السبت، 2 مايو 2015

سلسلة (إن في ذلك لعبرة) - سلسلة تهدف إلى إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا لكي نأخذ منها العبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الأولى (المقدمة)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في سلسلة جديدة من السلاسل التي نحاول أن نغرس فيها بعضا من القيم والمعاني الإيجابية، وسيميت السلسلة هذه المرة ب(إن في ذلك لعبرة).
وكما يبدو من العنوان فإننا سنتحدث عن أمور فيها عبرة وعظة لنا، أمور وأحداث نشاهدها في حياتنا وقد لا ننتبه لها أو نعتبرها صغيرة أو بسيطة ولكن فيها عبرة أو فائدة معينة.
سنسعى من خلال هذه السلسلة بإذن الله أن نكون أكثر واقعيين في طرحنا وأن نسرد القيم المفيدة في حياتنا، وأن نركز بشكل أكبر على معاني الإيجابية والتي نحتاجها بشكل كبير هذه الأيام خاصة مع انتشار السلبية في أمور كثيرة.
لا شك بأن هناك الكثير من الأمور والأشياء والأحداث التي تمر علينا يوميا، وبالطبع فلن نستطيع أن نمّر عليها كلها ولكن سنسعى أن نأخذ أمورا معينة تساعدنا في إيصال القيمة التي نريد أن نوصلها في كل حلقة.

(إن في ذلك لعبرة) سلسلة أسأل الله تعالى فيها أن يوفقنا فيه إلى تقديم شيء نافع للمجتمع، والله الموفق إلى كل خير، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الثانية (المرض)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
تعرضت في الأسبوع الماضي لوعكة صحية كنت خلالها طريح الفراش لبعض الأيام، ولكن هذه الوعكة غرست في نفسي بعض العبر، فدعوني أشارك هذه العبر معكم:
1) مهما أوتي الإنسان من قوة، فهو ضعيف في النهاية، ولا يملك أي شيء بيده، فقد تأتيه  حمى أو صداع فتجعله طريح الفراش ولا يستطيع الحراك، مع أنه قبل أيام فقط كان يتحرك هنا وهناك، ويقضي حوائجه ويمارس حياته العادية.
2) رحمة الله تعالى واسعة، وينبغي لنا شكر الله تعالى دائما على جميع الأحوال، فبالرغم من أن الشخص قد يمنعه المرض من أداء بعض العبادات كالصلاة في وقتها أو الصيام أو غيرها، فإن رحمة الله تعالى اقتضت بأن المرض تغفر للشخص زلاته وذنوبه، بل ويجري للشخص أجر الأعمال التي كان متعودا عليها وهو صحيح، فالحمد لله رب العالمين.
3) يجب أن يحذر الإنسان من الحقد والحسد وهو في هذه الحالة، فقد يأتي الشيطان إلى الشخص المريض ويجعله يحقد على الأشخاص الأصحاء ويجعله يتمنى بأن يكون جميع الناس مرضى مثله، فينبغي على الشخص أن يحذر ويستعيذ بالله من هذه الوساوس ويتمنى الخير لجميع الناس.
4) الدعاء ثم الدعاء، فالإنسان يكون في مثل هذه الحالات في أشد الحاجة إلى الدعاء، سواء بالدعاء لنفسه أو الدعاء من إخوانه.
5) وأخيرا، تظهر معاني الأخوّة الحقيقية في مثل هذه الحالات، فكم يفرح الشخص حين يزوره أخوه، أو يتصل به ليسأله عن حاله، أو يرسل له رسالة يدعو له بالشفاء، فالأخوّة كما تكون في حالات اليسر والصحة تكون كذلك في حالات المرض والضيق، وربّما يحتاج الشخص المريض إلى وقفات من إخوانه معه لكي يخفف عنه المرض ويشعر هو بالراحة والسعادة
العبر من المرض كثيرة، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا العافية دائما وأن يبعد عنّا الأمراض والأسقام، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الثالثة (برج خليفة)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
بحكم وظيفتي في مدينة دبي، ومروري اليومي على أطول برج في العالم "برج خليفة"، وبمناسبة قرب افتتاح هذا البرج، أحببت أن أشارككم في بعض العبر والعظات التي يمكن أن نأخذها من هذا البرج:
1) الناظر لهذا البرج يرى فعلا بأنه برج مميز، ويتميز بطوله بين الأبراج الأخرى الموجودة، مع أن الأبراج الأخرى طويلة ولكن هذا البرج أطول منهم جميعا، وهذا يقودنا إلى أننا إذا أردنا أن نكون متميزين علينا أن نتصف بصفة مميزة تجعلنا نتميز عن الناس وبالتالي نؤثر في الناس لأن الناس يتأثرون بالناس المتميزين. وبالطبع نتكلم عن التأثير بالخير.
2) لكن الحذر الحذر من الغرور، لأن المتميز قد يتسرب إليه هذه الصفة السيئة بسبب مدح الناس له، وبالتالي على الشخص أن يراقب الله تعالى دائما ويبتعد عن هذه الصفة.
3) سيبقى برج خليفة أطول برج في العالم إلى أن يأتي برج جديد يحل مكانه، وبالتالي سيكتب اسمه في التاريخ على الأقل كأول برج وصل إلى هذا الطول، وكذلك سيسجل التاريخ أيضا الشخص المتميز والمؤثر على الناس بالخير ولكن الميزة هنا بأن هذا الشخص سيأخذ حسنات حتى بعد مماته لأنه أثّر في الناس ونشر فيهم الخير.
4) استغرق بناء البرج وقتا طويلا وجهدا كبيرا وتخطيطا ضخما حتى خرج بهذا الشكل، وكذلك الشخص الذي يريد أن يتميز، عليه أن يعمل ويجتهد ولن يأتي التميز أبدا من فراغ ومن دون تعب وجهد.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته وأن نكون متميزين دائما في الخير ومؤثرين في الناس وأن يبعد عنا الكبر والغرور، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الرابعة (الزحمة)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
لا تكاد تمر هذه الأيام على مجلس من المجالس، إلا وتسمع أحاديث عن "الزحمة"، أي الزحام الموجود في الشوارع، وكثير منهم يشتكون من هذه "الزحمة" ويتمنون حلولا سحرية للقضاء على هذه الظاهرة.
والناس اتجاه هذه الظاهرة على عدة أقسام، وأدعك أخي القارئ أن تحدد من أي الأقسام أنت.
1) قسم يشتكي بشكل دائم، ولا يكون في مجلس إلا ويتحدث عن هذه "الزحمة" ويلقي باللوم على جهات مختلفة. هذا القسم بشكل عام سلبي ودائم الشكوى، وحتى في محيط عمله أو دراسته تجده دائم الشكوى من كل شيء.
2) قسم آخر هو أسوأ من القسم الأول، فبجانب شكواه الدائم فهو سريع الغضب وخاصة في الشوارع وقد يقود بتهور بالغ حتى في الزحام الشديد، وهو بذلك لا يسبب الأذى لنفسه فقط بل للآخرين أيضا.
3) قسم هادئ، لا يشتكي – في الغالب – من هذه الظاهرة لأنه يراها ظاهرة طبيعية وهو يرى بأنه لا فائدة من الشكوى لأن لها آثارا سلبية عليه وبالتالي تجده في الشارع هادئا ملتزما بخط سيره، ولكن مشكلة هذا القسم عدم استثمار وقته في السيارة بالنافع والمفيد فهو لا يعمل شيئا وإنما يشاهد هذا ويراقب ذاك إلى أن يصل إلى المكان الذي يريد.
4) هناك أناس يعتبرون هادئين ولكن يقضون أوقاتهم في السيارات فيما لا يرضي الله تعالى سواء بسماع الأغاني أو بالتدخين أو بالمعاكسات فهذا أيضا يسبب الضرر لنفسه.
5) القسم الأخير، هو القسم المستثمر لوقته أفضل استثمار، فبجانب هدوئه وعدم شكواه تراه يستمع في السيارة إلى أشياء مفيدة من قرآن وبرامج إذاعية مفيدة أو يستمع إلى محاضرة مفيدة أو نشيد جميل، أو يقوم بترديد الأذكار المختلفة، أو يقوم بالاتصال بأهله أو أصدقائه للاطمئنان عليهم، وغير ذلك من الأمور المفيدة، وحتى الذين يركبون الحافلات أو سيارات الأجرة يمكنهم استثمار أوقاتهم بالقراءة أو الاستماع إلى شيء مفيد.
أسأل نفسك من أي الأقسام أنت؟ واسأل نفسك دائما هل تريد أن تحصل على حسنات من الله تعالى وأنت في هذه "الزحمة" أم تأخذ السيئات والعياذ بالله.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى كل خير وأن نكون هداة مهتدين، غير ضالّين ولا مضلّين، والحمد لله رب العالمين. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الخامسة (الهجرة النبوية)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
تمرّ علينا ذكرى غالية هذه الأيام وهي ذكرى "الهجرة النبوية الشريفة"، هذه الحادثة التي غيّرت مجرى التاريخ وكانت بداية تشكيل نواة دولة إسلامية ومنها انطلق الإسلام ليملأ أرجاء الدنيا.
هذه الحادثة فيها الكثير من العبر والدروس، وأي موقف من المواقف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يفيدنا في حياتنا في مختلف الأمور، ولكن القليل من الناس من ينتبه لهذه العبر والدروس وخاصة أن المحاضرات وخطب الجمعة تركز فقط على الناحية التاريخية وذكر القليل من الدروس والعبر الهامة.
ودعوني أقف على عبرة واحدة من هذه العبر في هذه الحادثة العظيمة، وهي هامة جدا لكل شخص، ألا وهي الثقة التامة بالله تعالى. وقد ظهر هذا الموقف عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبوبكر في غار ثور، ووصل المشركون إليه، فخاف أبوبكر من أن ينظر المشركون إليهما، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم في ثقة عظيمة "ما ظنّك يا أبوبكر باثنين الله ثالثهما" وقال الله تعالى على لسان نبيه "لا تحزن إن الله معنا".
تعالوا نسأل أنفسنا، هل نحن بهذه الثقة العالية بالله تعالى وخاصة في حالات الحزن والهم؟ هل لسان حالنا يقول "لا تحزن إن الله معنا"؟ أم لا تحزن إن المال معنا؟ أم لا تحزن إن فلان معنا؟ أم لا تحزن إن الجاه والسلطان معنا؟ وهكذا.
نحتاج إلى ثقة كثقة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يوفقنا الله تعالى في جميع أمورنا، ويجب علينا مع هذه الثقة أن نتخذ كل الأسباب المادية لتحقيق كل الأمور في حياتنا.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى كل خير وأن يرزقنا الثقة به سبحانه في جميع أمورنا، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة السادسة (التخطيط)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
مع نهاية عام وبداية عام جديد تقوم الشركات والمؤسسات بتقييم أهدافها ووضع أهداف وتطلعات جديدة بناءا على النتائج التي حققتها وبناءا على الواقع الموجود على الساحة.
دعونا نحن كأفراد نستفيد من هذا العمل التي تقوم به الشركات، أقصد أن نقوم بتقييم أنفسنا في العام الماضي فيما حققناه من إنجازات وما واجهناه من إخفاقات ووضع أهداف لنا في هذه السنة الجديدة.
وتبدأ عملية التخطيط بالتأمل في النفس وسؤالها أسئلة واضحة، أين أنت الآن؟ وما هو مستواك؟ وهل بالإمكان تحقيق أفضل مما هو موجود الآن؟ ولا أعتقد بأن أي شخص ناجح في حياته أو من يريد التميز والنجاح يرضى بوضعه الذي هو فيه الآن، والسبب أنه يتطلع لتحقيق نجاحات وإنجازات أكبر في مسيرة حياته.
وهنا أوجه كلامي إلى الأشخاص المؤثرين أو الذين يريدون التأثير، أقول لهم بأنهم يجب عليهم تقييم أنفسهم في السنة الماضية وما حققوه من إنجازات وما واجهوه من إخفاقات، وكذلك عليهم وضع خطط طموحة لهذه السنة الجديدة حتى يعملوا على تحقيقها ويكونوا مؤثرين بإذن الله تعالى.
التخطيط الشخصي والمحاسبة الدائمة هامتان جدا لكل من أراد النجاح في حياته وينبغي لنا أن لا نغفل أبدا عن طلب العون والتوفيق من الله تعالى في سائر الأمور.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى كل خير، وأن تكون هذه السنة سنة خير وإنجازات وعزة للإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض. والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة السابعة (كرة القدم - 1)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
لا يشك أحد بأن لعبة كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم، ولا شك بأن المعلومات الأساسية حول قواعد هذه اللعبة متوفرة لدى الأغلب، ولست هنا بصدد بيان الحكم الشرعي أو مناقشة جدوى متابعة أو ممارسة هذه الرياضة، ولكنني أريد أن أوجّه الأنظار إلى النواحي أو المعاني الإيجابية التي يمكن أن نستفيد منها في حياتنا كما استفدتها أنا.
دعوني إذا أشارككم بعض العبر من هذه اللعبة والتي يمكننا الاستفادة منها في حياتنا:
1) قبل أن يدخل الفريق المباراة بيوم أو يومين، يقوم الفريق بإجراء تمارين ووضع خطط مناسبة وأخذ المعلومات لتلك المباراة، وبدون هذه الأمور لن يتمكن الفريق من أداء المباراة بشكل جيد، وهكذا أيضا في حياتنا، يجب علينا الاستعداد جيدا لكل ما سنعمله من خلال التخطيط وأخذ المعلومات لكي ننجح في أداء المهمة.
2) كل لاعب في الملعب له وظيفة معينة، فالحارس حارس، والمدافع مدافع وهكذا، ولم يتم وضعهم في هذه الأماكن إلا لأنهم عرفوا قدراتهم بأنهم أنسب في هذا المكان، ونحن كذلك علينا أن نعرف قدراتنا وإمكاننا لكي نكون في المكان المناسب، فالشخص الإعلامي يجب أن يكون إعلاميا ويخدم في هذا المجال وليس في مجال الإدارة المالية مثلا.
3) لا يستطيع لاعب بمفرده أن يقود الفريق إلى الفوز ولكن مطلوب تعاون الجميع، وهكذا أيضا في حياتنا نحتاج أن نتعاون فيما بيننا لكي نحقق الفوز.
4) عندما يطرد لاعب ما من الملعب فإنه بلا شك سيؤثر على الفريق، وهكذا الإسلام فإنه يحتاج إلى جهد كل شخص لكي ينشره وينهض به من جديد، وإذا تخلى أي شخص عن أداء مهمته،فإنه بلا شك سيؤثر على نهضة الأمة من جديد.
العبر كثيرة وربما سنخصص بعض الحلقات الأخرى للتحدث عنها، والذي أريد أن أؤكده بأننا نستطيع الاستفادة من أية لعبة مباحة لغرس قيم في أنفسنا.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى كل خير وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الثامنة (كرة القدم - 2)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
نكمل ما بدأناه في الحلقة الماضية من استخراج بعض العبر من لعبة كرة القدم، هذه اللعبة التي يتابعها الكثير من الناس حول العالم.
1) دعونا نتخيل المباراة من غير قوانين، كيف سيكون الحال؟ لا شك بأن الفوضى سيعمّ في كل شيء، وبالتالي وضعت القوانين لتنظيم المباريات، وكذلك في حياتنا هناك قوانين يجب علينا أن نطبقها حتى ننجح في الحياة، وهذه القوانين وضعها الله تعالى لنا من خلال أوامره ونواهيه. ولولا هذه القوانين لكانت الحياة فوضى وغير منظّمة.
2) يقوم بالتأكد من تطبيق هذه القوانين في المباراة، حكم المباراة ومساعديه، وبالتالي يقوم كل لاعب بمراقبة تصرفاته حتى لا يرتكب مخالفة وبالتالي يتسبب في إنذاره أو طرده من الملعب، والمؤمن الحق هو الذي يقوم بمراقبة جميع تصرفاته في الحياة لأنه يعلم بأن له ربّا يراقبه وأن هناك حسابا ينتظره يوم القيامة. 
3) من وظائف الحكم في المباراة مراقبة الوقت، وكذلك علينا نحن أن نحرص على أوقاتنا وأن نستثمرها حق الاستثمار قبل أن يأتي الأجل حيث لا ينفع بعده الندم. 
4) الحزم من أهم صفات الشخص الناجح، ولذلك نرى دائما في الحكام الناجحين هذه الصفة، ولكن ينبغي التنبيه إلى أن الشخص الناجح ينبغي له كذلك أن يتصف بصفة الرجوع عن الخطأ إذا تبين له الصواب، وهذا لا نشاهده للأسف في غالب الحكام.
نسأل الله تعالى أن يوقفنا إلى كل خير وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ونكمل بإذن الله تعالى مع عبر أخرى من هذه اللعبة في الحلقة القادمة، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة التاسعة (كرة القدم - 3)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
لازلنا مع العبر المستفادة من لعبة كرة القدم والتي يمكننا الاستفادة منها في حياتنا:
1) الأحداث التي تمر في حياتنا تكون أهميتها مثل أهمية المباريات، فبعضها هام بل مصيري ينبغي أن نستعد ونخطط لها بشكل ممتاز وأن نبذل جهدنا فيها، وبعضها أقل أهمية وبعضها ليس لها أهمية على الإطلاق.
2) الشخص الإيجابي الذكي ينظر للأولويات دائما، فكما تخطط الفرق للمباريات الهامة والمصيرية فتراها تريح اللاعبين الأساسيين في المباريات التجريبية أو غير الهامة ليشاركوا بقوة في المباريات المصيرية، وكذلك الشخص الإيجابي عليه أن يعرف ما هي الأشياء الأكثر تأثيرا في المجتمع فيذهب ناحيتها لكي يؤثر فيها ويستثمرها الاستثمار الأمثل.
3) المسلم يبذل جهده من البداية إلى النهاية أي إلى مماته، ويستمر في نفس الحماسة طوال هذه الفترة، كما تفعل الفرق في البطولات حيث تحاول أن تكسب جميع المباريات حتى تفوز بالبطولة، أما المسلم فهدفه أغلى من ذلك بكثير وهو الفوز برضوان الله تعالى ودخول جنته ونيل درجاته العلا.
4) لا بد من الهدف الواضح والسعي لتحقيقه، فالفريق الذي يضع نصب عينيه الفوز بالبطولة ويسعى جاهدا لتحقيقه سوف يحققه، وكذلك مطلوب من المسلم أن يكون هدفه واضحا قبل الخوض في أي مضمار حتى يحقق النتائج المرجوة بعد توفيق الله عز وجل.

هذه العبر استفدتها أنا شخصيا من هذه اللعبة، وأحببت أن أشاركها معكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعا إلى كل خير وأن نكون جميعا من المؤثرين في الحياة الدنيا وننال الفردوس الأعلى بإذن الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة العاشرة (الصلاة - 1)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
تأملت كثيرا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين تحدّث عن الصلاة بقوله "أرحنا بها"، فوجدت أن هناك كثيرا من العبر والفوائد في الصلاة تنعكس على الشخص في حياته بجانب الفضل الكبير والأجر العظيم من هذه الفريضة المباركة. دعوني أشارك معكم ببعض العبر:
تغرس فينا هذه الصلوات معنى التحدي، كيف؟ أليس من يقوم لصلاة الفجر يتحدى نفسه بحيث يترك فراشه ونومه ليقوم ويصلي، أليس من يقوم لصلاة الظهر وهو تارك عمله ليذهب ويصلي تحديا للنفس، وقد يكون هذا العمل صفقة مربحة. أليس من يقوم لصلاة العصر وقد أرهقه العمل وقد يكون نائما تحديا للنفس؟.
- من المعاني الأخرى كذلك معنى التجديد، حيث إن من حكمة الله تعالى أن جعل الصلوات في أوقات مختلفة ومتنوعة، فمثلا تأتي صلاة الفجر في وقت معين ثم بعد بضع ساعات تأتي صلاة الظهر وبعد أقل كمية من الساعات تأتي صلاة العصر، وتأتي صلاة المغرب وبينها وبين العشاء فترة قصيرة ولكن تمتد بعد ذلك الساعات لتأتي صلاة الفجر، أليس في ذلك تجديدا للإنسان؟.
- معنى آخر وهو عدم الغفلة، حيث إن الإنسان الذي يحافظ على الصلوات يكون في ذكر لله تعالى، وبالتالي لا يكتب بإذن الله تعالى من الغافلين، حيث إن المصلي يقرأ القرآن ويذكر الله تعالى في ركوعه وسجوده، هذا إن لم يذكر الله تعالى بأذكار بعد الصلوات، وكلنا نعرف ما للأذكار من أجر كبير.
معنى الوحدة والتمسك بالجماعة من المعاني الهامة أيضا حيث إن الشخص الذي يحرص على صلاة الجماعة خمس مرات في اليوم يزيد تمسكا بالجماعة ويقوى عند الشعور بالوحدة وهذا المعنى من أهم حكم صلاة الجماعة حيث أن الإسلام يحث على اجتماع المسلمين وعدم تفرقهم.
المعاني والعبر في الصلاة كثيرة، ومن تدبر وتأمل فيها يشعر حقيقة بما شعر به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال "أرحنا بها".
نسأل الله أن يوفقنا إلى صالح الأعمال والأقوال وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الحادية عشرة (المسجد الأقصى)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
نعيش هذه الأيام أحداثا تحدث حول مكان عزيز على قلوبنا ، ألا وهي الأحداث التي تحصل للمسجد الأقصى، أعاده الله تعالى للمسلمين وطهّره من رجس اليهود.
ومع كل الحزن الموجود من هذه الأحداث وإمكانية هدم أو انهيار المسجد الأقصى، أجد نفسي وقد جاءني شعور بالتفاؤل حول نهضة المسلمين من جديد، وإحدى علامات هذا التفاؤل هو الوعي الموجود حول أهمية هذا المكان المقدّس والنداءات المتكررة بالدعاء والنصرة، وقد وجدت هذا الوعي من خلال قراءة الرسائل الالكترونية الكثيرة التي تصل من الأصدقاء، وهذا الأمر -وأقصد به الوعي- هو مقدمة طيبة للحركة والعمل ليس فقط لنصرة الأقصى بل ولنهضة الأمة من جديد واسترداد عافيتها بإذن الله تعالى.
ومع هذا التفاؤل الموجود، عندي شعور بالاستغراب كذلك من بعض الناس الغافلين من هذه القضية الهامة. هناك خلل في ترتيب الأولويات عند هؤلاء الناس ولا زلنا نسمع هذه الأيام عن أناس يتكلمون عن المباريات والمنتديات والبلاك بيري وآخر الموديلات وكأن أمر المسجد الأقصى عبارة عن مباراة من المباريات العادية يفوز فيها من يفوز ويخسر من يخسر ثم تنتهي الأمور ويرجع كل فريق إلى بيته، الأمر أخطر من ذلك بكثير بل ولا توجد مقارنة أصلا.
نحتاج إذا لكي ننهض أن نعيد ترتيب أولوياتنا مع وجود الوعي الذي ذكرناه في البداية، ونسأل الله أن يوفقنا إلى كل خير وأن ينصر المسلمين في كل مكان، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الثانية عشرة (الصلاة - 2)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
كنّا قد تحدثنا في حلقة ماضية عن بعض عبر وفوائد الصلاة والتي تنعكس على حياتنا، ودعونا نكمل اليوم ببعض العبر الأخرى وسنخصص الحديث عن العبر المأخوذة من الحرص على الصف الأول في صلوات الجماعة:
من المعاني العظيمة ، الطموح، حيث إن الذي يحاول الحرص على الصف الأول دائما شخص طموح يحاول الارتقاء بدرجاته في الجنة، وليس مثل الشخص الذي لا يهمّه في أي صف صلى ولا كم ركعة فاتته أو أدرك. ولا شك بأن هذه المسألة ستنعكس على حياة الشخص، أقصد بذلك بأن هذا الطموح سينعكس على أمور الحياة، فيكون الإنسان طموحا في وظيفته وفي بيته وفي جميع الأمور المشروعة.
- من المعاني العظيمة الأخرى كذلك تنظيم الوقت، فالشخص الذي يحرص على الصف الأول يحرص على تنظيم وقته لئلا يفوته هذا الأجر، فتجد يضبط مواعيده على مواعيد الصلاة، ولا يضع أية أولوية على الصلاة، وبالتالي حينما يسمع الأذان فإنه يتوجه مباشرة إلى المسجد لكي يصلي في الصف الأول ويدرك هذا الفضل.
- من المعاني الجميلة كذلك التنافس المشروع، فتجد الأصحاب الحريصين على الصف الأول يتسابقون إليه، وهذا أمر جميل، فالتنافس في أمور الخير مطلوب ومحمود.
وتأملوا هذا الحديث العظيم، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة و الصبح لأتوهما و لو حبوا" . صححه الألباني في صحيح الجامع. أي إن في الصف الأول أجر كبير ولو أنه بقي مكان واحد في الصف، وكان القرار إجراء القرعة لاقترع الناس حرصا على الصف الأول.

فضل كبير من الله تعالى، فعلينا الحرص إذا على الصف الأول لكي نحصل على هذا  الأجر العظيم وليغرس فينا الكثير من المعاني الإيجابية التي نحتاجها في حياتنا. والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الثالث عشرة (الأمنيات)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
أحيانا أدخل إلى المسجد وأجد بعض الأشخاص جالسين لا يفعلون أي شيء، فاستغرب منهم ومن تضييعهم لأجر كبير أثناء انتظارهم لصلاة الفريضة سواء بقراءة القرآن أو بالدعاء أو بالذكر، وكأن هؤلاء يبعثون إلى الآخرين رسالة مفادها بأن الفردوس الأعلى في الجنة مضمون ولا داعي لأخذ حسنات !!!!.
أحيانا قد تأتي الحسنات إلى أشخاص جاهزة وعلى طبق من ذهب، ولكنهم يرفضونها ويدعونها ويقولون: "فرصة أخرى إن شاء الله" ولا يدري هؤلاء المساكين هل تعود مثل هذه الفرص مرة أخرى أم لا.
يجب علينا أن نعلم بأننا نعيش في هذه الحياة الدنيا لفترة محددة وهذه الفترة المحددة قصيرة جدا، ويجب أن يكون شغلنا الشاغل كيفية جمع أكبر قدر من الحسنات، فبالعبادات نكسب الحسنات وفي أعمالنا نستطيع أن نكسب الحسنات، وفي دراستنا نستطيع أن نكسب الحسنات، وفي بيوتنا وفي سياراتنا وحتى حينما نمارس رياضة ما نستطيع أن نكسب الحسنات، كيف؟ بالنية الصادقة وبوسائل كثيرة تحدث عنها الكثيرون ويمكن الرجوع إليها. أي أننا في النهاية نحتاج إلى جهد لكي نكسب هذه الحسنات، ولا يظنّ أحد بأنه سينال الفردوس الأعلى وهو نائم على فراشه، يضيّع وقته في متابعة المباريات والأفلام ويخرج مع أصحابه في رحلات لا فائدة منها ثم يدعو بعد ذلك "اللهم إنّي أسألك الفردوس الأعلى من الجنّة".
أعتقد أننا في حاجة لترتيب أولوياتنا ووضع خطط لكيفية استثمار أوقاتنا بما يعود بالنفع علينا في الدنيا والآخرة.

أسأل الله أن يوفقنا إلى كل خير وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الرابع عشرة (العِبر من اليوم)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
هل تعتبر من يومك؟ سؤال قد يستغربه البعض، وقد يتساءل، أعتبر من ماذا؟ نقول لهؤلاء بأن الله تعالى يبعث لنا يوميا عشرات مئات الرسائل لكي نرجع ونتوب إليه أو ينبها إلى أمر نغفل عنه أو لكي نتطور في أمر ما، كل ذلك من رحمته بنا سبحانه وتعالى.
مثلا، هل تتفكر حين استيقاظك من النوم بأن الله تعالى قد أعطاك فرصة جديدة في هذا اليوم ولم يتوفّاك، هل تعتبر حين تصل إلى مكان عملك أو دراستك بأن الله قد وفّقك إلى ذلك ولم تتعطل سيارتك أو يحدث لك شيء يعطلك عن الذهاب.
أحيانا تكون مهموما، وأنت خارج من مكان عملك فتفتح الإذاعة فتجد بأن المذيع يتكلم عن الهمّ وكيفية التغلب عليه، أليست هذه رسالة من الله إليك؟ أحيانا يتسرب إليك نوع من الغرور لأنك فعلت أمر ما وشكرك الناس عليه، وسبحان الله تفتح بريدك الالكتروني لتجد رسالة من أحد الأشخاص يتحدث عن عاقبة الغرور والتكبر، وطبعا لا يدري المرسل عن موقفك هذا أبدا ولكنّ الله أراد بك خيرا بأن أرسل إليك هذه الرسالة.
وهكذا في برامج التلفاز والأخبار في الصحف والأمور في العمل سواء كانت جيدة أو سيئة، وكأنها في أحيان كثيرة تكون موجهة إليك وحدك. كل ذلك عبارة عن أمور يجب أن نعتبر منها ونحمد الله تعالى دائما ونشكره على أن يسّر لنا أمرا نتذكر فيه تقصيرنا.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى صالح الأعمال والأقوال وأن يرزقنا الإخلاص دائما في جميع أمورنا والحمد لله رب العالمين. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الخامس عشر (الجودة)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
أستغرب من بعض الذين ينزعجون حين يطلب منهم تطبيق أمور الجودة في أعمالهم، ويزيد استغرابي حين أعلم أن هؤلاء أناس ملتزمون، فلماذا هذا الاستغراب؟ لأن الإسلام دين التميز والجودة، وهو يحثنا على الجودة والإتقان في جميع أمورنا ومن ضمن هذه الأمور العبادات التي نؤديها، فإذا لم تنتقل هذه الثمرة من العبادات لتصبح واقعا من حياتنا كانت هذه هي المشكلة.
أنادي هؤلاء الناس وأقول، أليس الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره". رواه مسلم.، أليس الإحسان في الوضوء يعني الجودة والإتقان؟!
أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها". رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه. أليس هذا يعني أنه كلما أتقن وأجاد الإنسان في صلاته، كلما كان له أجر أكبر.
أليس صلى الله عليه وسلم يقول "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" رواه أبوداود وصححه الألباني. أليس التغني بالقرآن يعني الإتقان والجودة. وهكذا في سائر العبادات الأخرى.
إذا المشكلة تكمن في الفصل بين العبادات وبين أمور الدنيا – كما يزعمون – وإلا فالإسلام حريص على تطبيق الجودة والإتقان في جميع الأمور، حيث يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الجامع الذي حسنه الإمام الألباني: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".
الإسلام ليس مجرد أداء شعائر تعبدية، ولكن بجانب أداء هذه الشعائر، فهو منهج حياة، والشعائر التعبدية تهدف إلى غرس قيم أصيلة فينا لكي نطبقها في حياتنا.
نسأل الله أن يوفقنا إلى صالح الأعمال والأقوال وأن يرزقنا الإخلاص في أمورنا كلها، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الأخيرة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
نرحب بكم في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة (إن في ذلك لعبرة) والتي نسعى من خلالها إلى تسليط الضوء على بعض الأحداث التي تجري في حياتنا ونأخذ منها العبر والعظات.
الأحداث التي تجري خلال اليوم الواحد كثيرة جدا، ومع تطور وسائل الاتصال، أصبح تناقل المعلومات يسيرا وسريعا، ولكن المهم هنا، إلى أين تتجه اهتمامات الناس، بل السؤال الأهم من ذلك؟ أين يتجه اهتمامك أنت؟
حين تحدث بعض علماء الإدارة بأن أحد أسباب التغيير عند أي شخص، هو تغير الاهتمامات، كان كلامهم في محله، فالذي يهتم مثلا بالزراعة، تجد أن شغله الشاغل هو الأخبار الزراعية وآخر التقنيات الزراعية وحتى في بيته تجده يهتم بالزراعة وحتى في أبسط الأمور كهاتفه المتحرك مثلا، تجده يضع خلفية الهاتف صورة شجرة أو وردة أو أي أمر يذكّره بالزراعة.
الذي أريد أن أصل إليه هو أن إحدى أسباب نهضة الأمة هي الاهتمامات الجادة لأفرادها، فحينما تجد بأن الأمة تهتم بأخبار عالم الرياضة ومستجداتها وأخبار اللاعبين فيها في حين أن الأمة تعاني من أزمات في فلسطين وفي بقاع أخرى، نقول بأن النهضة لم تأت بعد، وإذا رأينا أنّ الأمة بدأت تهتم بقضايا الأمة وبدأت تهتم بالإنتاج والتأثير – وهذا ما ظهرت بوادره اليوم – نستطيع أن نقول بأن الأمة على الطريق الصحيح.
الاهتمام الجاد طريق لا بد منه في سبيل النهضة والرقي لهذه الأمة الرائعة، أما الاهتمامات التافهة فليست إلا طريق للتأخر والتراجع خطوات إلى الوراء.
نسأل الله أن يوفقنا إلى كل خير وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.
هذه هي الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة، والتي سعينا لتسليط بعض المعاني من واقعنا الذي نعيش فيه، فإن كان من توفيق فمن الله وحده، وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان، ونلقاكم في سلسلة جديدة بإذن الله تعالى، والحمد لله رب العالمين. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق