بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف
المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو
أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد
يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على
كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت
عليّ.
في أغلب الدورات التدريبية أو الكتب التي تتحدث عن
القيادة أو الإدارة أو إدارة الذات، نجد موضوع الأولويات حاضرا بقوة كونها من
أسباب النجاح أو الفشل. فالشخص الذي يعرف أولوياته سوف ينجح والأمثلة على ذلك
كثيرة من التاريخ القديم والحديث.
وكما هو الحال في الكتب والدورات الإدارية، فإنّ موضوع الأولويات
حاضرة كذلك في الإسلام ولذلك نجد في الكتب والمحاضرات مصطلح (فقه الأولويات) وهي
موازية لمصطلحات (إدارة الأولويات) و (ترتيب الأولويات). أمّا عن تعريف الأولويات
فهي باختصار تقديم الأهم على المهم، فالجانب النظري واضح إلى حدّ ما ولكنّ التحدّي
هو التطبيق.
في وجهة نظري، ليس من السهولة ترتيب الأولويات في كل
مرة، فهناك عوامل كثيرة تتداخل فيما بينها عند حدوث أمر ما نحتاج فيه إلى أن نتّخذ
قرارا على حساب أمر آخر، بل قد يتكرّر نفس الأمرين في مناسبة أخرى ويكون القرار
فيها مختلفا لأنّ العوامل والظروف مختلفة.
هناك قواعد عامة تساعد في مسألة تحديد وترتيب الأولويات،
ولكن يحتاج الشخص بالإضافة إلى هذه القواعد إلى عوامل أخرى لمساعدته في هذا الشأن،
كالمعرفة والقراءة وسؤال المختصين والخبراء والحكماء والتعلّم من التجارب الشخصية
وتجارب الآخرين وقبل ذلك كلّه طلب التوفيق من الله تعالى. الهدف هنا أن يصل الشخص
في ترتيب أولوياته إلى أفضل اختيار.
مسألة ترتيب الأولويات حاضرة تقريبا في جميع أمور حياتنا
ابتداء من الأسرة ومرورا بالعمل أو الدراسة وانتهاء بالحياة الشخصية والاجتماعية،
ولذلك يعتبره الخبراء من عوامل النجاح، لأنّ نجاح الشخص في ترتيب أولوياته في هذه
الجوانب يضمن له تحقيق أهدافه سواء الحياتية منها أو الأخروية. وتزداد أهمية هذا
الأمر وقت المشاكل والتحديات حيث يحتاج الشخص إلى معرفة وترتيب الأولويات بشكل
جيّد حتى يستطيع حلّ المشكلة أو على الأقل الخروج بأقل الخسائر. والله الموفّق إلى
كل خير والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (الكوارث الطبيعية رسالة لنا)، يرجى الضغط هنا.