الجمعة، 31 أكتوبر 2025

مشاهدات (162) - في رحاب سورة

  بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

من البرامج التي أتابعها بشكل أسبوعي تقريبا، برنامج (في رحاب سورة) الذي تقدّمه قناة الشارقة الفضائية من تقديم الأستاذ الفاضل محمد حسن خلف والدكتور الفاضل محمد صافي المستغانمي. البرنامج يغوص في أعماق الآيات بشكل ممتع من الناحية اللغوية والبلاغية والنحوية مع بيان المعاني والتوجيهات التي تعطيها الآيات إيّانا. وأريد أن أقف هنا من خلال هذا البرنامج على عدة نقاط:

أولا: تدبّر القرآن الكريم من الأمور المطلوبة في حياتنا وهو توجيه ربّاني بالدرجة الأولى ومقصد عظيم وهدف أساسي من أهداف التعامل مع القرآن الكريم. وهذا البرنامج الرائع (في رحاب سورة) يعطينا مساحة جميلة وسهلة في نفس الوقت للتدبّر والتأمل في الآيات المختلفة.

ثانيا: العلم الواسع للشخص الذي يشرح معاني القرآن الكريم في نواحيه المختلفة هامّ جدا وهو ما يتميّز به مقدّمو هذا البرنامج، هذا مع سهولة الشرح وتبسيطه مع عدم الإخلال بالمعاني الأساسية. كل ذلك يعطي البرنامج متعة جميلة وروحانية رائعة.

ثالثا: الجهود التي تقوم بها هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون في خدمة القرآن الكريم رائعة ومقدّرة جدا، بالإضافة إلى هذا البرنامج الجميل، هناك قناة الشارقة للقرآن الكريم على الإذاعة والتلفاز وهي تقوم بخدمة القرآن الكريم على أعلى مستوى من خلال الختمات القرآنية المتتالية والفوائد الجليلة التي تقدّمها من خلال برامج متنوعة بين السور. فجزى الله تعالى القائمين على هذه البرامج خير الجزاء ورفع قدرهم في الدنيا والآخرة.

وأخيرا: بعد شكر الله تعالى، لابدّ من شكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، حفظه الله ورعاه وسدّد خطاه، على الجهود والتوجيهات العظيمة والمستمرة التي يقدّمها سمّوه في سبيل خدمة القرآن الكريم من خلال هذه البرامج المتنوعة والمشروعات المختلفة. فجزى الله تعالى سموّه خير الجزاء ورفع قدره في الدنيا والآخرة. والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (نعمة اللحظة)، يرجى الضغط هنا.

السبت، 18 أكتوبر 2025

مشاهدات (161) - نعمة اللحظة

 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

بحثت عن معنى كلمة (اللحظة) في معجم المعاني فكان المعنى أنّها الوقتُ القصيرُ بمقدارِ لَحْظِ العيْن، وتُستَخدم اللحظة كذلك للوقت القصير جدا. والحقيقة هي أنّ هذه اللحظات هي ما تشكّل حياتنا وأعمارنا. فهذه اللحظات القصيرة عندما تجتمع مع بعضها البعض، فإنّها تشكّل وقتا أطول.

كل لحظة من حياتنا عبارة عن نعمة من الله تعالى لأنّها تعطينا فرصة لأن نستزيد من الحسنات والطاعات. وقد يقول قائل: كيف ذلك؟ خاصة أنّ اللحظة عبارة عن وقت قصير جدا. نقول بأنّ اللحظة وراء اللحظة تشكّل وقتا وهذا ما يمكننا استثماره، فما لم نركّز على لحظاتنا فإنّنا لا يمكننا استثمار أوقاتنا.

هذه اللحظات سنُسأل عنها يوم القيامة بكل تفاصيلها كما جاء في الحديث الشريف: "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ...الحديث" (رواه الترمذي)، فأول سؤال هو عن العُمُر، وكم سيكون موقف الشخص جيّدا عندما يعلم بأنّه أحسن استثمار لحظات عمره في الدنيا، وعلى الجانب الآخر، سيكون موقفه صعبا جدا إذا لم يحسن استثمار لحظاته في الدنيا فيما يرضي الله تعالى.

نستطيع في لحظاتنا أن نفعل الكثير والكثير، فمجال الأعمال الصالحة واسع جدا، بل وهناك أعمال يسيرة يستطيع بها الشخص أن يملء لحظاته مثل ذكر الله تعالى وقراءة القرآن الكريم. وحياة العلماء مليئة بمثل هذا الاستثمار الدقيق للحظات لأنّهم عرفوا قيمتها وأنها سبب في زيادة حسناتهم ورفعة درجاتهم يوم القيامة.

وهنا تأتي روعة القرآن الكريم في حثّنا على استثمار لحظاتنا من خلال أساليب متنوعة منها بيان ندم أولئك الذين لم يحسنوا استثمار لحظاتهم في الدنيا فيكون ندمهم شديدا جدا يوم القيامة كما قال سبحانه على لسانهم: "يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي" (الفجر 24) وفي الآية الأخرى: "حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" (المؤمنون 99-100) ولا شكّ أنّنا لا نريد أن نكون من هؤلاء فنكون في موقف عصيب والعياذ بالله تعالى.

وحتى لا يكون الأمر مجرّد كلام نظري، نحتاج حتى نستثمر لحظاتنا إلى وضع أهداف وخطط يومية وشهرية وحياتية ثم متابعة هذه الأهداف والخطط وتقييمها بشكل مستمر، فبهذه الطريقة نستطيع أن نضمن ولو بشكل بسيط أنّنا في الطريق الصحيح. والتوفيق أولا وأخيرا من الله تعالى وحده وبالتالي لا بدّ لنا من طلب المعونة منه سبحانه دائما وأبدا، والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (وقفة مع أبيات شعرية)، يُرجى الضغط هنا.