السبت، 29 فبراير 2020

مشاهدات (42) - دروس ملهمة




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.
حضرت في الأسبوع الماضي مؤتمر الابتكار السنوي الذي نظّمه هيئة كهرباء ومياه دبي تحت شعار (استشراف مستقبل الخمسين عاماً القادمة) وكان مؤتمرا جميلا من حيث التنظيم والمحتوى. بالنسبة لي، كانت المحاضرة الأولى التي قدّمها رائدا الفضاء الإماراتيين: هزّاع المنصوري وسلطان النيادي أفضل محاضرة حيث كانت كلمتهما ملهمة وجميلة.

تحدثّ هزاع وسلطان عن تجربتهما لرحلة الفضاء حيث كانت تجربة غنيّة بكل المقاييس خاصة أنها نقلت الإمارات لأول مرة للفضاء وهو إنجاز رائع للدولة. وهذه بعض المعاني التي ركّز عليها هزاع وسلطان أثناء حديثهما:
1) النجاح والتميّز يحتاجان إلى صبر وبذل وتضحية، فقد تمّ اختيار هزّاع وسلطان من بين أكثر من 4000 شخص إماراتي تقدّموا لنيل فرصة الذهاب إلى الفضاء. وبعد أن تمّ اختيارهما، مرّا بتجارب واختبارات عديدة بعضها كانت بمثابة (التعذيب!!!) ولكن استطاعا في النهاية اجتيازها كلّها. لا يأتي التميّز الحقيقي إلا بعد جهد وصبر وهذا ينطبق على جميع المجالات.
2) كان واضحا على هزّاع أثناء حديثه أنه كان ذو رؤية واضحة وهو الذهاب إلى الفضاء، وقد ساعده ذلك كثيرا على تكملة المشوار حتى النهاية. وجود رؤية واضحة للشخص يجعله يحقّق أهدافه ويصل إلى مبتغاه والأمثلة على ذلك كثيرة من التاريخ القديم والحديث.
3) استثمار الفرص من عادة الناجحين والمتميزين، فهزّاع وسلطان استثمرا فرصة الإعلان عن رحلة إلى الفضاء وبذلوا وصبروا حتى نالوا ما أرادوا. ولولا استثمار هذه الفرصة لما كنّا نعرف هزّاع وسلطان. هناك فرص كثيرة في الحياة قد تأتي بعضها من غير إعلان والعاقل من استثمرها لتحقيق أهداف إيجابية.
4) روح الفريق الواحد كان واضحا بين هزّاع وسلطان، فرغم أن سلطان لم يسافر إلى الفضاء ولكنّه كان مع هزّاع في جميع المراحل. هذا الروح أساس من أساسات النجاح والتميز، ومهما أوتي الشخص من مواهب وقدرات فلن يكون نجاحه مثل نجاح الفريق.
5) حبّ الوطن ورفع اسم الدولة عاليا دافع كبير لتحقيق الإنجازات وكان ذلك واضحا في حديث هزّاع وسلطان. هذا الحبّ الحقيقي يدفع إلى الكثير من التضحيات والبذل والتميّز.
مسيرة هزّاع وسلطان أثناء هذه الرحلة كانت متميزة وملهمة وهي بمثابة درس للجميع بضرورة استثمار الفرص والصبر والبذل حتى يتحقق النجاح والتميز، والله الموفق أولا وأخيرا والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (حتى لا نصبح ديناصورات!!!)، يُرجى الضغط هنا

الاثنين، 17 فبراير 2020

مشاهدات (41) - حتى لا نصبح ديناصورات!!!



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.
حضرت قبل فترة دورة تدريبية بعنوان (العادات السبع للمدراء الأكثر فعالية) وكانت دورة ممتعة ومفيدة جدا، وقد استوقفني مفهوم جميل طرحه المدرّب وهو مفهوم (الديناصورات).
الديناصورات كائنات انقرضت منذ زمن طويل، وهناك تفسيرات علمية كثيرة لسبب انقراضها منها أنها لم تستطع التكيّف مع البيئة الجديدة التي حدثت، وهذا بالضبط ما كان يسعى المدرّب لإيصاله لنا. من لا يتفاعل ويبتكر فسيصبح مثل الديناصورات.
في بيئة العمل، هناك بعض المدراء والموظفين من يحمل فِكْر (الديناصورات) للأسف الشديد حيث يتّبعون الأساليب القديمة ويقاومون أي تغيير أو تقنيات جديدة. هذا التفكير (الديناصوري) لا ينفع في هذا الزمن السريع، لست شخصيا مع التغيير السريع أو غير المدروس ولكن هناك تقنيات وأساليب فرضت نفسها وتساهم في توفير الجهود وزيادة الإنتاجية فلماذا تتم مقاومتها؟
في الدورات التدريبية، من يتّبع الطريقة (الديناصورية) في التدريب بحيث يكون المدرّب متحدّثاً طوال الوقت وبأسلوب العرض فقط، فلن يحقق الهدف المطلوب من التدريب. الزمن قد اختلف والمدرّب يحتاج إلى تطوير الأساليب وتنويعها بشكل دائم حتى يحقق أعلى فائدة مرجوّة من التدريب.
في المنزل، إذا تمسّك الآباء والأمهات بالطريقة (الديناصورية) القديمة بحكم أن هذا هو طريقة آبائهم وأجدادهم فلن يستطيعوا تحقيق تربية فعّالة. تجديد الأساليب وتويعها ضرورة وهو ما ينادي به الخبراء التربويون خاصة في زماننا.

ولست أدعو هنا إلى التخلّي عن القيم والمبادئ فليست هذه (ديناصورات) وإنما أقصد تجديد الأساليب والوسائل في إيصال وغرس هذه القيم والمبادئ. أخيرا، ذكر المدرّب في الدورة التدريبية جملة جميلة (ابتكر أو اندثر مثل الديناصورات). والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (خواطر أثناء قيادة السيارة)، يرجى الضغط هنا