الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

مشاهدات (159) - كتاب (علّمتني الحياة)

بسم الله الرحمن الرحيم 


 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

الإعلان الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله تعالى بخصوص كتابه الجديد (علّمتني الحياة) كان أكثر من رائع حيث شدّني فيه حرص سمّوه على نقل تجاربه وخبراته التي امتدّت لسنوات طويلة لكل الناس في صورة كتاب والذي سيبقى أثره لأعوام طويلة بإذن الله تعالى لتتناقل الأجيال هذه التجارب والخبرات.

عندما نقرأ في كتب القيادة، نجد أنّ من أهم صفات القادة الناجحين حرصهم على نقل تجاربهم وخبراتهم للآخرين حتى يستفيدوا منها ويتعلّموا من دروسها وهذا ما يفعله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حين ينشر كتبه، فمثلا حين تقرأ كتابه (تأملات في السعادة والإيجابية) تجد بأنّه يضع خلاصة تجاربه وخبراته في موضوعي الإيجابية والسعادة من خلال قصص ومواقف عاصرها وتعلّم منها، وكذلك الحال بالنسبة لكتابه (وصيّتي) حيث يوصي سمّوه الناس بوصايا قيّمة جدا بناء على تجارب عاشها ودروس تعلّمها.

نشر التجارب والخبرات من أهم الأمور التي يجب أن يحرص عليها القادة في مختلف المجالات ولا شكّ بأنّ تنوع وسائل الإعلام في عصرنا الحالي يساعد على هذا النشر بشكل كبير خاصة مع انتشار برامج (البودكاست) بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي. ولا يُقتصَر هنا فقط على التجارب الإيجابية بل حتّى السيئة منها لأنّ الدروس قد تكون فيها أكثر وأنفع للآخرين.

ولا يقتصر هذا الأمر على القادة في المؤسسات بل يتعدّى ذلك إلى الآباء والأمهات في البيوت والمعلّمين في المدارس والمدرّبين في الأندية الرياضية وغيرهم. فكل شخص له تجارب في حياته يستطيع أن يفيد بها الآخرين فينفعهم في دنياهم وآخرتهم.

وكلّ ذلك يدخل في نهاية الأمر إن أخلص الشخص نيّته لله تعالى في باب نشر العلم النافع وهذا لا شكّ من الحسنات الجارية كما قال صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقةٍ جَاريَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ" (رواه مسلم). فكلّما استفاد شخص ما من خبرة الذي نشر، كان ذلك في ميزان حسناته بإذن الله تعالى.

أتوقّع شخصيا بأنّ كتاب صاحب السمو الجديد سيكون له صدى كبير وانتشار واسع بإذن الله تعالى، فمثل هذه الكتب جديرة بأن تُقرأ لأنّ فيها كنوز كثيرة يستطيع الشخص أن يستفيد منها في جوانب كثيرة من حياته. جزى الله تعالى سمّوه خير الجزاء والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (المؤسسات الخيرية والوقفية...شكرا لكم)، يرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق