بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف
المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو
أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد
يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على
كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت
عليّ.
من جمال القرآن الكريم أنّه يضع لنا قواعد في الحياة لكي
ننجو ونفلح ونسعد ونتميز في الدنيا والآخرة، وقد كنت أقرأ قبل مدّة واحدة من هذه
القواعد الرائعة التي تصلح منهاجا لنا في حياتنا وهي قوله تعالى: "وَتَحْسَبُونَهُ
هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ" (النور 15).
وردت هذه الآية عند الحديث عن حادثة الإفك والتي كانت
عصيبة على المسلمين وتحديدا على النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة رضي
الله عنها، ولذلك جاءت هذه الآيات الكريمات في سورة النور لكي تضع لنا منهجا وقواعد
واضحة نمشي عليها في حياتنا سواء أكانت في مثل هذه المواقف أو غيرها.
لماذا نحتاج إلى هذه القاعدة في حياتنا؟ لكي نتجنّب
الوقوع في المعاصي والأخطاء قدر الإمكان، وإذا وقعنا فيها، نعود ونستغفر ونتوب إلى
الله تعالى بأسرع وقت ممكن. فهذه الآية تقول لنا ألا نستصغر أية معصية، فقد نراها
نحن هيّنة ولكنّها عند الله تعالى عظيمة. تأمّل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم
حين قال: "وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يهوي بها في جَهَنَّمَ" (رواه البخاري). تأمّل في جملة (لا يلقي لها
بالا)، إنّها تؤكد الآية الكريمة في أنّ الشخص استصغر هذه الكلمات وحسبها هيّنة
ولكنها كانت عند الله عظيمة فكان جزاؤه هذا العذاب الأليم.
حادثة أخرى من السيرة النبوية تؤكّد خطورة أن يستهين
الشخص حتى بالإشارة، فقد جاء عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: (قلتُ للنبيِّ
صلى الله عليه وسلم حسبُك من صفيةَ كذا وكذا - تعني قصيرةً - فقال صلى الله عليه
وسلم: "لقد قلتِ كلِمَةً لو مُزِجت بماءِ
البحرِ لمزجته". (رواه أبوداود)، فحتّى الإشارة التي قد يستهين بها الشخص
ولكن فيها سخرية أو تصغير لشخص آخر عند الله تعالى عظيمة.
إذا وضعنا هذه الآية نصب أعيينا دائما في المنزل عند
التعامل مع الوالدين وبين الأزواج ومع الأبناء، وفي العمل حين التعامل مع الموظفين
والمتعاملين، وفي وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشارع وفي الأسواق وفي كل مكان،
فسنتبعد عن كثير من المعاصي والأخطاء لأنّنا لن نستصغر أو نستهين بأية معصية.
ولنتذكر دائما أنّنا بشر مما يعني أننا سنقع لا محالة في المعاصي والأخطاء، ولكن يجب علينا ألا نصرّ على الذنوب ولا نجهر بها ولا نستصغرها أبدا، فقد تكون خاتمة الشخص على هذه المعصية فيكون الموقف بعد ذلك صعبا على الشخص يوم القيامة. أسأل الله تعالى أن يوفّقنا دائما إلى طاعته ويجنّبنا معصيته وأن يحسن خاتمتنا، والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (هي لحظات فقط!!!)، يرجى الضغط هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق