الأربعاء، 18 يوليو 2018

مشاهدات (10) - مجرد كلام نظري !!!


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
(مجرد كلام نظري)، (كلام دورات)، (بدأنا ندخل في المثاليات). هذه الجمل وغيرها نطلقها أحيانا عندما يريد أحدهم أن يغيّر سلوكا معينا - بالطبع تغيير إيجابي -. فمثلا يطرح أحدهم كيف تكون منتجا في عملك فيردّ البعض مباشرة (كلام دورات)، ويقوم آخر ببيان كيف نكون سعداء في حياتنا فيجيب هؤلاء (كلام كتب)، وأحيانا نسمع هذه العبارات بعد صلاة الجمعة وقد قام الخطيب جزاه الله خيرا بذكر بعض الأمثلة من حياة الصحابة أو السلف الصالح حول مسألة معينة فترى البعض يقول (نحن في زمن آخر الآن).
عندما لا يريد الشخص التغيير أو لا يحبّ أن يسمع كلاما معينا حول مشكلة يعاني منها يقوم غالبا بإطلاق مثل هذه العبارات التي ترسل رسالة للمتحدث أو الناصح مفادها (لا تحاول...لا أريد التغيير). والسؤال الهام هنا، لماذا لا يتقبّل هؤلاء مثل هذه الأمور أو التوجيهات أو النصائح؟ هل لأنهم حاولوا ولم ينجحوا؟ أم أنهم لا يريدون التغيير؟ أو أنهم لا يحبّون للآخرين أن يكونوا أفضل منهم؟ أم أنهم لا يريدون للآخرين أن يعرفوا أن لديهم مشكلة معينة؟ كل هذه الأسباب واردة، المهم أن عدم التغيير نحو الأفضل مشكلة كبيرة.
لا أشكّ بأن أحدا لا يعرف أهمية التغيير الإيجابي وفوائده وآثاره خاصة في هذه الأيام مع الانتشار الرهيب للإعلام، ومع ذلك لازال الكثيرون يقامون التغيير الإيجابي بشدة. المهم هنا مِن الذين يريدون التغيير الصبر وطول البال وعدم اليأس من التغيير الإيجابي والإبداع في الوسائل واختيار الوقت المناسب. وقد لاحظت كذلك بأن كلام القادة والوجهاء أكثر تأثيرا في الناس، فمن الجميل كذلك أن يقوم هؤلاء بالنصح والتوجيه.
الأمر الآخر الذي أريد التأكيد عليه هو الابتعاد عن المثاليات الزائدة والقصص الخيالية التي تشعر الشخص بأنه من كوكب آخر. من الجميل الحرص على الكلام المفيد والمختصر والأمثلة العملية من القديم والحديث مع الحرص على الأسلوب الحسن.
وأخيرا، أرجو من الذين يراد منهم تغيير سلوك معيّن، عندما تسمعون شيئا، تمهّلوا قليلا وتأملّوا فيه بعمق ولا تستعجلوا في قول (مجرد كلام نظري). والحمد لله رب العالمين.

لقراءة مقال (ماذا تعلمّت من ولدي (الوليد)؟)، اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق