بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف
المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو
أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد
يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على
كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت
عليّ.
جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من الشِّعرِ لحكمةً"
(رواه ابن ماجه)، وقد استوقفتني أبيات شعرية تُنسب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب
رضي الله عنه يقول فيها:
ولدتكَ أُمُّكَ يابنَ آدمَ باكياً والنَّاس حَولكَ يَضحَكونَ سُروراً
فاعمَل لِنَفسِك أن تكون إذَا بكَوا فِي يَوْمِ مَوتِكَ ضاحِكاً
مسروراً
هناك معانٍ جميلة في هذه الأبيات استوقفتني منها معنًى هام
ينبغي أن يكون دائما في أذهاننا بل هدفا أساسيا في حياتنا وهو (حسن الخاتمة) الذي
يجعل الشخص ضاحكا مسرورا كما جاءت في الأبيات الشعرية. فلماذا الحرص على حسن
الخاتمة؟
لا شكّ أنّ هناك معانٍ متعددة لحسن الخاتمة والجامع لهذه التعاريف هو أن يموت المسلم وهو على طاعة الله، مبتعدا من معصية الله، مُتَّبعًا لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. والأهمية هنا تكمن بأنّ حسن الخاتمة يعني بأنّ طريق الشخص سيكون بإذن الله تعالى أيسر وأسهل ابتداء من دخوله القبر ومرورا بالحساب وانتهاء بالمصير النهائي.
ومن هنا نفهم ما جاء عن الصحابي الجليل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أنّه كان يبكي عند القبر ويقول: (إنَّ القبرَ أوَّلُ مَنازلِ الآخرةِ، فإن نجا منهُ، فما بعدَهُ أيسرُ منهُ، وإن لم يَنجُ منهُ، فما بعدَهُ أشدُّ منهُ)، فحسن الخاتمة يعني أن يكون الشخص في نعيم في القبر بإذن الله تعالى ولذلك حرص عليه الصالحون في القديم والحديث.
والسؤال الهام هنا، كيف يتحقق حسن الخاتمة للشخص؟ بأمرين أساسيين هما: الحرص والمداومة على الأعمال الصالحة حتى آخر لحظة من حياة الشخص وسؤال الله تعالى حسن الخاتمة في كل وقت وحين. وليعلم الشخص بأنّ حسن الخاتمة توفيق من الله تعالى ولا يملك الشخص من ذلك شيء ولذلك فالحرص على الأمرين السابقين طريق لجلب هذا التوفيق من الله تعالى.
ومن توفيق الله تعالى للعبد ما جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيرًا استعمَلَهُ، قِيلَ: كيفَ يَستعمِلُهُ؟ قال: يُوفِّقُهُ لعملٍ صالِحٍ قبلَ الموْتِ ثمَّ يَقبِضُهُ عليهِ" (صحيح الجامع). نحتاج أن نضع (حسن الخاتمة) في بالنا دائما لأنّ سوء الخاتمة موجود كذلك حيث نسمع بين حين وآخر لأشخاص كانت خاتمتهم سيئة والعياذ بالله تعالى. نسأل الله تعالى أن يحسن خاتمتنا والله الموفق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (كتاب علمتني الحياة)، يرجى الضغط هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق