بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الأولى (المقدمة)
الحمد
لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، الحمد له الذي هدانا لهذا
وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أماّ بعد:
منذ
صغري وأنا أحب متابعة الأفلام المتعلقة بعالم الحيوانات – وأتوقع أنه يشاركني هذا
الأمر الكثير-،هذا العالم العجيب والغريب والذي يحتوي على كثير من الأمور المثيرة
والعجيبة والذي يمكن أن نستغربها نحن البشر.
استمتع
كثيرا عندما أشاهد الأسود أو النمور أو الفهود وهي تهاجم أحد الثيران أو الغزلان،
واستغرب أكثر عندما أشاهد هذا التخطيط العجيب في القبض على هذه الفرائس. واستمتع
كذلك وأنا أشاهد عالم الطيور وكيف يسعى النسر مثلا وهو يعيش في أعالي الجبال إحضار
الطعام لصغاره، فيذهب بعيدا عن بيته ويركّز بدقة على فريسته وينقض عليه في سرعة
عجيبة.
وكذلك
بالنسبة لعالم الحشرات والأسماك، كل ذلك الاستمتاع استمر معي حتى بدأت أدرك بأن هناك
أسرار في هذا العالم العجيب، ونستطيع نحن البشر أن نتعلم الكثير منها، بل إن البشر
استفاد منها فعلا، ولعل مثال الطائرات أوضح مثال على ذلك، فالإنسان أخذ فكرته لصناعة
الطائرات من الطائر وأخذ يطور في الفكرة حتى وصل إلى ما نشاهده الآن.
"لعلكم تتفكرون" هي
سلسلة أسعى من خلالها إلى بيان بعض المعاني الذي يمكن أن نستفيد منها من هذه
الحيوانات، نمّر فيها على حيوانات مختلفة ومتنوعة، الصغيرة منها والكبيرة، القوية
منها والضعيفة، وهدفي أن أبيّن كذلك بأن الله تعالى لم يخلق الأمور سدى وإنما لهدف
وعبرة ويمكننا نحن البشر أن نستفيد منها الكثير.
نسأل
الله أن يوفقنا إلى ما فيه خير وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه،
أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الثانية (النسر)
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: مع حلقة جديدة من سلسلة (لعلكم
تتفكرون) والذي نهدف من خلالها إلى بيان بعض الصفات والقيم التي يمكن
أن نستفيدها من عالم الحيوانات، هذا العالم العجيب والرائع والذي يكتشف العلم فيه
كل يوم شيئا جديدا.
في
الحقيقة، احترت بأي الحيوانات سأبدأ، هل أبدأ بالصغير أم الكبير؟ هل أبدأ بالقوي
أم الضعيف؟ فقررت أن أبدأ من الأعالي لأننا نريد الوصول إليه، وقررت أن أبدأ بأكثر
الطيور التي تعجبني، وهو طائر النسر.
دعونا
إذا نقف على بعض المعاني التي يمكن أن نتعلمها من هذا الطائر الرائع:
1) الرؤية الثاقبة:
فهو ذو نظرة ثاقبة وله هدف محدد، فعندما يطير
في الجو يحلق عاليا ثم ينقض على فريسته بسرعة عالية وهو قبل أن ينفذ هذه العملية
يحدد هدفه بشكل واضح وهو لا شك يتخذ جميع الخطوات اللازمة قبل الانتقاض على
الفريسة بحيث يتحين الفرصة المناسبة وغالبا ما ينجح في تحقيق هدفه. أليس
الأشخاص الإيجابيون بحاجة إلى هذه النظرة الثاقبة وتحديد لأهدافهم؟ هناك فرص كثيرة
في المجتمع ينبغي للإيجابيين أن يدرسوها وينظروا إليها بنظرة ثاقبة بحيث يمكن أن
ينقضوا عليها أي يستثمروها.
2) الهدف الواضح:
فالنسر يطير عاليا في السماء يبحث عن فريسته
وعندما يجدها يحددها بشكل واضح وينقض عليها سريعا، ومن أراد أن يكون إيجابيا
عليه أن يكون ذو هدف واضح ومحدد لكي يسهل عليه تطبيقه وتقييمه.
النسر من الطيور التي يمكن استفادة معاني
كثيرة منها، وحري بنا نحن بني البشر والذي أكرمنا الله تعالى بنعم كثيرة أن نتأمل
ونتدبر في هذه المخلوقات.
نسأل الله أن يوفقنا إلى كل خير وأن نكون من
الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الثالثة (التمساح)
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: مع حلقة جديدة من سلسلة (لعلكم
تتفكرون) والذي نهدف من خلالها إلى بيان بعض الصفات والقيم التي يمكن
أن نستفيدها من عالم الحيوانات، هذا العالم العجيب والرائع والذي يكتشف العلم فيه
كل يوم شيئا جديدا.
ومن
خلال هذه السلسلة، نريد من الآن وصاعدا أن ننظر نظرة مختلفة إلى هذه المخلوقات،
نظرة تأمل وعبرة، نظرة استفادة وتعلّم، وبالتأكيد سوف تستفيد من هذا التأمل
والتدبر.
أقف
اليوم مع حيوان قد يسبب عند ذكر اسمه خوفا لدى البعض، وإعجابا لدى البعض الآخر،
وكثيرا ما يتجمع الناس عنده في حديقة الحيوانات إن كان موجودا، نتكلم اليوم عن التمساح.
قد يستغرب البعض عن كيفية أخذ صفة إيجابية من هذا
الحيوان المفترس والمعروف بالتوحش وخاصة عند اصطياد الفريسة ولكن يمكننا استفادة
التالي منه:
1) اقتناص الفرص:
حينما يشاهد التمساح حيوانا ما بالقرب من منطقته وخاصة
إذا كان يشرب من الماء فإنه يتربص به ويقتنص الفرصة المناسبة لاصطياده فتراه يتحرك
مخفيا جسمه مظهرا عينه فقط وحين اقترابه من الفريسة ينقض عليه ويبتلعه بعد ذلك.
وقد لا تأتيه هذه الفرصة كثيرا وبالتالي يبذل التمساح جهدا كبيرا لعدم ضياع هذه
الفرصة، أما في عالمنا الآن فالفرص متوفرة وبكثرة وعلى
الإنسان الإيجابي أن يقتنصها حتى لا تضيع منه أو يأخذها غيره، وقد تكون
هذه الفرصة بابا لفتح أبواب أخرى في المجتمع وقد تكون الفرصة صغيرة بسيطة ومع ذلك
ينبغي عدم الاستهانة بها مهما كانت لأنها قد تكون صغيرة الآن ذو قيمة بسيطة وتتحول في المستقبل إلى شيء ذو
قيمة عالية.
فعلا، حينما تنظر إلى التمساح تستغرب من هذا الأمر الذي
يفعله وبهذه الدقة العالية، ولكن لا يمكننا إلا أن نقول "سبحان الله"،
وهذه القيمة وغيرها من القيم نضعها بين أيديكم لعلكم تتفكرون في مخلوقات
الله تعالى العظيمة.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما فيه خير وأن يرزقنا
الإخلاص في جميع الأقوال والأفعال، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الرابعة (الثعبان)
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: حلقة جديدة من سلسلة (لعلكم
تتفكرون) والتي نعيش معها بعض المعاني الإيجابية التي يمكن أن نستفيد
منها من عالم الحيوان، هذا العالم الذي يعيش في نظام عجيب وإبداع بديع، كل ذلك
ليدل على عظيم خلق الله عز وجل وقدرته سبحانه وتعالى.
اليوم،
سنقف على حيوان عجيب جدا، يخاف الكثير منه بمجرد ذكر اسمه، ينجذب الكثيرون إلى
مشاهدته حين يعرض في التلفاز، وكذلك يتجمع الكثيرون حوله في حدائق الحيوانات. هذا
هو الثعبان.
قد
يتساءل البعض، ما هي الصفة أو الصفات الإيجابية التي يمكننا الاستفادة منها من هذا
الحيوان والذي قد يكون قاتلا ومخيفا في أغلب الأحيان؟ نقول لهؤلاء: تفكّروا
وستجدون صفات كثيرة، ولعلي أذكر منها صفة إيجابية واحدة وهي:
1) التجدد
يعرف الثعبان بأنه يجدد جلده بين كل فترة وأخرى، وهكذا ينبغي أن يكون الشخص الإيجابي يجدد في وسائله وبرامجه حتى
لا يمله الناس ويحاول بقدر الإمكان استخدام الوسائل المتاحة في المجتمع مع عدم
مخالفته لشرع الله عز وجل، فالتجديد عملية ضرورية لكل شخص خاصة من أراد
أن يتطور.
أرأيتم كيف يمكننا الاستفادة من هذه الحيوانات؟ نحتاج
فقط إلى قليل من التأمل والتفكر، فالله تعالى لم يخلق شيئا عبثا وإنما وجّهنا في
كتابه الكريم بعد أن ذكر هذه الآيات العظيمة بقوله "لعلكم
تتفكرون" لكي نتفكر ونتدبر ونتأمل في هذه المخلوقات والآيات.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما فيه صلاح العباد
والبلاد وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الخامسة (السلحفاة)
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: مع حلقة جديدة من سلسلة (لعلكم
تتفكرون) والتي نعيش معها بعض المعاني الإيجابية التي يمكن أن نستفيد
منها من عالم الحيوان.
الله
سبحانه وتعالى يدعونا إلى التفكر في كونه، في مخلوقاته، في السموات، في الأرض، بل
في الإنسان نفسه، كل ذلك لكي نزداد إيمانا به سبحانه وتعالى، وأيضا لكي نستفيد من
هذه المخلوقات في تطوير أنفسنا.
نعيش
اليوم مع "السلحفاة"، هذا
الحيوان الذي ارتبطت به صفة البطء في الحركة، ولكنني لن أتطرق إلى هذه الصفة، بل
إلى صفة إيجابية يمكن أن يستفيد منها الشخص من هذا الكائن.
1) الحماية الذاتية:
حيث تمتاز السلحفاة كما نعلم بأنه حين يهاجمها شيء ما
بأنها تختبئ في بيتها وهي بذلك تدافع عن نفسها ولا يستطيع عدوها غالبا كسر هذا
البيت الصلب فيبقى السلحفاة في مأمن، والشخص الإيجابي
عليه كذلك أن يحمي نفسه ذاتيا وهو ما يمكن أن نطلق عليه الحصانة الإيمانية
بحيث يحصّن نفسه من الفتن التي تموج في المجتمع ويكون لنفسه درعا واقيا أمام كل
الهجمات الشرسة عليه.
نسأل الله أن يوفقنا إلى حسن عبادته وإلى التوفيق إلى
طاعته وإلى اجتناب معاصيه وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد
لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة السادسة (العنكبوت)
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: مع حلقة جديدة من سلسلة (لعلكم
تتفكرون) والتي نعيش معها بعض المعاني الإيجابية التي يمكن أن نستفيد
منها من عالم الحيوان.
كم
هو جميل أن نتفكر ونتدبر، بل إن بعض العلماء جعلها عبادة، والله تعالى أمرنا بها
في القرآن الكريم بقوله "فاعتبروا يا أولي الأبصار"، وكنت في هذا
الأسبوع أشاهد بعض الأفلام عن الحيوانات، وسبحان الله، هذا العالم مليء بالعجائب
والغرائب وحري بالشخص أن يتفكر في هذا العالم ويستخرج منه العبر والفوائد، ودعونا
نقف اليوم مع حيوان جديد، بل مع حشرة قد تخيف الكثيرين، نعيش اليوم مع العنكبوت:
صحيح
أن الله تعالى وصف بيت العنكبوت بأنه أوهن البيوت، ولكن هناك صفة رائعة في هذه
الحشرة نستحق الوقوف عندها.
1) الإتقان:
عندما نشاهد بيت العنكبوت نلاحظ إتقانا عجيبا وجميلا في
صنعه ولا نملك إلا أن نقر ببديع صنع الله تعالى، والعنكبوت عندما يبني بيته يحرص
على الإتقان والجمال، وكذلك ينبغي على الشخص الإيجابي
أن يتقن عمله ويبدع في الوسائل ويتفنن في طرق دعوة الناس إلى الخير.
نسأل الله تعالى أن نكون مفاتيح للخير مغاليق للشر وأن
يرزقنا الإتقان في جميع أمورنا، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة السابعة (البقرة)
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: مع حلقة جديدة من سلسلة (لعلكم
تتفكرون) والتي نعيش معها بعض المعاني الإيجابية التي يمكن أن نستفيد
منها من عالم الحيوان.
ما
الذي قدمته لأمتك؟ ماذا الذي قدمته لمجتمعك؟ ماذا قدمته لأسرتك؟ هذه الأسئلة
وغيرها تقود إلى سؤال واحد رئيسي "ما هو إنتاجك؟
وهل هو مفيد أم لا؟"، تأملوا في الحيوان الذي سنذكره اليوم وما
يقوم بتقديمه.
البقرة:
ويمكننا
الاستفادة من هذا الحيوان ما يلي:
1) الإنتاج:
كما نعلم
جميعا بأن البقرة تنتج الحليب وتعطينا اللحم وهناك من يستفيد من شحمها وجلدها
وأشياء أخرى، وبالتالي فهو حيوان منتج مفيد للناس، وهكذا
ينبغي أن يكون الشخص الإيجابي منتجا ومفيدا للمجتمع والإنتاج يكون بحسب
قدرة الشخص فمنهم من ينتج كتبا ومنهم من يكتب أشعارا ومنهم من يبرز في المجال
التقني وآخر في مجال المحاضرات وغيرهم في مجال الأعمال الخيرية وهكذا ينتج كل شخص
على حسب قدراته وإمكاناته مع الاهتمام بجانب التطوير دائما.
نسأل الله أن
يوفقنا لخدمة دينه وأن يجعلنا مفاتيح للخير ومغاليق للشر، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الثامنة (السنجاب)
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: مع حلقة جديدة من سلسلة (لعلكم
تتفكرون) والتي نعيش معها بعض المعاني الإيجابية التي يمكن أن نستفيد
منها من عالم الحيوان.
نقف اليوم مع حيوان جديد، لنستفيد منه
صفة إيجابية جديدة، ولنستمر بالتعلم من عالم الحيوانات، ولنتأمل ولنتفكر في هذا
العالم العجيب والرائع.
نقف اليوم مع السنجاب، هذا الحيوان الصغير، والذي يمكن أن نستفيد
منه هذه الصفة:
1) سرعة الحركة:
فهذا الحيوان
الصغير سريع في حركته ويمتاز بخفة الحركة فهو يبحث عن طعامه في سرعة حيث يعيش
غالبا فوق الشجرة وحينما يجد طعاما ينزل بسرعة ليأخذه، وهكذا يجب أن يكون الشخص الإيجابي سريع الحركة وليس بطيئا ثقيلا ينتقل من عمل
إلى آخر بصعوبة بل قد يجره الآخرون في بعض الأحيان، إن سرعة الحركة في تنفيذ
التكاليف والوسائل يساعد الشخص الإيجابي على أداء أعمال أكثر والعكس بالنسبة للشخص
الثقيل فقد يستمر معه العمل البسيط أياما وأياما.
نسأل الله
تعالى أن نكون مسارعين إلى طاعة الله تعالى وأن نكون من الذين يستمعون القول
فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة التاسعة (الجمل)
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: مع حلقة جديدة من سلسلة (لعلكم
تتفكرون) والتي نعيش معها بعض المعاني الإيجابية التي يمكن أن نستفيد
منها من عالم الحيوان.
نقف
اليوم مع حيوان معروف جدا في جزيرة العرب، ويستفيد منه الناس كثيرا وفي أمور
كثيرة، نقف اليوم مع سفينة الصحراء ووسيلة
العرب قديما في التنقل وخاصة في المسافات البعيدة، الحيوان الذي نتحدث عنه هو الجمل.
وللجمل بعضا من الصفات الإيجابية التي نستفيد منها:
1) الصبر والتحمل:
والجمل معروف بهذه الصفة حيث يصبر على الحر الشديد في
الصحراء ويصبر على حمل الأمتعة ويصبر على حمل الناس، فهو يتحمل الكثير من أجل أداء
مهمته على أكمل وجه. والشخص الإيجابي في هذه الحياة
يواجه الكثير من العقبات وطريقه محفوفة بالأشواك وبالتالي عليه أن يصبر ويتحمل
والنتيجة مضمونة بلا شك، " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".
2) الرؤية البعيدة:
من ينظر إلى الجمل يجد أنه مرفوع الرأس دائما وبالتالي
فهو ذو رؤية بعيدة، وهكذا ينبغي على الشخص الإيجابي أن
يكون، بعيد وواضح الرؤية، ويخطط لتحقيق هذه الرؤية.
نسأل الله أن يوفقنا إلى حسن عبادته وإلى التوفيق إلى
طاعته وإلى اجتناب معاصيه وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد
لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة العاشرة (الذبابة)
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: مع حلقة جديدة من سلسلة (لعلكم
تتفكرون) والتي نعيش معها بعض المعاني الإيجابية التي يمكن أن نستفيد
منها من عالم الحيوان.
كما أن للحيوانات صفات إيجابية يمكننا الاستفادة منها،
فإن لها صفات سلبية يمكننا ملاحظتها بوضوح فيها، وبما أننا عرضنا في الحلقات
الماضية الصفات الإيجابية لبعض الحيوانات، سنقوم في هذه الحلقات بعرض بعض الصفات
السلبية لبعض الحيوانات حتى نبتعد منها ونتجنبها في حياتنا.
نقف اليوم معكم مع الذبابة.
القليل بل
النادر من البشر من يحب الذباب، لأنه فيها الكثير من الصفات السلبية التي لا يحبها
الناس ومنها:
1) العيش على القاذورات:
غالبا ما نجد
الذباب يعيش على القاذورات ومتى ما كانت هناك سلة مهملات ترى هنالك الذباب، وإذا
أردنا أن نسقط هذه الصفة فيمكن إسقاطها على الاهتمامات
التافهة والسخيفة والتي تنتشر في المجتمع والتي لا يرجى منها أية فائدة للدين
والمجتمع، فالشخص الإيجابي عليه أن يكون ذو اهتمامات جادة بحيث يساعد
على نهضة أمته ودينه، وأمر الآخر يمكننا الاستفادة منه، وهي مسألة النظافة والاهتمام بالمظهر، فالناس يحبون
الرائحة الحسنة والمنظر الجميل المرتب، وبالتالي على الشخص الإيجابي أن يهتم
بمظهره ورائحته حتى يقبل عليه الناس.
نسأل الله أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر وأن نسهم
في نهضة المجتمع وخدمة دين الله عز وجل، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الحادية عشرة (البعوضة)
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: مع حلقة جديدة من سلسلة (لعلكم
تتفكرون) والتي نعيش معها بعض المعاني الإيجابية التي يمكن أن نستفيد
منها من عالم الحيوان.
نكمل
معكم استعراض بعض الصفات السلبية للحيوانات والتي ينبغي لنا عدم الاتصاف بها حتى
نكون إيجابيين مؤثرين بإذن الله تعالى.
وكما
تحدثنا عن الذبابة في الحلقة الماضية، فإن الحشرة الثانية التي تخطر على البال
مباشرة هي البعوضة.
وهناك صفة
سلبية رئيسة في البعوضة وهي:
1) إيذاء الآخرين:
فالبعوضة تؤذي
الآخرين وتسبب لهم ألما وبعض الأحيان تنقل لهم الأمراض، وبالتالي يحاربها البشر
ويحاولون القضاء عليها دائما، وهذه الصفة صفة سيئة جدا يؤدي إلى كره الناس للشخص
الذي يحمله، وبالتالي على الشخص الإيجابي أن يبتعد عن
هذه الصفة بل ويسعى في مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لخدمة دينه وخدمة الآخرين وأن
نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الثانية عشرة (الطاووس)
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: نعود إليكم مع بداية العام ومع حلقة جديدة من سلسلة (لعلكم تتفكرون) والتي نعيش معها بعض المعاني
الإيجابية التي يمكن أن نستفيد منها من عالم الحيوان.
عالم
الحيوان عالم ممتع مليء بالعجائب والغرائب، وأتوقع أنه في كل يوم يتم اكتشاف شيء
جديد في هذا العالم، ويجب علينا نحن كمسلمين أن نتفكر ونتدبر في هذا العالم ونزداد
يقينا بقدرة الله تعالى وعلمه الواسع وحكمته المطلقة.
نعيش
اليوم مع طائر معروف، يحبه الكثيرون لصفة معينة فيه، ولكننا سنتناول صفة إيجابية
وصفة سلبية في هذا الطائر.
الطائر
هو الطاووس.
أما
الصفة الإيجابية فهي:
1) الجمال:
فهو ذو ذيل جميل وعندما يقوم بفتحه فإن الشخص يرى جمالا
رائعا، والشخص الإيجابي عليه أن يكون أيضا جميلا في
مظهره، في كلامه، في ملابسه، في أخلاقه، في كل أموره حتى يتقبله الناس
على أن لا يدفعه الاهتمام بالجمال إلى الإسراف والتبذير وإلى أن يجعل هذا همّه،
والكلام هنا كذلك موجه للنساء لأن أكثرهن يوجههن اهتمامهن إلى الجمال الظاهري وينسين الجمال الباطني،
جمال الأخلاق والتعامل.
وأما الصفة السلبية فهي:
2) الغرور:
فالطاووس
يعرف بالغرور وخاصة حينما يريد أن يري جماله للآخرين ويدل على ذلك أيضا مشيته
المتبخترة، وهذه الصفة مدمرة بالنسبة للشخص الإيجابي
حيث أن الغرور والكبر صفتان سيئتان تحبط كثيرا من الأعمال، هذا بغير العاقبة
الأخروية الأليمة، والمتكبرون يكرههم الناس ولا يتقبلون منهم وبالتالي ليس لهم أثر
في هذه الدنيا بعكس المتواضعين، وبالتالي على الشخص الإيجابي أن يبتعد عن هذه
الصفات السيئة حتى لا تؤثر في إيجابيته وتأثيره على الناس.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يخدمون دين الله عز
وجل، وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الثالث عشرة (الفهد)
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: نعود إليكم مع بداية العام ومع حلقة جديدة من سلسلة (لعلكم تتفكرون) والتي نعيش معها بعض المعاني
الإيجابية التي يمكن أن نستفيد منها من عالم الحيوان.
الحديث ممتع جدا عن الحيوانات وفيها
فوائد كبيرة، وأنصح الجميع بالتأمل في هذا العالم، والله تعالى أمرنا بذلك حينما
قال سبحانه وتعالى متكلما عن الإبل "أفلا
ينظرون إلى الإبل كيف خلقت"، فهذه دعوة إلى التفكر والتأمل حتى
نزيد إيمانا بالله تعالى ونستفيد من الصفات الكثيرة في هذا العالم.
نعود اليوم لنتكلم عن الصفات
الإيجابية مرة أخرى، ومع حيوان آخر هو الفهد:
ويمكننا
الاستفادة من هذا الحيوان ما يلي:
1) السرعة:
فالفهد من
أسرع الحيوانات البرية وهو يطارد فريسته بسرعة هائلة وغالبا ما يقدر على اصطياده،
وهكذا ينبغي أن يكون الشخص الإيجابي، سريعا في حركته
وتنفيذ مهامه، سريعا في الوصول إلى أهدافه.
نسأل الله
تعالى أن يجعلنا من الذين يسارعون في الخيرات ويسابقون في الطاعات وأن يجعلنا من
عباد الله المخلصين، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الرابع عشرة (الأسماك)
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد،
ففي
زحمة الأحداث والتطورات الكبيرة التي تحدث في المنطقة، أتوقع أن الكثيرين يترقبون
أية كتابة عن الأحداث الجارية، ولكنني أعتقد – وهذا رأي شخصي – بأننا لا ينبغي لنا
أن نهمل التذكير بأي جانب خلال وجود أي حدث لأن الدين الإسلامي دين شامل وليس
مقتصرا على تحليل حدث معين فقط. صحيح أن هناك أولويات ينبغي طرحها، ولكن إذا كانت
المعاني المطروحة الأخرى هامة أيضا فلا مانع من طرحها أيضا.
دعونا
نعيش اليوم مع الأسماك بشكل عام، وما الذي
يمكننا الاستفادة منها،
هناك صفة مشتركة في الأسماك بشكل يمكننا ملاحظتها، ألا
وهي:
1) روح الجماعة:
نلاحظ أن الأسماك وخاصة الصغيرة منها تكون في مجموعات
دائما تسبح مع بعضها البعض وهي تشكل بذلك صورة خلابة رائعة، فإذا أراد أحد
مهاجمتها فإنها تجتمع مع بعضها البعض وتدافع عن بعضها فيصعب على عدوها الاقتراب
منها، والشخص الإيجابي عليه أن يكون متمسكا بجماعة ما،
على أن تكون هذه الجماعة صالحة وتحمل صفات إيجابية،
فإذا ما كان فيها عليهم جميعا أن يشدوا من أزر بعضهم البعض ويتعاونوا فيما بينهم
ويتحدوا ويدافعوا عن بعضهم وبالتالي فإنهم يستطيعون إحداث التغيير في المجتمع بعد
توفيق الله عز وجل.
نسأل
الله تعالى أن يوفقنا إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد وأن يرزقنا العمل لخدمة
الدين والوطن، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الأخيرة (النملة)
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد،
أحببت
أن أختم هذه السلسلة، ولكنني احترت حقيقة ماذا اختار من حيوانات لكي أختم بها هذه
السلسلة، فلم أجد أفضل من النملة، هذه
الحشرة الصغيرة التي تضرب بها المثل في الإيجابية والعمل الجاد، وحيث أن الصفات
الإيجابية للنملة كثير، دعونا نقف عند هاتين الصفتين:
1) الجدية:
لا تكاد ترى نملة واقفة إلا إذا كانت ميتة، فهي في شغل
دائم وحركة دائبة، تبحث عن غذائها وتعمل مع الآخرين وتتحرك هنا وهناك، فالنملة غير
الجادة في عملها تعتبر شاذة عن النمل لأن الأصل في النمل الجدية والحركة والبذل
والعطاء. والناس المنتجون في المجتمع تحققت فيهم ولا
شك هذه الصفة الرائعة لأنهم علموا أن الجدية واستثمار الأوقات نتيجتها إيجابية
وستعود بالنفع على الشخص نفسه وعلى المجتمع بعكس الشخص اللاهي المضيع
لوقته فهو لا ينفع نفسه ولا مجتمعه بشيء.
2) المبادرة:
هذه الصفة أوردها الله تعالى في القرآن الكريم في قصة
سليمان حين أتى جنود سليمان على واد النمل فقالت نملة من النمل محذرة باقي النمل
"ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده
وهم لا يشعرون" فبادرت هذه النملة الصغيرة بهذا الأمر لكي تحمي
أهلها وعشيرتها، وهذا الأمر موجود أصلا في النمل فهي تبادر للبحث عن الغذاء
المناسب لها وتخبر بعد ذلك باقي النمل، ومطلوب من
الإنسان الإيجابي أن يكون صاحب مبادرات لكي ينهض بمجتمعه بل بالأمة كلها،
فبالمبادرات تتميز المجتمعات وقبل ذلك يتميز الأشخاص ويحصلون على الأجر
العظيم من الله تعالى إن أخلصوا النيات.
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا هذه الصفات
وأن نكون ممن يساهمون في نهضة هذه الأمة، كما أسأله تعالى أن يؤجرنا على هذه
السلسلة وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله الذي بنعمته
تتم الصالحات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق