الخميس، 17 أبريل 2025

مشاهدات (150) - هي لحظات فقط !!!

بسم الله الرحمن الرحيم 


 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

في أداء صلاة الجنازة وزيارة المقابر فضل كبير وأجر عظيم كما جاء في الحديث الشريف: "مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ، قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ" (رواه البخاري)، ومع هذا الفضل الكبير، فهناك معانٍ أخرى نستفيدها من حضور صلاة الجنازة وزيارة المقابر:

-      نستطيع أن نرى بوضوح معاني الألفة والأخوّة بين المسلمين وقت صلاة الجنازة، فهناك الكثير ممن يحرص على أداء هذه الصلاة ولو كان لا يعرف الميّت ولا أهله. وتراه يعزّي أهل الميت ويطيّب خاطرهم وينصحهم، وصدق رسول الله عليه وسلم حين قال: "ترَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى" (رواه مسلم).

-      تظهر العاطفة بشكل واضح وقت صلاة الجنازة ودفن الميّت، وقد رأيت في مرّات عديدة من يبكي بحرارة وقت الصلاة أو الدفن، فهذه العاطفة تدلّ على إنسانية الشخص وضعفه من ناحية، وحبّه للطرف الآخر من ناحية أخرى.

-      هي لحظات فقط ونرحل عن هذه الدنيا ونكون في مكان هذا الميّت الذي يُصلّى عليه ويُدفن، ولعلّ هذا المعنى من أهمّ المعاني الذي ينبغي أن نقف عنده عند أداء صلاة الجنازة، فاليوم هو وغدا قد أكون أنا، وينبغي ذلك أن يدعونا للاستعداد الدائم للموت من خلال الحرص على الأعمال الصالحة والابتعاد عن الأعمال السيئة.

-      صلاة الجنازة عبارة عن لحظات يسيرة ولكنّها تنفع الميّت بشكل كبير وخاصة لأنّ صلاة الجنازة يحتوي على الدعاء، فربّما كان دعاء أحد المخلصين سببا في النجاة أو رفع الدرجات. ويجب أن نتذكر أن دعاءنا اليوم للميت بإخلاص قد يعود علينا بأن يدعو لنا أحدهم بإخلاص فننجو ونفلح بإذن الله تعالى.

هذه بعض المعاني التي خطرت في بالي وهناك معان أخرى ذكرتها في كتابي (ماذا تعلّمت من الأماكن؟) فيمكن الرجوع إليها. نسأل الله أن يُحسن خاتمتنا وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، والله الموفق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (القيادة مدارس)، يرجى الضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق