الاثنين، 30 سبتمبر 2024

مشاهدات (140) - التربية أيضا تحدً

بسم الله الرحمن الرحيم 

 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

كنت كتبت فيما سبق سلسلة بعنوان (تحديّات) ذكرت فيها بعض التحديات التي تواجه الشخص في حياته وكيفية مواجهتها وعبورها بإذن الله تعالى. ومع تقدّم العمر، وجدتّ بأنّ هناك تحديات أخرى في الحياة لم أكتب عنها في هذه السلسلة لعلّ من أعظمها تحدّي تربية الأبناء.

شخصيا، أعتبر تربية الأبناء من أكبر التحدّيات التي تواجه الأبوين بالذات على الإطلاق، ذلك لأنّ هذا التحدّي متجدّد ويحتاج إلى جهد ضخم جدا بالإضافة إلى معرفة كبيرة في مجالات متعددة. ولذلك، فإنّ هذا التحدّي لا يقدر عليه البعض وهذا ما نراه في واقعنا من انتشار كثير من المشاكل التربوية التي تؤثّر سلبا على الأسرة وعلى المجتمع.

كون التربية تحديّا يأتي كذلك من منطلق بأنّنا نتعامل مع بشر له احتياجات متعددة وتعاملات مختلفة. ليس هذا فقط، فهذه الاحتياجات والتعاملات تختلف من سنّ إلى آخر ومن شخص إلى آخر بل وتختلف بين الذكور والإناث. بالإضافة إلى كل ذلك، فإن طبيعة كل عصر وخاصة مع تطوّر التقنيات الكبير والحضور القوي لوسائل الإعلام المختلفة وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي تؤثّر كذلك في التربية بشكل كبير. كل ذلك تجعل مسألة التربية تحدّ كبير يحتاج من الوالدين والمربّين إلى جهود ضخمة.

ما هو الحلّ لمواجهة هذا التحدّي؟ أولا، يحتاج الوالدان إلى طلب الإعانة والتوفيق من الله تعالى بشكل مستمر في هذه الرحلة الطويلة، وبجانب هذا الطلب، يحتاج الوالدان إلى اكتساب المعرفة المستمرة في طرق وأساليب التربية المختلفة من خلال القراءة وحضور الدورات والندوات وغير ذلك.

يأتي كذلك سؤال المختصّين التربويين كجانب هام خاصة فيما يتعلّق بالمشاكل والتحدّيات التي يواجهها الوالدان مع أبنائهما، وأؤكّد هنا على هذه المسألة لأنّ البعض للأسف الشديد يطلب الحلول من زملائه أو زميلاته في العمل وهم غير مختصّين، فيشيرون عليه بأمور قد تأتي بنتائج سلبية. لا مانع بالطبع من الاستفادة من تجارب الآخرين الإيجابية أو السلبية ولكن الأصل هو سؤال المختصين والمراكز المتخصصة التي توفّرها الدولة في هذا المجال.

إذا أردنا لأبنائنا أن يتميّزوا ويكونوا إيجابيين ومنتجين في مجتمعاتهم وقبل ذلك وبعده أن يتحقّق لهم الفلاح في الآخرة، لابدّ لنا كآباء وأمهّات أن نبذل الجهود والأوقات في سبيل أن نتعلّم كيف نربّي أبنائنا، فهذه الرحلة تبدأ منذ اللحظة الأولى للولادة - وأحيانا كما قال البعض قبل ذلك - إلى أن يكبر الشخص بل وقد تستمر التربية إلى آخر لحظات العمر. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (أعظم اختراع للبشرية)، يُرجى الضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق