بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو
أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد
يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على
كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت
عليّ.
كنت أسمع منذ فترة لبودكاست لأحد العلماء الأفاضل عن
(التربية في القرآن الكريم) حيث ذكر بأنّ القرآن وضع لنا قواعد واضحة لكيفية
تعاملنا مع الناس كافة وتعاملنا مع أبنائنا، ومن هذه القواعد الذهبية أنّ أقوالنا
يجب أن تكون بين الحَسَن والأَحسن وهذا مصداق قوله تعالى: "وَقُولُواْ
لِلنَّاسِ حُسْناً" (البقرة 83)، وقوله تعالى: "وَقُل لِّعِبَادِي
يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (الإسراء 53).
الإسلام يريدنا أن نكون راقيين ومتميزين في جميع أمورنا
بحيث يقودنا هذا الأمر إلى دخول الجنّات بإذن الله تعالى يوم القيامة. وبما أنّنا
نتعامل مع الناس بمختلف الأصناف في حياتنا اليومية، أمرنا الله تعالى بأن نكون
راقيين في هذا التعامل، ومن أشكال هذا الرقي أنْ ننتقي من أقوالنا أحسن الكلام
ونبتعد بشكل كلي عن السيء منها.
وهذا الأمر ينبغي أن يكون منهجا لحياتنا في تعاملنا مع
الناس كافة، ومن باب أولى في تعاملنا مع أُسَرِنا، فمتى كان ذلك، تحقّقت نتائج
إيجابية كثيرة في المجتمعات والأسر لأنّ استعمال الأقوال السيئة لها نتائج كارثية
لعلّ أغلبنا يراها أو يسمع عنها بشكل دوري.
وقد قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: "وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ": (وهذا أمر بكل كلام يقرّب إلى الله من قراءة وذكر وعلم وأمر بمعروف ونهي عن منكر وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم. والقول الحسن داع لكل خلق جميل وعمل صالح فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره). وفي الحديث الشريف: "والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ" (رواه البخاري).
لاشكّ بأنّ الحرص بشكل مستمر على أن تكون أقوالنا بين
الحسن والأحسن يحتاج إلى جهد كبير، ولكن حين يدرك الشخص النتائج العظيمة التي
سيحصل عليها في الدنيا والآخرة، فالمسألة تستحق هذا الجهد خاصة مع أسرنا وأقربائنا
وزملائنا ثم الناس أجمع.
ولنتذكر دائما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يذكر فيه نتيجة واحدة لأثر الكلمة الحسنة والسيئة وهي كافية جدا لأن نحرص دائما على الأقوال الحسنة ونبتعد عن السيئة منها. قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الرَّجلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ اللهِ، ما كان يظُنُّ أن تبلُغَ ما بلغت، يكتبُ اللهُ له بها رضوانَه إلى يومِ يلقاه، وإنَّ الرَّجلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سخطِ اللهِ، ما كان يظُنُّ أن تبلُغَ ما بلغت، يكتبُ اللهُ له بها سخطَه إلى يومِ يلقاه" (السلسلة الصحيحة). والله الموفق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (بينك وبين الكتاب)، يرجى الضغط هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق