بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
أما بعد:
في المؤتمر الأخير للابتكار والمستقبل الذي نظمته هيئة كهرباء
ومياه دبي في شهر فبراير الماضي، أعجبتني محاضرة السيد دان روسجارد الذي استعرض
بعضا من الابتكارات التي طبّقها في بلده هولندا أو في أماكن أخرى من العالم. الذي
جذبني في محاضرته هو استمتاعه بعرض هذه الابتكارات، فالابتكار بالنسبة إليه متعة
قبل أن يكون عملا.
الابتكار أصبح ضرورة، هكذا يقول الخبراء والمسؤولين في الدول والمؤسسات
العملاقة، فما لم تستمر في الابتكار فإنك كدولة أو مؤسسة ستتأخر عن العالم الذي
يقدم ابتكارات جديدة في كل لحظة. وهذا ينطبق كذلك على المستوى الشخصي، فالمبتكرون
متميزون ويُشار إليهم بالبنان ويُستعان بهم في كثير من الأمور سواء على مستوى
الدولة أو المؤسسة. والقول بأن عدم الابتكار على المستوى الشخصي أو الاطلاع على
الابتكارات المختلفة تجعل الشخص متأخرا ليس صحيحا على إطلاقه، ولكنه على الأقل لا
تجعل من الشخص متميزا.
كل ذلك صحيح، ولكن الأهم من ذلك هو أن يكون الابتكار متعة
وليس عبئا، فالذي لا يستمتع بالابتكار لن يستمر في الأغلب بتقديم الأفكار، وهذا ما
ألاحظه شخصيا في بعض الموظفين عند تقديمهم للاقتراحات في نظام الأفكار، تجدهم
متحمّسين في البداية ولكن يختفون بعد ذلك بسبب عدم شعورهم بالمتعة كإحدى الأسباب
الرئيسة!!!
الشعور بهذه المتعة يأتي أولا من الشعور بأهمية الابتكار على
المستوى الشخصي، فالأفكار تجعل العقل يعمل وهذا بحد ذاته إنجاز كبير، لماذا؟؟؟ لأن
كثيرا من العقول للأسف الشديد لا تعمل أو فلنقل تعمل في الأشياء المريحة فقط. أما
المبتكرون فهم الذين - في الغالب - يساهمون في تغيير العالم. تأمل فقط في الشخص
الذي أدخل فكرة (الذكاء الاصطناعي) إلى الوجود، كم غيّر العالم بهذه الفكرة
العجيبة!!!
عالم الأفكار والابتكار عالم ممتع جدا، وحتى إن لم يكن الشخص
من مقدّمي الأفكار أو الابتكارات، فليقرأ وليشاهد ما يحدث في العالم من ابتكارات
وكيف تغيّر هذه الابتكارات العالم وتفكير الناس وطريقة حياتهم، فعلا أمر عجيب
وممتع.
والحمد لله رب العالمين.
لقراءة مقالة (الزحمة) - يرجى الضغط هنا
مقال ممتاز يا اخي الحبيب سينا
ردحذف👍👍 مقال جميل
ردحذف