الأحد، 29 ديسمبر 2024

مشاهدت (145) - ثَقُلَت وخفَّت

بسم الله الرحمن الرحيم 

 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

من رحمة الله تعالى بنا أن بيّن لنا كيفية الحساب يوم القيامة لكي نكون على بيّنة ونعرف ما يجب لنا فعله في الحياة الدنيا حتى ننال الفلاح في الآخرة. فالقاعدة الواضحة أنّ الحساب يوم القيامة يكون فقط على أساس الحسنات والسيّئات وليس على أساس شيء آخر ولذلك جاء في القرآن الكريم آيات واضحات لبيان هذا الأمر.

قال الله تعالى: "وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ" (الأعراف 8-9)، فالميزان يثقل بالحسنات ويخفّ بالسيئات. والهدف هنا واضح، أن نحرص على أن يثقل موازيننا بالحسنات لكي ندخل الجنة وننجو من النار، أمّا إن حدث عكس ذلك بمعنى أن يخفّ ميزان الحسنات ويثقل ميزان السيئات، فالعاقبة أليمة والعياذ بالله تعالى.

ولذلك، فإنّ من أهم وظائفنا في هذه الحياة الدنيا أن نحرص على تثقيل موازيننا بالحسنات. كيف ذلك؟ بالحرص على الأعمال الصالحة والابتعاد عن الأعمال السيّئة. ومن رحمة الله تعالى بنا أن بيّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأعمال الخاصة التي تزيد من ثقل ميزان الحسنات يوم القيامة ومن ذلك:

- قول (لا إله إلا الله) كما جاء في حديث البطاقة قوله صلى الله عليه وسلم: "فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ" (رواه احمد).

- قول (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) كما قال صلى الله عليه وسلم: "كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ" (متفق عليه).

- حسن الخُلُق كما جاء في الحديث الشريف: "مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ" (رواه أبو داود).

نحتاج إلى إعادة تفكيرنا وإعادة ترتيب أولوياتنا في حياتنا لأنّ المسألة مصيرية ولن تكون إلا مرة واحدة فقط، ونحن في هذه الحياة لنا فرص كثيرة في كل يوم لكي نزداد من الحسنات ونقلّل من السيئات. ويجب علينا ألا ننسى بأنّ الموت يأتي بغتة من غير سابق إنذار، فإذا جاء الموت، انقطع عمل الإنسان وتوقّف عدّدا الحسنات والسيئات إلا من خلال أعمال معيّنة يستمر فيها حسنات أو سيئات الشخص حتى بعد وفاته.

المسألة ليست بالبسيطة وإنما هو مصير الشخص، وعندما نقول مصير فإنّ ذلك يعني الحياة الأبدية الخالدة. نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخاتمة وأن يثقّل موازيننا يوم القيامة بالحسنات وأن يرزقنا الفردوس الأعلى من الجنة. والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (أولو الألباب)، يرجى الضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق