الجمعة، 16 أكتوبر 2020

مشاهدات (55) - قوة الإرادة


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

في إحدى محاضراته، سئل جون سي ماكسويل المؤلف المعروف في علم القيادة عن كيفية تأليفه لهذا العدد الكبير من الكتب، فأجاب بإجابة عجيبة، قال إنّه يمسك القلم ويبدأ بالكتابة. ورغم أن الإجابة تبدو بسيطة إلا أنها تدلّ على وجود شيء مهم جدا ألا وهو الإرادة.

لكي يقوم الشخص بفعل شيء ما يحتاج إلى أمرين: القدرة والإرادة. في غالب الأحوال فإن الأمر الأصعب يكون الإرادة وليس القدرة لأن القدرة يمكن اكتسابها من خلال المعرفة والتدريب والخبرة أما الإرادة فهي قرار شخصي ينبع من داخل الشخص وقد يحتاج إلى تفكير وتحفيز ممّا يجعل المسألة أصعب.

حينما نتأمل في حياة العظماء والناجحين في الحياة، نجد بأن مستوى الإرادة عندهم عالية جدا ولذلك فهم يواجهون الصعاب والتحديات ويصلون إلى أهدافهم ولو بعد محاولات كثيرة. انظر مثلا إلى أديسون كيف نجح في تحقيق أهدافه بعد محاولات كثيرة فاشلة، فالإرادة التي امتلكها ساهمت بشكل كبير في تحقيقه لأهدافه.

في عالم الحيوانات والحشرات كذلك، لاحظت بأن قوة الإرادة تلعب دورا هاما في تحقيق الأهداف، تأمّل مثلا في حياة النمل لتجد قوة الإرادة حاضراً في مواجهة التحديات المختلفة. وقد شاهدت برنامجا وثائقيا عن السرطان الأحمر في رحلته للوصول إلى المحيط. وقد كان واضحاً كيف تلعب الإرادة دوراً هاما في وصول هذه الكائنات إلى هدفها حيث توجد تحديات خطيرة ومميتة كثيرة في طريقها.

الإرادة قوة هائلة للشخص تساهم بشكل كبير في الوصول إلى الأهداف وتخطّي التحديات، ولست أقلّل أبداً من شأن القدرة فهي هامة كذلك ولكن الإرادة شأنها أكبر وأهميتها أعظم، ولذلك نحتاج إلى تدريب أنفسنا على تقوية إرادتنا حتى نصل إلى ما نريد بإذن الله تعالى.

كلمة أخيرة:

الشيطان يعمل على إضعاف إرادة الشخص حتى يثنيه عن الأمور الهامة في حياته. تأمل في الحديث التالي: "يعقد الشيطان على قافية، رأس أحدكم، إذا هو نام، ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة‏:‏ عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ أحدكم، فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" (متفق عليه). والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (التفكير العالمي)، يرجى الضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق