد بشكل أكبر هذه الكوارث في أنحاء متفرّقة من العالم وما تُحدِثُه من آثار ونتائج مدمّرة سواء كان على مستوى الأشخاص أو البنى التحتية.

هذه الكوارث الطبيعية رسالة من الله تعالى إلى البشر ينبغي الوقوف عندها بتأمل كبير وعدم المرور عليها مرور الكرام كما يفعل الكثيرون للأسف الشديد، فهذه الكوارث تحمل في طيّاتها معان وقيم متعددة منها:

- تذكّر قوّة وقدرة الله تعالى المطلقة حيث تُعتبر هذه الكوارث من جنود الله تعالى يأمرها سبحانه بما يشاء في الوقت الذي يشاء، ومهما فعل البشر من احتياطات وإجراءات، فليس لهم طاقة بالوقوف أمام هذه الكوارث كما يشهد بذلك التاريخ القديم والحديث.

- هذه الكوارث فرصة عظيمة للعودة إلى الله تعالى والتوبة إليه سبحانه، فقد تكون في هذه الكوارث نهاية الشخص من حيث لا يتوقع، فكثير من الناس ماتوا في هذه الكوارث في لحظات محدودة، ولذلك ينبغي لنا ونحن نسمع عن أية كارثة أن نسارع بالعودة إلى الله تعالى لأنّ الكارثة القادمة قد تكون موجّهة إلينا في لحظة لا نتوقّعها أبدا.

- ينبغي لنا كذلك أن نشكر الله تعالى كثيرا على أن حفظنا من هذه الكوارث ومن نتائجها التدميرية ونسأله تعالى دائما أن يحفظنا ومجتمعاتنا من هذه الكوارث.

- لله تعالى حِكَمٌ كثيرة في إرسال هذه الكوارث على أية بقعة في العالم، ولذلك لا ينبغي لنا التسرّع في إطلاق التفسيرات لأية كارثة لأنّ البعض يعتبر أية كارثة عبارة عن عقاب من الله تعالى وهذا ليس بصحيح، فالأصل لنا الاعتبار من هذه الكوارث وسؤال الله تعالى العافية والحفظ وعدم الشماتة بأحد.

وأخيرا، فعند سماع أو رؤية هذه الكوارث، فمن الجميل تذكّر الحديث الشريف الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: "من رأى مبتلًى فقال: الحمدُ للهِ الذي عافاني مما ابتلاكَ به، وفضَّلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلًا، لم يُصِبْهُ ذلك البلاءُ(رواه ابن ماجه). والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (التربية أيضا تحدّ)، يرجى الضغط هنا.