الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

مشاهدات (60) - نحتاج أن نتذكّر

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

ونحن في نهاية عام وبداية عام جديد، نحتاج أن نذكّر أنفسنا ببعض الأمور الهامة:

- نهاية عام يعني أنه قد اقتربنا أكثر من مغادرة الحياة ودخول القبر. هذه الحقيقة التي نتغافل عنها أو ننساها في أحيان كثيرة ولكنها في نهاية الأمر واقعة لا محاله. والنجاة يكمن في قوله تعالى: "وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً" (الأحزاب 71).

- هل ندرك فعلا القيمة الحقيقة للصلاة؟ وهل ندرك أنه في يوم القيامة سوف تكون الصلاة على رأس الأسئلة التي يسأل عنها الشخص، والخطير في الموضوع أن الأعمال تصلح وتفسد بناء على الصلاة. "أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ، فإِنْ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ، وإِنْ فسَدَتْ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ" (صحيح الجامع). نحتاج إلى إعادة برمجة عقولنا لنعرف قيمة الصلاة.

"والْحَمْدُ لله تملأ الميزان" (رواه مسلم)، نحتاج أن نجعل حمد الله على ألستنا دائما فنِعَمُ الله علينا لا تُعدّ ولا تُحصى. أقول ذلك والبعض لسانه دائم الشكوى من الأوضاع والأحداث.

- هل سيدعو لك أحد بعد مماتك؟ وهل سيذكرك الناس بخير ويقولون فلان رحمه الله وغفر الله له؟ تأكّد أنه لن يحدث ذلك إلا إذا تركت بصمة خير في الدنيا وعاملت الناس بخلق حسن. كن على يقين أنك ستحتاج ذلك كثيرا بعد موتك.

- نحتاج أن نحاسب أنفسنا كثيرا على كل ما نفعله في يومنا وليلنا حتى نحقق الوصية الذهبية للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ فِي الْحِسَابِ غَدًا، أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ).

نسأل الله تعالى أن يكون عام ٢٠٢١ عام خير وسعادة وعافية للجميع وأن يوفقنا جميعا لخدمة البلاد والعباد، والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (خطوات صغيرة)، يُرجى الضغط هنا

الجمعة، 18 ديسمبر 2020

مشاهدات (59) - خطوات صغيرة


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

في كتابه (العيش المتعمّد) يذكر جون سي ماكسويل عبارة جميلة حيث يقول: (أحياناً، خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح قد تكون أكبر خطوة في حياتك). شخصيا أتّفق مع هذه العبارة من خلال من قرأته من قصص الناجحين على مرّ التاريخ حيث أن كثيرا منهم قد بدأ بشكل بسيط ثمّ تطوّر به الأمر حتى وصل إلى قائمة الناجحين والمؤّثرين في الحياة ولعلّ في كتاب الأستاذ كفاح فيّاض (حكايات كفاح) ما يثبت ذلك حيث يذكر الكاتب حكايات الأشخاص التي أسّسوا شركات عملاقة وكيف كانت بداياتهم حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من نجاح. خطوات صغيرة صحيحة قادتهم إلى النجاح بعد ذلك.

وفي عصرنا الحالي، نرى الكثير من المؤثّرين في وسائل التواصل الاجتماعي قد بدؤوا كذلك بخطوات صغيرة سواء من خلال تغريدة أو قصة قصيرة أو مقطع قصير جدّا، ثم تطوّر الحال إلى تقديم برامج وكتابة مقالات وغير ذلك. فعلاً، خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح قد تكون أكبر خطوة في حياتك.

التدرجّ شيء جميل وهو يضمن للشخص تقييم خطواته والبناء عليه ثم التقدّم والتطوّر، ولكن ينبغي أن يكون هذا التدرّج في صعود بشكل مدروس ومخطّط له لا كما يفعل البعض حين يدّعي أنه يتدرّج في أمرٍ ما وهو عالق في خطوة معيّنة لفترة طويلة ثم ينتهي به الأمر إلى الفشل والإخفاق.

الأمر الآخر الهام هو مسألة الاتجاه الصحيح، فالخطوات الصغيرة ينبغي أن تكون في أمر إيجابي ينفع به الشخص نفسه أو ينفع الآخرين وقبل ذلك كلّه يرضي الله تعالى وإلا فما نفع الخطوات سواء كانت صغيرة أو كبيرة إذا كانت سلبية أو في الاتجاه الخطأ.

انتهيت مؤخّرا من قراءة كتاب (خريطتك في رحلة النجاح) لجون ماكسويل حيث يذكر الكاتب بأن النجاح عبارة عن رحلة مستمرة مع الشخص طوال حياته، وهذه الرحلة تبدأ كذلك بخطوات صغيرة يضعها الشخص لنفسه ثمّ ينطلق بشكل صحيح في عالم النجاح.

نحتاج إلى التركيز في هذه الخطوات الصغيرة والتخطيط الصحيح له ومن ثمّ الانطلاق لتحقيق هذه الخطوات، وقبل ذلك كلّه طلب التوفيق والتيسير والإعانة من الله تعالى "وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" (هود 88). والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (هل نتفاءل أم نتشاءم؟)، يُرجى الضغط هنا.

الأحد، 29 نوفمبر 2020

مشاهدات (58) - هل نتفاءل أم نتشاءم؟!

 

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

حينما تحضر دورات السعادة والإيجابية أو تقرأ كتباً عنها، فإن من أوائل ما يوصي به المحاضرون والكتّاب في سبيل تحقيق السعادة والإيجابية التفاؤل. والتفاؤل ببساطة يعني رؤية الجانب الحسن في المواضيع المختلفة وتوقع الخير دائما مهما كانت التحديات والظروف.

نظرياً فإن الأمر يبدو بسيطاً ولكن في الواقع فإن الأمر مختلف تماما، فالتفاؤل في وجهة نظري أصبح عملة نادرة وقليلون هم الذين يتّصفون بهذه الصفة بشكل دائم وهنا مَكْمَن التحدّي، فالشخص يمكن أن يكون متفائلا في بعض الأحيان ولكن أن يكون هذا ديدنه بمعنى أن يكون متفائلا دائماً فهذا يحتاج إلى جهد كبير وتحدٍّ كبير لظروف الحياة المختلفة.

دائما أسأل نفسي هذا السؤال: هل الأفضل أن نتفاءل أم نتشاءم؟ ومع أن الإجابة الطبيعية هي التفاؤل بالطبع، فتذكُّر هذا السؤال يساعدني على معرفة آثار التشاؤم. ماذا يحدث عندما أتشاءم؟ تأتي السلبية بشكل تلقائي وأبدأ بالشكوى وقد أتسبّب بالمشاكل وأُصابُ بالإحباط وأرى المشاكل الصغيرة كبيرة وقد أبدأ بالحقد على الآخرين وأتمنى لهم الخسارة، وقد يؤدي كذلك إلى مشاكل صحية كالتوتر وارتفاع الضغط. سبحان الله!! كل ذلك من مجرد أنني تشاءمت.

إذاً، فالأمر الأفضل هو أن أتفاءل لأن ذلك سيساعدني على الأقل في عدم حدوث الأمور أعلاه، هذا بالإضافة إلى أن التفاؤل أفضل للصحة والتفكير، ومع ذلك فإنني أكرّر بأن الأمر ليس بالسهولة التي تُطرح في الدورات والكتب وإلا لكان الكثيرون متفائلين وهذا للأسف عكس الواقع.

التفاؤل يحتاج بعد توفيق الله تعالى إلى تدريب للنفس ومتابعة وتقييم حتى يصبح في النهاية منهج حياة للشخص، وليتذكر الشخص بأنه لا فائدة أبداً من التشاؤم والنظرة السوداء للأمور.

كلمة أخيرة:

القرآن الكريم والسنة النبوية يؤكّدان على التحلّي بالتفاؤل والابتعاد عن التشاؤم ويكفي في ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا عَدْوى ولا طِيَرة، وأحبّ الفأْل الصالح" (رواه مسلم)، والحمد لله رب العالمين. 

لقراءة المقالة السابقة (الاحترام ضرورة)، يُرجى الضغط هنا.

كتبي المنشورة

 

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

كتاب

(100X100)

100 Ways Towards Happiness at Work




الكتاب يتكلم عن مائة طريقة يمكن بها تحقيق السعادة في العمل حيث تمّت كتابة كل طريقة بنحو مائة كلمة ومن هنا جاءت تسمية الكتاب ب 100X100

يمكن طلب الكتاب من خلال: (يُرجى الضغط على الاسم)

Austin Macauley  أو Amazon


----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

كتاب

(ماذا تعلمت من عالم الحيوانات؟)




الكتاب يتحدث عن القيم والمعاني التي يمكن تعلّمها من عالم الحيوانات

من إصدار أوراق للنشر والتوزيع

awraaqhouse@gmail.com

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

كتاب

(ماذا تعلمت من الطبيعة؟)


الكتاب يتحدث عن القيم والمعاني التي يمكن تعلّمها من مخلوقات الله تعالى في الطبيعة

من إصدار Writer Operation

http://writeroperation.store/books/product/book000018/

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

كتاب

(The 'Ten LAWS' to achieve Excellence)


الكتاب يتكلم عن كيفية التميز في العمل والحياة من خلال عشرة قوانين

من إصدار Writer Operation

يمكن طلب الكتاب من الرابط التالي

الأربعاء، 18 نوفمبر 2020

مشاهدات (57) - الاحترام ضرورة

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

المتأمل في السيرة النبوية يجد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في قمة الاحترام مع الجميع، مع أهله وأصحابه وأعدائه، مع الصغير والكبير والرجال والنساء والشباب والشيوخ وامتدّ احترامه صلى الله عليه وسلم للقوانين والأعراف والديانات الأخرى وحتى للحيوانات والجمادات. ولذلك كان صلى الله عليه وسلم مصدر احترام وتقدير من الجميع حتى من أعدائه في كثير من المواقف.

الاحترام من أهم الأخلاق التي تؤدي إلى النجاح والتميز في الحياة، فالشخص الذي يحترم الآخرين يحترمه الناس ويقدّرونه ويثقون به بعكس الذي لا يتّصف بهذا الخُلُق، وأعتقد أن هذا الأمر مُجرّب ومُشاهد.

في بيئة العمل، هناك حقيقة لا يجب أن نغفل عنها وهي أن الناس ليسوا كلّهم على نفس الصفة أو الأخلاق، فهناك من يحبّك وهناك من يكرهك، هناك من يتمنى لك النجاح والخير وهناك من يتمنى لك الفشل والشر. يجب علينا أن ندرك هذه الحقيقة في تعاملنا اليومي مع الموظفين، ومع ذلك ينبغي علينا أن نتحلّى في تعاملنا مع الجميع بالاحترام مهما كان موقف وتصرّف هذا الطرف الآخر.

هناك الاحترام كذلك في بيئة المنزل، فعندما يسود الاحترام بين الأزواج والآباء والأبناء والأشقّاء والخدم والسائقين، تكون فرصة هذا البيت في السعادة والنجاح أكبر من غيره. وينطبق هذا الأمر على البيئة الدراسية في المدارس والجامعات وكذلك في الأسواق والشارع وفي كل مكان.

يجب علينا أن نذكّر أنفسنا بهذا الخلق العظيم دائما خاصة مع ظروف الحياة المختلفة، فالاحترام ضرورة وفوائده كثيرة بل الخير كلّ الخير فيه، ولنتذكّر أن ثمرة الاتصاف بهذا الخلق سوف تعود بالدرجة الأولى على الشخص نفسه.

كلمة أخيرة:

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، نحتاج إلى تذكّر وصية الله تعالى في كتابه الكريم: "وقولوا للنّاسِ حُسْناً" (البقرة 83)، ففي تطبيقها قمّة الاحترام. والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (القراءة من الضروريات وليست من الكماليات)، يُرجى الضغط هنا

الخميس، 29 أكتوبر 2020

مشاهدات (56) - القراءة من الضروريات وليست من الكماليات

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

خلال الأيّام الماضية، هنّأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله تعالى الطالب سلطان سالم المزروعي بمناسبة فوزه بالمركز الأول عن دولة الإمارات في تحدي القراءة العربي في دورته الحالية. الذي جذبني في هذه التهنئة عدة أمور:


هذه التهنئة دليل على اهتمام صاحب السمو بالقراءة وبأهميّته القصوى في تقدّم الدولة على الصعيد العالمي إذ يعلم سمّوه بأن القراءة إحدى الطرق الرئيسة للوصول إلى العالمية والتواجد بين مصاف الدول المتفوقة والمتميزة، ولذلك نرى سمّوه يطلق مبادرات متعددة للتشجيع على القراءة منها شهر القراءة وتحدي القراءة العربي وغيرها.

أن يقرأ الشخص 300 كتاب في السنة فهذا إنجاز أكثر من رائع فكيف إذا كان من طالب مدرسي. هذا يدلّ أولا على هدف واضح واستثمار للوقت وتربية إيجابية متميزة من الأهل على هذا الأمر الهام وهو القراءة.

تحدي القراءة العربي برنامج أكثر من رائع وقد أتى ثماره من خلال التفاعل الكبير من مختلف الأشخاص والمدارس في البلدان العربية، وهذا يدلّ على ازدياد الاهتمام بالقراءة ممّا يبشّر بخير كبير إن شاء الله تعالى.

كتبت عدة مقالات سابقة عن أهمية القراءة وضرورة الاهتمام بها وسأكتب عنها متى ما كان ذلك مناسبا لأنني أؤمن بأن القراءة من الضروريات وليس من الكماليات، وأيضاً لأن أول آية نزلت في القرآن كانت "اقرأ" فالمسألة أكبر من مجرّد اهتمام وإنما هي أولوية وجزء أساسي من حياة.

كلمة أخيرة:

معرض الشارقة الدولي للكتاب على الأبواب وهي فرصة عظيمة للتزود من الكتب المختلفة. مجرّد زيارة المعرض تساهم في تشجيع الشخص على القراءة مع العلم بأن إدارة المعرض في هذه السنة قد وضعت الاحتياطات اللازمة حرصاً على سلامة زائريها. والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (قوة الإرادة)، يُرجى الضغط هنا.

الجمعة، 16 أكتوبر 2020

مشاهدات (55) - قوة الإرادة


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

في إحدى محاضراته، سئل جون سي ماكسويل المؤلف المعروف في علم القيادة عن كيفية تأليفه لهذا العدد الكبير من الكتب، فأجاب بإجابة عجيبة، قال إنّه يمسك القلم ويبدأ بالكتابة. ورغم أن الإجابة تبدو بسيطة إلا أنها تدلّ على وجود شيء مهم جدا ألا وهو الإرادة.

لكي يقوم الشخص بفعل شيء ما يحتاج إلى أمرين: القدرة والإرادة. في غالب الأحوال فإن الأمر الأصعب يكون الإرادة وليس القدرة لأن القدرة يمكن اكتسابها من خلال المعرفة والتدريب والخبرة أما الإرادة فهي قرار شخصي ينبع من داخل الشخص وقد يحتاج إلى تفكير وتحفيز ممّا يجعل المسألة أصعب.

حينما نتأمل في حياة العظماء والناجحين في الحياة، نجد بأن مستوى الإرادة عندهم عالية جدا ولذلك فهم يواجهون الصعاب والتحديات ويصلون إلى أهدافهم ولو بعد محاولات كثيرة. انظر مثلا إلى أديسون كيف نجح في تحقيق أهدافه بعد محاولات كثيرة فاشلة، فالإرادة التي امتلكها ساهمت بشكل كبير في تحقيقه لأهدافه.

في عالم الحيوانات والحشرات كذلك، لاحظت بأن قوة الإرادة تلعب دورا هاما في تحقيق الأهداف، تأمّل مثلا في حياة النمل لتجد قوة الإرادة حاضراً في مواجهة التحديات المختلفة. وقد شاهدت برنامجا وثائقيا عن السرطان الأحمر في رحلته للوصول إلى المحيط. وقد كان واضحاً كيف تلعب الإرادة دوراً هاما في وصول هذه الكائنات إلى هدفها حيث توجد تحديات خطيرة ومميتة كثيرة في طريقها.

الإرادة قوة هائلة للشخص تساهم بشكل كبير في الوصول إلى الأهداف وتخطّي التحديات، ولست أقلّل أبداً من شأن القدرة فهي هامة كذلك ولكن الإرادة شأنها أكبر وأهميتها أعظم، ولذلك نحتاج إلى تدريب أنفسنا على تقوية إرادتنا حتى نصل إلى ما نريد بإذن الله تعالى.

كلمة أخيرة:

الشيطان يعمل على إضعاف إرادة الشخص حتى يثنيه عن الأمور الهامة في حياته. تأمل في الحديث التالي: "يعقد الشيطان على قافية، رأس أحدكم، إذا هو نام، ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة‏:‏ عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ أحدكم، فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" (متفق عليه). والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (التفكير العالمي)، يرجى الضغط هنا.

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

مشاهدات (54) - التفكير العالمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.


في تغريدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ذكر فيها منافسة دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد العالمي وتقدّمها في مؤشرات متعددة. هذا التنافس العالمي هو واحد من نتائج التفكير العالمي الذي انتهجتها حكومة الإمارات وانعكس ذلك على مؤسساتها الاتحادية والمحلية.


نوعية التفكير تنعكس على الأفعال، فحينما يكون التفكير صغيرا أو بسيطا فإن الأفعال والإنجازات تكون كذلك على نفس المستوى. والعكس كذلك صحيح إذا ما كان التفكير كبيراً وعالميا، فإن ذلك سينعكس على الأفعال والإنجازات بشرط أن تكون هناك خطط ومتابعات مستمرة وهذا بالضبط ما تفعله حكومة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

التفكير العالمي انعكس كذلك على مؤسسات متعددة منها مثلا المؤسسة التي أعمل فيها وهي هيئة كهرباء ومياه دبي حيث وضعت الهيئة رؤية ذات بعد عالمي هي: (مؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة) وكانت نتيجة هذه الرؤية نتائج ومبادرات عالمية للهيئة.

ومن الأمثلة كذلك رؤية هيئة الطرق والمواصلات بدبي: (الريادة العالمية في التنقل السهل والمستدام) ورسالة شرطة دبي (نسعى لجعل دبي المدينة الأكثر أمانا وسلامة، بخدمات ذكية مبتكرة، وتفوق مؤسسي عالمي وتطور حرفي وفقاً للتقنيات الحديثة في بيئة محفزة للابتكار والإبداع، لإسعاد المجتمع). هذا التفكير العالمي جعل هذه الجهات يُشار لها بالبنان على المستوى العالمي.

وما ينطبق على مستوى المؤسسات ينطبق على المستوى الشخصي، فمستوى تفكير الشخص سينعكس على أفعاله وإنجازاته، فمن أراد لإنجازاته أن تكون كبيرة فعليه أن يجعل تفكيره عالمياً مع الأخذ بالاعتبار أن التدرّج والاستشارات والاستفادة من الآخرين ستفيد كثيراً.

كلمة أخيرة:

يعلّمنا الإسلام كذلك أن نكون عالميين في تفكيرنا كما قال الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" (الأنبياء 107). والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (دبي للتميز الحكومي...شكراً لكم)، يرجى الضغط هنا

الجمعة، 18 سبتمبر 2020

مشاهدات (53) - دبي للتميز الحكومي...شكراً لكم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

قبل عدة أيام احتفل المكتب التنفيذي لإمارة دبي بمناسبة مرور ثلاث وعشرين عاماً على تأسيس برنامج دبي للتميز الحكومي والذي كان يُسمّى سابقاً ببرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز. هذا البرنامج الرائع الذي ساهم في تأسيس فِكْر التميز في مؤسسات حكومة دبي وساهم في ارتقاء هذه المؤسسات لتكون عالمية والذي يشاهد مؤسسات مثل هيئة كهرباء ومياه دبي وشرطة دبي وهيئة الطرق والمواصلات يدرك ذلك بشكل واضح.

في ظنّي أن واحدة من أكبر إنجازات هذا البرنامج هو جعل التميز منهج حياة بالنسبة للمؤسسات الحكومية في إمارة دبي، وساهم هذا التميز في توالي الإنجازات الواحدة تلو الأخرى وشعار هذه المؤسسات ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مؤسس التميز في إمارة دبي: (في سباق التميز، ليس هناك خطّ للنهاية). فالمبادرات والمشاريع المتميزة مستمرة وكلما انتهى شيء، كان التالي في الطريق.

حضرت خلال الأشهر الماضية التدريب الذكي الذي صمّمه برنامج دبي للتميز الحكومي. البرامج التدريبية كانت رائعة ومفيدة ومبتكرة وكلّها كانت تصبّ في موضوع التميز في المجالات المختلفة. الذي أريده القول هنا أن وجود مثل هذه البرامج التدريبة دليل قوي على رغبة البرنامج في غرس التميز في مؤسسات وموظفي الإمارة.

أما عن جوائز البرنامج فهي تساهم كذلك بشكل كبير في غرس التميز في المؤسسات والموظفين حيث تحتوي على معايير متنوعة ومن يشارك في هذه الجوائز سوف يكتسب الكثير من المهارات. والجميل أن البرنامج متجدد بحيث يحرص على مواكبة التطورات الحاصلة في العالم ويسعى إلى تطبيق أعلى معايير التميز سواء على مستوى المؤسسات أو الأفراد.

أقول لهذا البرنامج المتميز وجميع القائمين عليه سواء من المتواجدين حاليا أو ممن ساهم في تطوير البرنامج في أي وقت من الأوقات شكرا لكم ولجهودكم الكبيرة فلكم بعد الله تعالى فضل كبير في وصول إمارة دبي لمستويات عالمية. والله الموفق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (أكثروا ذكر هادم اللذات)، يرجى الضغط هنا

الأربعاء، 26 أغسطس 2020

مشاهدات (52) - أكثِرُوا ذكرَ هادِمِ اللذَّاتِ

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

"أكثِرُوا ذكرَ هادِمِ اللذَّاتِ" (رواه الترمذي) وصية عظيمة من الرسول صلى الله عليه وسلم لنا جميعا، وسواء صحّ الحديث أم لم يصحّ فإن المعنى صحيح، وبناءً عليه فإنّنا نحتاج أن نضع الموت نُصب أعيننا دائما خاصة أن الحديث يحثّ على الإكثار من الموت وليس تذكّر الموت لفترة مؤقتة أو قصيرة فقط.

إذا كنت من متابعي خدمة جنائز الإمارات مثلي فستجد أمرا عجيبا يتكرر كل يوم. ستلاحظ أنّه يوجد تنوّع كبير في الموتى ما بين ذكر وأنثى، ما بين أطفال وشباب وشيوخ، ما بين مواطنين ومقيمين، ما بين معروفين ومجهولين. فالحقيقة الساطعة هنا أن الموت لا يفرّق بين أحد وبالتالي لا يستطيع أحدٌ القول بأنني لست التالي وأنّ الموت لا يزال بعيداً عنّي.

إنني أعرف أن الحديث عن الموت ليس محبّبا عند الكثيرين ولكنّنا يجب أن نذكره ونذكّر به دائما عملاً بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا التذكّر والتذكير ينبغي أن يدفعنا إلى عمل ما يفيدنا بعد الموت أي عمل الصالحات واجتناب السيئات ولا شيء غير ذلك.

الذين يبعدون الموت عن تفكيرهم أو يظنّون بأن جميع الناس سيموتون إلا هو أو هي كما هو اعتقاد الكثيرين للأسف سوف يخسرون كثيرا لأنهم سوف يضيّعون أشياء مفيدة في حياتهم سوف يتمنّون يوم القيامة أن لو فعلوها وحرصوا عليها ولكن للأسف لا ينفع الندم وصدق من قال: (فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل).

كلمة أخيرة:

قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (إذا أصبَحْتَ فلا تنتظِرِ المساءَ وإذا أمسَيْتَ فلا تنتظِرِ الصَّباحَ وخُذْ مِن صحَّتِكَ لِمرضِكَ ومِن حياتِكَ لِموتِكَ). فقط استمر في عمل الصالحات واطلب من الله تعالى الإعانة والتوفيق حتى تكون من السعداء يوم القيامة بإذن الله تعالى. والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (تفكير "السبب الوحيد")، يُرجى الضغط هنا

الأحد، 16 أغسطس 2020

مشاهدات (51) - تفكير (السبب الوحيد)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

إذا كنت تتابع أخبار كرة القدم هذه الأيام فلعلّك سمعت أو قرأت واحدة من أهم الأخبار وهي هزيمة فريق برشلونة الإسباني الثقيلة أمام فريق بايرن ميونيخ الألماني. بالطبع لست بصدد التعليق على المباراة فالكثيرون غيري فعلوا ذلك ولكني سأقف على نقطة معيّنة نستفيدها من هذا الحدث وهي متكررة كثيرا في حياتنا.

لنرجع إلى حالة فريق برشلونة، إذا سمعت حديث بعض المحلّلين فستجدهم يقولون التالي عن سبب هذه الخسارة الثقيلة: (السبب هو المدرّب)، وآخر يقول: (السبب هو الخطة)، والثالث يقول: (السبب هو الحالة المعنوية)، والرابع يقول: (السبب هو حالة ميسي!!!). ما الذي أريد الوصول إليه؟

هناك أشخاص يتبنّون نوعا من التفكير يُسمّى ب (تفكير السبب الوحيد). هذا النوع من التفكير يركّز على سبب وحيد يكون في وجهة نظره هو سبب كل المشاكل مع إلغاء جميع الأسباب الأخرى وفي غالب الأحيان تجدهم مصرّين على آرائهم ويدافعون عنها بكل قوّة. هذا النوع من التفكير متكرر بشكل كبير في حياتنا سواء في المنزل أو في العمل.

في وجهة نظري، هناك مشكلة في هذا النوع من التفكير وهو اقتصاره على ناحية واحدة من المشكلة وإغفاله للأجزاء الأخرى. إذا تأملّنا في أي مشكلة، فليس هناك سبب واحد وإنما مجموعة أسباب ولذلك فإن استعمال الوسائل العلمية في حل المشاكل كأسلوب عظم السمكة مفيد جدا وهو يثبت بأن المشكلة لها أسباب متعددة.

التفكير في وجهات نظر وأسباب مختلفة يفتح الأذهان إلى أمور كثيرة ويساهم في حل المشكلة بشكل أكبر بدلا من التفكير في حلّ سبب واحد قد يحلّ جزءا من المشكلة أو لا يحلّها على الإطلاق.

كلمة أخيرة:

يقول الله تعالى: "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (آل عمران 165). قد نكون نحن جزءا من المشكلة وبالتالي يجب علينا أن نضع ذلك في الاعتبار ونكون جزءا من الحلّ. والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (فقط استمر)، يُرجى الضغط هنا

الأحد، 26 يوليو 2020

مشاهدات (50) - فقط استمر



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

كنت كتبت فيما مضى سلسلة أسميتها ب (تحديات) حيث ذكرت بعض التحديات التي تواجه الأشخاص الذين يريدون التميز والنجاح في حياتهم، وذكرت من جملة التحديات تحدي الاستمرارية وأعني بهذا التحدي استمرار الشخص في القيام بالأمور التي تعينه على التميّز والنجاح في الحياة.

شاهدت كثيرا في أجواء العمل عن موظفين بدؤوا في عالم التميّز ثم ما لبثوا أن توقّفوا أو انسحبوا. الاستمرارية في عالم التميّز تحدّ كبير لأنه يتطلّب جهودا وأوقاتا وتضحيات وهو ما لا يستطيعه الكثيرون. أذكر أنني قرأت في إحدى كتب المؤلف جون سي ماكسويل أنه قام بزيارة أحد المعارض عن الفائزين بجائزة نوبل. العجيب كما يقول ماكسويل بأن كثيرا ممن فازوا بجائزة نوبل لم نعد نسمع لهم حسّا بعد أن فازوا بالجائزة. أي أنهم لم يستطيعوا الاستمرار.

(في سباق التميز، ليس هناك خطّ للنهاية)، مقولة جميلة ومُوفّقة أطلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله تعالى ليوجّه رسالة بأن الاستمرارية من صلب التميز، فالتميز ليس فوزا بجائزة أو وصولا إلى مراكز متقدمة، وإنما التميز منهج حياة حتى آخر لحظة من العمر.

أمّا ما يعين على الاستمرارية فهو أولا توفيق الله تعالى ومعونته ثم وجود أهداف واضحة طموحة محددة وخطة عمل وتطوير دائم للنفس مع الحرص على الوجود في بيئة مشجّعة. تحدّي الاستمرارية يسقط فيه كثيرون للأسف ولن يستطيع تجاوز هذا التحدي إلا من جاهد نفسه واتخذ التميّز منهجا للحياة.

كلمة أخيرة:

قال صلى الله عليه وسلم: "أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُها وإنْ قَلَّ" (رواه البخاري)، وكما قيل: (قليل دائم خير من كثير متقطّع)، والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (اصنع إنجازاتك)، اضغط هنا.

الجمعة، 17 يوليو 2020

مشاهدات (49) - اصنع إنجازاتك



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

تعريفي الشخصي للإنجاز هو تحقيق شيء مفيد سواء للنفس أو للمجتمع. وبناء على هذا التعريف فإن الإنجازات التي يمكن أن يحقّقها الشخص كثيرة جدا ولكن للأسف الشديد لا يدرك كثير من الناس هذا الأمر ويقتصر تعريفهم للإنجازات على الأمور الضخمة والكبيرة التي تحقق تأثيرا كبيرا على مستوى البشرية.

لا شكّ بأن الإنجازات الكبيرة مطلوبة ولكن الواقع يقول أنها غير متوفّرة في متناول الجميع، فالإنجازات الكبيرة تحتاج إلى جهود وأوقات وتضحيات وعلم ومعرفة وهي أمور لا يقوم بها سوى المتميزون والعظماء، وفي الحقيقة فهؤلاء هم الذين يصنعون الفارق بالنسبة للدول والمؤسسات.

ولكن من غير المنطقي أن نطلب من جميع الناس أن يحققوا إنجازات كبيرة وفي نفس الوقت نستطيع أن نقول لهم بأنكم يمكنكم تحقيق إنجازات أخرى قد تكون صغيرة أو بسيطة في عيون البعض ولكنها في نهاية الأمر إنجازات لأنها تفيد الشخص والمجتمع.

كلمة إنجاز بطبيعتها إيجابية وهي تعطي طاقة إيجابية للشخص، وبالتالي عندما يعرف الشخص بأنه يحقق إنجازات ببعض الأفعال التي قد لا يعطي لها بالا فإن ذلك سيرفع من معنوياته بكل تأكيد. دعني أضرب أمثلة لبعض الأمور التي أعتبرها إنجازات: ذكر الله تعالى، الابتسامة، إلقاء السلام والرد عليه، كلمة طيبة، نشر معلومة مفيدة، قولك (شكرا أو جزاك الله خيرا)، اللعب مع الأطفال، تقديم نصيحة...الخ.

هذه مجرد أمثلة وإلا فهناك الكثير من الأمور الحسنة والإيجابية التي يفعلها الشخص ويعتبرها أمورا طبيعية وهي في حقيقتها إنجازات ولذلك فإننا نستطيع تحقيق وصناعة إنجازات كثيرة في اليوم. عندما يستقرّ هذا المعنى في أنفسنا، سوف يدفعنا لتحقيق مزيدٍ من الإنجازات حتى نصل إلى إنجازات كبيرة نحقّق بها الفارق والأثر بإذن الله تعالى. فالإنجازات تجرّ بعضها بعضاً.

كلمة أخيرة:

جاء في الحديث الشريف: "لا تَحْقِرنَّ من المعروف شيئا، ولوْ أنْ تلقى أخاكَ بوجهٍ طَلْقٍ" (رواه مسلم)، والمعروف كلمة جامعة لكل شيء حسن، فمن يفعل أي معروف فهو يحقق إنجازا. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (اصنع سعادتك)، يرجى الضغط هنا

الثلاثاء، 14 يوليو 2020

سلسلة (كتبٌ قرأتُها) - سلسلة تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب



بسم الله الرحمن الرحيم


الحلقة الأولى (المقدمة) (2020/7/14)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

أواجه تحديا كبيرا في كل مرة أسعى لكتابة سلسلة جديدة حيث تأتيني كثير من الأفكار في أي المواضيع التي يجب أن أختارها لأكتب عنها. ومع كل سلسلة جديدة أكتبها، أسعى لإفادة الناس وقبل ذلك نفسي في مواضيع مختلفة.

كتبت سابقا سلسلة بعنوان (نقرأ لنرتقي) كان الهدف منها هو بيان أهمية القراءة بالنسبة للشخص، وإيماناً منّي بأهمية القراءة كونها عاملا هامّا في تطوير الأفراد والمجتمعات، فقد قررت أن أكتب سلسلة بعنوان (كتبٌ قرأتُها) والهدف من هذه السلسلة هو استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط.

وقد يتساءل البعض عن سبب اختياري لهذا الموضوع. في الحقيقة هناك عدة أسباب، الأول هو نشر العلم والمعرفة حيث إن هناك كثير من العلم والمعرفة في هذه الكتب وإحدى وسائل نشرها هي الكتابة عنها، بالإضافة إلى أن نشر مثل هذه المعارف تساعدني شخصيا على ترسيخ معلومات وقيم كثيرة من هذه الكتب.

سبب آخر دفعني لاختيار هذه السلسلة هو التشجيع على القراءة حيث يمكن للبعض أن يتشجّع للقراءة من خلال رؤية كتب معينة تم الحديث عنها سواء من خلال العنوان أو المؤلف أو المحتوى. القراءة أصبحت عملة نادرة وتحدٍّ كبير ولذلك وجب التذكير بأهميتها خاصة أنها أمر ربّاني بالدرجة الأولى "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (العلق 1).

السبب الثالث الذي دفعني لاختيار هذه السلسلة هو حبّي للكتب، ولا أدعّي بأنني قارئ نهم ولكن لي بفضل الله تعالى علاقة طيّبة بالكتاب ولذلك اخترت الكتابة في موضوع أحبّه ولعلّي أنقل هذا الحبّ إلى الآخرين فيحبّون القراءة أكثر وأكثر.

الكتابة بالنسبة لي متعة وفائدة وأسأل الله تعالى أن يوفّقني لتقديم الفائدة للجميع وأن يرزقني الإخلاص في جميع الأقوال والأفعال وأن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، وأسأله التوفيق والسداد في كتابة هذه السلسلة وأن يبارك لي فيها، والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الثانية (تجربتي مع القراءة) (2020/7/25)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. وقبل أن أبدأ في استعراض الكتب، أودّ أن أكتب بعض المقدّمات في موضوع القراءة من باب مشاركة المعرفة والخبرة.

سأكتب في هذه الحلقة عن تجربتي في موضوع القراءة. في الحقيقة، لم أتعوّد على القراءة منذ الصغر كما هو حال الكثير من القرّاء المعروفين، وهذه رسالة بأنّه يمكن للشخص أن يتغيّر في أي مرحلة من حياته مع الأخذ في الاعتبار أنّني أؤيّد تعويد وحثّ الصغار على القراءة لأن ذلك سيساعدهم كثيرا على الالتزام بها طوال حياتهم مع وجود فوائد وثمرات أخرى كثيرة.

لا أتذكّر بالضبط متى قرّرت أن أقرأ بشكل منتظم، ربما كان ذلك أثناء المرحلة الجامعية ولكنّي أتذكّر أنه في تلك السنة قرّرت أن أشتري كتباً كثيرة من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأتذكّر أنني قرّرت الشراء في مجالات معيّنة كالعقيدة والفقه والسيرة النبوية والأخلاق وغيرها. وهنا بدأت قصّتي مع القراءة.

كأيّ مبتدئ في موضوع القراءة يكون الشخص متحمّسا في قراءة كل شيء ولكن إذا لم يتحوّل هذا الحماس والنشاط لخطّة مدروسة ومعقولة، فإنّه يزول مع الأيام ويرجع الشخص إلى سابق عهده. ولذلك قرّرت وضع خطة لي بالنسبة للقراءة بحيث أقرأ عددا معيّنا من الكتب في السنة الواحدة. وقد بدأت بكتاب واحد في الشهر ثمّ تطوّر الأمر بعد ذلك إلى زيادة العدد إلى أن وصلت الآن بفضل الله تعالى إلى قرابة عشرين كتاب في السنة الواحدة.

بالطبع، حينما أنظر إلى بعض القرّاء، أجدني صغيرا أمامهم، فقد رأيت وسمعت من يقرأ مائة كتاب في السنة ولكنني أتّبع القاعدة النبوية الجميلة "أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُها وإنْ قَلَّ" (رواه البخاري)، فالهدف دائما عندي هو الاستمرار في القراءة ولو كان بسيطا.

أما عن فترة القراءة، فإنني أقرأ قبل النوم لمدة عشر دقائق في المعدّل بشكل يومي إلا إذا كان هناك ظرف قاهر. قد يقول البعض أنها قليلة. قد يكون ولكنّ هذه الفترة هي المناسبة بالنسبة لي وهي تحقّق هدفي في القراءة. مرة أخرى، فإنني أتّبع القاعدة النبوية التي ذكرتها وهي تعطيني نتائج طيّبة بحمد الله تعالى مع السعي المستمر دائما إلى التطوير.

كل شخص لديه القرار في تحديد عدد الكتب والفترة التي يريد القراءة فيها. المهم فقط هو القراءة المنهجية، وأقصد بالمنهجية هنا وجود خطة واضحة لعدد الكتب ومواضيعها إن أمكن فإنّ ذلك يضمن بعد توفيق الله تعالى في أن يستمر الشخص في القراءة.

أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الثالثة (ماذا استفدتُّ من القراءة) (2020/8/14)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. وقبل أن أبدأ في استعراض الكتب، أودّ أن أكتب بعض المقدّمات في موضوع القراءة من باب مشاركة المعرفة والخبرة.

في هذه الحلقة، سأستعرض أثر القراءة عليّ شخصيا حيث وجدتُّ أنه لكي يقتنع الشخص بشيء ما، عليه أن يقتنع به أولا وبفوائده وآثاره الإيجابية عليه وهذا ما وجدتّه في موضوع القراءة. وقبل أن استعرض بعض الفوائد أتذكّر مقولة جميلة قالها أحد المفكّرين حين سُئل عن فائدة القراءة فقال: (القراءة مثل الأكل والشرب، ربّما لن تشعر بأثرهما المباشر عليك بشكل يومي ولكنّهما يساهمان في نمّوك. وكذلك القراءة، فإن كل كتاب تقرؤه يساهم في نموّ عقلك وأفكارك حتى إن لم تشعر بأثرها المباشر عليك).

ودعوني هنا أذكر بعض الفوائد التي اكتسبتها من القراءة بشكل مختصر:

- ساعدتني القراءة في تقوية الارتباط بالله سبحانه وتعالى والوسائل المعينة على زيادة الحسنات ومغفرة السيئات.

- ساعدتني القراءة على معرفة كثير من أحداث التاريخ وشخصياته المختلفة في القديم والحديث، وقراءة التاريخ بشكل عام متعة وتفتح آفاقاً كثيرة.

- ساعدتني القراءة على اكتساب كثير من الأفكار الجديدة والمفيدة، ولعلّ واحدة من أهمّ الأمور التي تعلمتها هي مسألة التخطيط اليومي وكتابة ما أودّ تحقيقه في اليوم فهذا يساهم كثيرا في مسألة التطوّر الشخصي.

- ساعدتني القراءة على تطوير نواحي القيادة والإدارة وهذا ساعدني كثيرا في مجال العمل من حيث التعامل مع الزملاء والموظفين وتطوير العمل.

- ساعدتني القراءة في حياتي الزوجية والأسرية من خلال تعلّم وتطبيق مهارات التعامل مع الوالدين والأهل والزوجة والأبناء.

- وبشكل عام، فإن القراءة ساعدتني في تطوير الذات وزيادة المعرفة في مجالات كثيرة. ولا ولن أدّعي أبداً بأنني وصلت إلى القمّة ولكنّني أعتبر نفسي فقط في بداية الطريق وهناك الكثير والكثير لكي يتعلّمه الشخص في هذه الحياة، والقراءة هي إحدى الطرق الرئيسة للتعلّم.

كل ذلك تحققّ أولا وأخيرا بفضل الله تعالى وتوفيقه وإعانته، فهذا مما أحمد الله تعالى عليه كثيرا وأسأله سبحانه أن يعينني على الاستمرار في القراءة المفيدة. ولابدّ كذلك أن أشكر كلّ من نصحني وشجّعني على القراءة سواء من خلال النصيحة المباشرة أو غير المباشرة.

أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الرابعة (ماذا اقرأ؟) (2020/8/25)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. وقبل أن أبدأ في استعراض الكتب، أودّ أن أكتب بعض المقدّمات في موضوع القراءة من باب مشاركة المعرفة والخبرة.

(ماذا أقرأ؟) هو الموضوع الذي سأتحدّث عنه في هذه الحلقة إذ رأيت أنه من المهمّ أن أذكر هذا الأمر خاصة أن هناك البعض ممن يريد البدء بالقراءة يسأل عن المواضيع التي يجب قراءتها. بالنسبة لي شخصيا، لم يكن الأمر واضحا عندما بدأت بالقراءة حيث كنت أقرأ في مواضيع متعددة وقد كان هذا الأمر إيجابيا وسلبيا في نفس الوقت.

الناحية الإيجابية كانت في اكتساب العلم والمعرفة في مجالات متعددة أمّا الناحية السلبية فكانت التشتت وعدم التركيز. ومع الأيام اتّضح الأمر بالنسبة لي بشكل أكبر حيث بدأت التركيز في مجالات معيّنة أكثر من غيرها وخاصة أمور القيادة والإدارة وتطوير الذات. بالإضافة إلى ذلك، فإنني أقرأ أيضا في المجال الإيماني والتاريخي والأسري إيماناً منّي بأهميّتها لي شخصياً.

إننا نعيش في عصر التركيز والتخصصات وبالتالي فإن القراءة في مجال محدّد أفضل بالنسبة للشخص ولكن ينبغي تطعيم ذلك بالقراءة في جوانب أخرى ولذلك يمكن اتّباع قاعدة 60 / 40 بحيث يكون ال 60 % مخصصة للقراءة التخصصية وال 40 % مخصصة للقراءة في جوانب أخرى، وبهذا يحصل الشخص على معرفة في جوانب مختلفة.

أمّا عن اختيار مجال التركيز فيعتمد على الشخص نفسه والمهم هنا اختيار جانب يفيده في حياته سواء كان من صلب عمله أو تخصصه أو شيئا يهتمّ فيه. وهذا الأمر قد يأتي مع الوقت مع قراءة الشخص في مواضيع متعددة أو قد يختار الشخص التركيز من البداية على أمر ما.

أما بالنسبة لقراءة الروايات فلست شخصيا من هواتها ومع ذلك فهناك بعض الروايات الجميلة والمفيدة والتي تضيف قيما إيجابية إلى القارئ. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الخامسة (القراءة المفيدة) (2020/9/14)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. وقبل أن أبدأ في استعراض الكتب، أودّ أن أكتب بعض المقدّمات في موضوع القراءة من باب مشاركة المعرفة والخبرة.

هذه هي الحلقة الختامية في المقدمات قبل البدء في استعراض الكتب حيث أحببت أن أتحدث في هذه الحلقة عن القراءة المفيدة. وبطبيعة الحال إذا سألت الناس عن تعريف القراءة المفيدة فستجد إجابات مختلفة لأن كل شخص سيجيب بناء على خبراته وتجاربه.

شخصيا، فإن معياري لتحديد إذا ما كانت القراءة مفيدة أم لا هي في أثر هذه القراءة ونتائجها، فإذا كانت هذه القراءة تساهم في تحقيق أهدافي الشخصية أو تطوير العمل أو خدمة المجتمع فإنني أعتبر هذه القراءة مفيدة. أمّا إذا لم تضف لي أية قيمة أو فائدة فلا أعتبرها مفيدة في الوقت الحالي.

معرفة الشخص ما يفيده سيساهم كثيرا في اختيار الكتب الصحيحة في المواضيع التي يحتاجها بالفعل وليس كما يفعل البعض بأن يختار كتباً كثيرة في مواضيع شتّى ولكن الفائدة تكون بسيطة. معرفة الهدف من القراءة هامّة جدا ومن لم تكن أهدافه من القراءة واضحة فسيضيع بل قد يترك القراءة.

حينما أذهب إلى معارض الكتاب فإنني أحرص على اختيار الكتب التي تفيدني بالدرجة الأولى، أمّا عن كيفية اختياري للكتاب، فإنني في غالب الأحيان أرى الأمور الثلاث التالية: عنوان الكتاب، اسم المؤلف، فهرس المحتويات، ثم أقوم أحيانا بتصفّح سريع للكتاب.

أعترف أنني لم أوفّق دائما لاختيار كتب مفيدة رغم أن العنوان كان جذّابا ولكن بشكل عام فإنني أحرص بقدر الإمكان على اختيار كتب أراها مفيدة. وهذا لا يمنع أحياناً من اختيار مواضيع جديدة قد أراها مفيدة أو أظنّ أنها قد تفتح لي آفاقاً جديدة. في النهاية المسألة عبارة عن تجارب شخصية.

السؤال ومعرفة آراء الناس هامّة أيضا وهناك مواقع وتطبيقات مفيدة تعطي آراء مختلفة عن الكتب فيمكن الاستفادة منها. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة السادسة (2020/9/24)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. وبداية من هذه الحلقة سأستعرض الكتب التي قرأتها مع بعضٍ من فوائدها والكتاب الذي أحببت أن أبدأ به هو كتاب (خطوات نحو الملك جلّ جلاله) للمؤلف / علاء نعمان.

هدف الكتاب الأساسي هو تقوية ارتباط الشخص بالله تعالى من خلال استعراض مجموعة من الأعمال التي تساهم في تحقيق هذا الهدف من خلال أسلوب ممتع وجميل، ويظهر هذا الهدف من خلال غلاف الكتاب (عشرون فرصةً لا تُضيّع...وكنزاً لا يُفوّت...ومنحةً ربّانية في السير إلى الله تعالى بأسلوب عملي).

وقد قسّم الكاتب الكتاب إلى ثلاثة أبواب بعناوين جميلة، وتحت كل باب مجموعة من المواضيع التي تخدم هذا الباب كما هو موضّح في الشكل التالي:

وكل موضوع من المواضيع يحتوي على مجموعة من الآيات والأحاديث التي تدعم الموضوع. واختتم الكاتب بعرض جداول مقترحة يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية وطوال العمر حتى يتحوّل الموضوع إلى خطوات عملية.

الكتاب جميل وممتع ومفيد في زيادة الرصيد العلمي وتقوية الناحية الإيمانية للشخص ولذلك فقد اسمتعْتُ بقراءته واستفدت منه كثيراً. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة السابعة (2020/10/14)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، أقف مع كتاب جميل هو (لا تهتمّ بصغائر الأمور...فكلّ الأمور صغائر) للمؤلف / د. ريتشارد كارلسون.

الكتاب يهدف إلى تحقيق السعادة في الحياة ومحاربة القلق من خلال الابتعاد أو عدم الاهتمام بالأمور الصغيرة في الحياة والتي تؤثّر في واقع الأمر على حياة كثير من الناس فتقلّل سعادتهم ويزداد قلقهم.

والجميل في الكتاب هو تقسيم المؤلف الكتاب إلى مائة موضوع صغير حيث يورد كل منه في أسلوب بسيط وبشكل مختصر وفي نفس الوقت ممتع بحيث لا يملّ الشخص من قراءته خاصة أن هناك الكثير من التجارب الشخصية التي مرّ بها المؤلف.

من أمثلة المواضيع التي أوردها المؤلف في هذا الكتاب:

- لا تكن واقعياً ولا خياليا.

- احذر الأنانية ودع الشهرة للآخرين.

- درّب نفسك على الصبر.

- تخيّل أنك تشهد تشييع جنازتك.

- مارس أعمال الخير دون مقابل.

أمّا عن بعض المقولات التي يوردها الكاتب:

- عندما تتمتّع بذهن صافٍ وهادئ، وعندما يكون مستوى توتّرك منخفضاً، فإنك ستكون أكثر نشاطاً وتستمتع أكثر بأداء واجباتك.

- من المفيد أن تنظر إلى الاسترخاء على أنه شيء يجب أن يتمّ بشكل منتظم وليس على أنه شيء تؤجّله لوقت لاحق.

- كلما شعرت بالامتنان العميق من أجل الحياة، كلّما شعرت أكثر بالسلام الداخلي.

الكتاب جميل وممتع وقد استمتعت كثيرا أثناء قراءته ولذلك أنصح به لما فيه من الفوائد الجميلة. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الثامنة (2020/10/28)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، أقف مع كتاب جميل هو (العيش المتعمّد) للمؤلف / جون سي. ماكسويل.

لعلّي أورد هذا المؤلّف في حلقات متعددة ولكن دعوني أبدأ مع هذا الكتاب الذي لم أفهم في البداية المقصود من العنوان وخاصة كلمة (المتعمّد) والتي تعني باللغة الإنجليزية (Intentional)، وبعدما قرأت الكتاب وجدّتُ أن العيش المتعمّد يعني أن يعيش الشخص عن قصد واختيار وأن يكون له هدفٌ ومغزى في الحياة مما يساهم في نجاحه وتأثيره الإيجابي وهذا هو هدف الكتاب.

يبدأ الكتاب بطرح سؤال جميل ومثير للاهتمام: ما قصّة حياتك؟ وبناء على هذا السؤال يسعى المؤلف بأن يكون للقارئ قصة جميلة في حياته، وهذه القصة تكون من صنع الشخص نفسه من خلال نجاحاته وعلاقاته المؤثرة وتأثيره في الآخرين.

يتحدث المؤلف بعد ذلك عن كيفية صنع هذه القصة وبالتالي العيش بشكل متعمّد في هذه الحياة حيث يورد أربعة عناوين رئيسة وتحت كل عنوان أمران يفعلهما الشخص كما هو مبيّن أدناه.


أورد هنا بعض النصائح التي أوردها المؤلف في هذا الكتاب:

- كل ما عليك أن تقوم به لكي تكون ذا مغزى هو أن تحدث فرقاً مع الآخرين يوماً بعد يوم أينما كنت وأيّا كان ما تملك.

- عندما تعرف ما تريده ولا تجد ما تحتاجه، يجب عليك صنع ما تحتاجه حتى تتمكن من الحصول على ما تريده.

- سرّ نجاحك يحدّده جدول أعمالك اليومي، والمفتاح هو اتخاذ قرارات جيّدة استناداً على مبادئك وقيمك.

- غايتك هو وقود نقاط قوّتك. ونقاط قوّتك هي الطريقة لتحقيق غايتك.

- أحياناً أصغر خطوة في الاتجاه الصحيح تنتهي بكونها أكبر خطوة في حياتك.

الكتاب جميل ومفيد ومن استطاع تطبيق النصائح الموجودة فيه، كان أقدر على صنع حياة ذات مغزى وأصبح من الناجحين المؤثّرين في الحياة بإذن الله تعالى. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة التاسعة (2020/11/14)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، أقف مع كتاب رائع هو (تأملات في السعادة والإيجابية) لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله تعالى.

بحكم اهتمامي بموضوع الإيجابية، فقد أُعجِبتُ بهذا الكتاب كثيرا خاصة أن صاحب السمو يذكر نظرته وتأملاته الشخصية بالنسبة لموضوعي السعادة والإيجابية اللتان تركّزان عليهما حكومة دولة الإمارات بشكل كبير وبالتالي يسعى سموّه من خلال الكتاب إلى أن يتبنّى الناس هذين المفهومين في الحياة بشكل عام وفي العمل بشكل خاص.

الكتاب مقسّم إلى أربعة وعشرين فصلاً، كل فصلٍ منها يتحدث عن معنى من معاني الإيجابية والسعادة بشكل ممتع مثل: لماذا السعادة؟ الإيجابية في نظري، كن إيجابيا وابتسم، 200 مليون طاقة إيجابية، الروح الرياضية الإيجابية.

والجميل في الكتاب أن سمّوه يذكر كثيرا من تجاربه الشخصية التي مرّت عليه أو التي رآها بنفسه مما جعل الكتاب ممتعا ومشوّقا بشكل أكبر. كما أنّ إخراج الكتاب جميل سواء بالنسبة للغلاف أو المحتوى. ودعوني هنا أود بعض الكلمات التي أوردها صاحب السمو في كتابه:

- الإيجابية هي طريقة تفكير والسعادة هي أسلوب حياة. ليس ما تملكه أو تفعله هو ما يجعلك سعيدا بل كيفية تفكيرك بكل ذلك.

- التحديات والعقبات ليست نقطة نهاية بل فرصة لإبداع حلول جديدة.

- سرعة القائد من سرعة فريق عمله، وقوّته من قوّتهم، وذكاؤه محصلّة ذكاء كل أعضاء الفريق.

- الإنسان الإيجابي لا ينتظر ابتسامة الحظّ له، بل يبتسم هو للحياة ويسعى منطلقا خلف أحلامه وطموحاته.

- القادة العظماء لديهم أفكار لها حياة قائمة بذاتها لأنها أفكار إيجابية وفطرة الإنسان أن يكون إيجابيا.

الكتاب مليء بالفوائد والقواعد التي لا تجعل الشخص فقط إيجابيا وسعيدا وإنما تمتد لتشمل الحكومة بأكملها، فمتى ما كانت الحكومة إيجابية وسعيدة انعكس ذلك على الأفراد والمؤسسات. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة العاشرة (2020/11/24)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، أقف مع كتاب جميل هو (إدارة الصلاة) للمؤلف / الدكتور أحمد بسام الساعي.


الكتاب يتحدث عن أعظم العبادات والركن الثاني في الإسلام (الصلاة) من منظور مختلف ومعانٍ متجددة، وكما يذكر المؤلف بأنه سعي لإعادة اكتشاف الركن الثاني في الإسلام لأنه أكبر مشروع تجاري وحضاري وبالتالي فهي تحتاج إلى إدارة خاصة ومن هنا جاء اسم الكتاب (إدارة الصلاة).

تقسيم الكتاب جاء متناسبا مع موضوع الصلاة حيث قسّم المؤلف الكتاب إلى ثلاث قِبَبْ، وجاءت تحت كل قبّة عدة منابر وتحت كل منبر عدة حلقات. تحت القبّة الأولى التي أسماها المؤلف (لماذا الصلاة؟)، جاءت أربعة منابر: الصلاة: الواجب والحق، الصلاة والحياة، تنوّع صلاتنا: الدرس الأول في الحضارة، الاستعداد للرحلة الكبيرة.

وتحت القبة الثانية التي أسماها المؤلف ب (أسرار الصلاة) جاءت سبعة منابر هي: أسرار الجمعة والجماعة، المعراج إلى الله، لوحة القيادة والصعود، أسرار لغة الصلاة، أسرار الفاتحة والقراءة، أسرار الجلوس الأخير. وتحت القبة الثالثة التي أسماها المؤلف ب (الحصاد) جاءت ثلاثة منابر هي: العودة إلى الأرض، الرصيد، سلّم الدرجات.

المواضيع التي تحتويها الكتاب جميلة وهي تهدف في النهاية إلى أن يدير المسلم صلاته بشكل فعّال فيحصل على ثمراتها في الدنيا والآخرة. من المواضيع التي يتناولها المؤلف على سبيل المثال:

- (لماذا نصلّي؟) ويذكر المؤلف تحت هذا العنوان بأن الإنسان بحاجة دوماً إلى قوّة عليا متفوّقة يستند إليها إذا وقع في شدّة ويعود إليها إذا حزبه أمر، وهذا ما يجده الشخص في الصلاة.

- (الخطر الأكبر على الخشوع: الألفة) حيث يذكر المؤلف تحت هذا العنوان أنه عندما تتحول الصلاة إلى عمل روتيني فإننا نكون قد فقدنا الصلاة الحقيقية واستسلمنا لأخطبوط الألفة الذي سيلتفّ حولنا بأذرعه القاتلة فلا يبقى من الصلاة إلا اسمها.

- (الخروج من الصلاة) وهنا يذكر بأنّك مقبل في صلاتك على الدخول في أكبر المشروعات الاستثمارية تحقيقاٍ للأرباح وضماناً على الإطلاق، ومع ذلك فبأقل التكاليف.

الكتاب جميل ومفيد جدا في إعادة تعاملنا مع هذا الركن العظيم حتى ننال الأجر الكبير والثمرات المرجوة من هذه العبادة الجليلة. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الحادية عشرة (2020/12/16)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، أعود مع مؤلفات جون سي ماكسويل وهذه المرة مع كتاب جميل هو (أحيانا تفوز أحيانا تتعلم).


رسالة الكتاب الرئيسة هي أن أفضل الدروس في الحياة نتعلّمها من خسائرنا، وهذا التعلّم يحتاج بحسب المؤلف إلى أحد عشر عنصرا هي كالتالي:

التواضع: روح التعلّم.

الواقع: أساس التعلّم.

المسؤولية: الخطوة الأولى للتعلّم.

التحسّن: محور التعلّم.

الأمل: حافز التعلّم.

الاستعداد للتعلّم: طريق التعلّم.

المحنة: المحفّز للتعلّم.

المشكلات: فرص التعلّم.

الخبرات السلبية: منظور للتعلّم.

التغيّر: ثمن التعلّم.

النضج: قيمة التعلّم.

يبدأ المؤلف الكتاب بعنوان (عندما تخسر، يؤلمك كل شيء) حيث يقول بأن الناس عادة على استعداد للحديث عن أحلامهم ولكن ليسوا مستعدين جيدا للإجابة عن سؤال عن مواطن ضعفهم. ويذكر كذلك بأن الميزة التي تميّز الشخص الناجح عن الشخص غير الناجح الذي يشبهه بخلاف ذلك هي القدرة على التعامل مع خيبة الأمل والخسارة.

والكتاب مليء بالفوائد والقصص والتجارب التي تؤكّد على أهمية وقيمة التعلّم من الفشل والأخطاء من خلال العناصر الإحدى عشر. فمن أمثلة الفوائد التي أوردها المؤلف:

- إنّ التعلّم ليس سهلا خلال الأوقات السيئة لأنه يتطلب منّا فعل أمور ليست طبيعية. يتطلب الأمر تدريبا لفعل الشيء الصحيح حين يكون كل شيء خاطئا.

النجاح الحقيقي رحلة. علينا أن نتعامل بعقلية المدى البعيد، علينا أن نصمد ونظلّ مركّزين ونستمر في التحرك إلى الأمام.

إذا كانت توقعاتك من الحياة سلبية فسينتهي بك الأمر متعرضا لكثير من التجارب السلبية، وتصبح تلك التجارب السلبية معقدة وأكثر ألما.

إذا كنت تريد أن تصبح شخصا قابلا للتعلم يتعلم من الخسائر فاجعل التعلم عادتك اليومية. إذا فشلت لا تقل لنفسك أبدا (أنا فاشل)، بدلا من ذلك قل: (قد أكون قد أخفقت في هذا الأمر، لكنني ما زلت بخير، لا يزال بإمكاني أن أكون الفائز).

التعلّم من أخطائنارائع، لكنه لا يعني الكثير إذا لم تعرف كيف تحوّل الدرس إلى منفعة. يحدث هذا الأمر عندما نأخذ ما تعلّمناه ونطّبقه على تصرفاتنا المستقبلية. 

يختم المؤلف الكتاب بعنوان جميل هو (الفوز ليس كل شيء لكن التعلّم هو كل شيء)، ويذكر في ذلك مقولة للكاتب تشيسترتون يقول فيها: (طريقة تفكيرنا عندما نخسر تحدّد المدة التي سوف نستغرقها كي نفوز).

إذا طبّقنا المفاهيم الواردة في الكتاب فسنكون قد خطونا خطوة كبيرة على طريق النجاح والتميز في الحياة لأن التعلّم سمة هامّة من سمات الناجحين على مرّ التاريخ. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الثانية عشرة (2020/12/25)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، أقف مع كتاب جميل هو (كيف تصنع من طفلك الصغير رجلا كبيراً؟) للمؤلف / الدكتور عبد الله محمد عبد المعطي.

الكتاب تربوي موجّه للآباء والأمهات ويبدأ فيه المؤلف بعبارة: (في هذا الزمن الصعب، نحتاج حقّا لصناعة الرجال). فالكتاب يوجّه رسالة للآباء والأمهات بأن يهتمّوا بالتربية الصحيحة لأبنائهم وبذلك يساهموا بصناعة رجال مؤثّرين إيجابيين.

يضع المؤلف ست قواعد لبناء الرجال، ويبدأ بناء هذه القواعد منذ الصغر، وهذه القواعد الستّة هي:

القاعدة الأولى: ليكن لك هدف كبير في تربية أولادك.

القاعدة الثانية: لا تستصغر أبناءك.

القاعدة الثالثة: المال الحلال...كيف تصنع به الرجال؟

القاعدة الرابعة: اجعل ابنك يصاحب الرجال.

القاعدة الخامسة: اسمع ابنك الكلمات التي تصنع الرجال.

القاعدة السادسة: اسأل نفسك...ما الذي يميّز بيتك؟

تحت كل قاعدة، هناك مجموعة من العناوين التي تشرح القاعدة، فمن أمثلة العناوين التي جاءت تحت القاعدة الأولى: (ليكن لك هدف كبير في تربية أولادك):

- العظماء...لماذا أرادوا أبناء؟

- ما معنى أن يرزقك الله تعالى ابنا من الصالحين؟

الجميل في الكتاب احتواه على كثير من القصص والتجارب الواقعية التي تدعم القاعدة، وأيضا، هناك كثير من النصائح المفيدة الموجّهة للآباء والأمهات منها على سبيل المثال:

- عندما تشتري لابنك كل ما يريد ويتمنّى...بتلك الطريقة، هل تصنع منه رجلا؟

- الدعاء لمن يفعل الخير من أبنائنا – وأبناء أقاربنا – سنة نبوية كريمة، وفكرة تربوية مثمرة، ولذلك من اليوم ركّز على ما يفعله ابك أو ابنتك من خير، وادع له.

إذا طبّقنا المفاهيم الواردة في الكتاب فسنكون قد خطونا خطوة كبيرة في تربية الأبناء تربية إيجابية مؤثرة. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الثالث عشرة (2021/1/14)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، أقف مع كتاب مفيد جدا هو (العادات الذريّة) للمؤلف / جيمس كلير.

رسالة الكتاب الرئيسة هي التركيز على بناء العادات الجّيدة والتخلّص من العادات السيئة، ولكي يحقق الشخص ذلك، يذكر الكاتب أربعة قوانين هي:

القانون الأول: اجعلها واضحة.

القانون الثاني: اجعلها جذّابة.

القانون الثالث: اجعلها سهلة.

القانون الرابع: اجعلها مشبعة.

ويبدأ المؤلف الكتاب بعنوان جميل هو: لماذا تؤدّي التغييرات البسيطة إلى اختلافات كبيرة؟ ويجيب على ذلك أن العادات هي الفائدة المركبّة للتحسّن الذاتي، والتحسّن البسيط بنسبة 1% كل يوم سيكون له تأثير عظيم على المدى البعيد. أيضا، يذكر المؤلّف بأن العادة الذريّة هي عادة صغيرة تعد جزءا من نظام أكبر. ومثلما تشكّل الذرّات الوحدات البنائية للجزيئات، فإن العادات الذريّة هي الوحدات البنائية للنتائج المذهلة.

ويذكر الكاتب كذلك مجموعة من النصائح المفيدة التي تساهم في بناء العادات الجيدة والتخلّص من العادات السيئة، فعلى سبيل المثال:

- الطريقة الأكثر فاعلية لتغيير عاداتك ليست التركيز على ما تريد تحقيقه، وإنّما على ما تريد أن تصبح عليه.

- الهدف النهائي للعادات هو حل مشكلات الحياة بأقل قدر ممكن من الطاقة والجهد.

- عملية تغيير السلوك تبدأ دائما بالوعي، فأنت بحاجة إلى أن تكون واعياً بعاداتك قبل أن تستطيع تغييرها.

- كي تجعل العادة تدوم، أنت بحاجة إلى الشعور بالنجاح على الفور، حتى ولو بصورة بسيطة.

- العادات + التدريب المتأني = الإتقان.

الكتاب عملي جدّا في كيفية بناء العادات الجيّدة والتخلص من العادات السيئة من خلال المرور على القوانين الأربعة، بالإضافة إلى وجود جداول مساعدة كثيرة في الكتاب وملخّص بعد كل فصل تجعل الأمور أوضح وأسهل للمتابعة.

إذا طبّقنا المفاهيم الواردة في الكتاب فسنكون قد خطونا خطوة كبيرة في طريق النجاح والتميز في الحياة. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الرابع عشرة (2021/1/24)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، أقف مع كتاب مفيد جدا هو (ابقَ قويّاً 365 يوماً في السنة) للمؤلفة / ديمي لوفاتو.


الكتاب جميل ومفيد ويحتوي على دروس متعددة تعلّمَتْها المؤلفة من الحياة، والجميل في الكتاب هو أن كل درس كان تحت يوم من أيام الشهر ابتداء من شهر يناير إلى ديسمبر ولذلك كانت تسمية الكتاب ب (ابق قويّاً 365 يوماً في السنة).

وقد جاءت هذه الدروس من خلال رحلة مستمرة للكاتبة في البحث عن اكتشاف الذات والحياة حيث واجهت العديد من المشكلات كالإدمان والاكتئاب، وقد دوّنت هذه الدروس لكي تستفيد منها هي ويستفيد الآخرون كذلك.

كل درس من الدروس جاء في تاريخ معيّن ويحتوي على عنوان إمّا من كلمات المؤلفة أو اقتباس من أناس آخرين، ثم قامت بعد ذلك بشرح مختصر للعنوان وتختم الدرس بالهدف أي النصيحة التي تقدّمها للآخرين بناء على الدرس التي كتبتها.

ومن أمثلة هذه العناوين:

- دع نفسك لتتخيّل بالضبط ما ترغب في أن تبدو عليه حياتك – بدون خوف وبالشجاعة الكافية لتحقيق أحلامك.

- عندما نعدّد نِعَمَ الله علينا بدلاً من أن نعدّد مشكلاتنا، سيتغيّر كل شيء إلى الأفضل.

- من شأن الأمل أن يجعلك تتغلّب على كل شيء.

- حتى وإن كنت محقّاً، فإن الشخص الآخر يملك رؤيته الخاصة عن القصة.

بصرف النظر عن مهنة المؤلفة ونشاطاتها المختلفة التي قد لا نوافق عليها، فإن الكتاب مفيد لمن أراد السعادة واكتشاف الذات والتطوير. بجانب ذلك، فهو غير مملّ على الإطلاق وسهل الفهم والمتابعة.

أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الخامس عشرة (2021/2/14)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، أقف مع كتاب جميل قرأته مؤخرا هو (الذكاء في العبادة) للمؤلف / علاء نعمان.


هدف الكتاب الأساسي هو بيان قواعد وأمثلة وتطبيقات عملية في اختيار العبادات الأكثر أجراً والأوْلى والأحبّ إلى الله تعالى بحسب حال العابد والظروف المحيطة والعبادة ذاتها. والجميل في الكتاب هو الربط مع الأدوات الإدارية الحديثة مع الاهتمام بالتأصيل الفقهي بأسلوب عصري وطرح مبسّط.

ويبيّن الكاتب أنّ من أسباب تأليف هذا الكتاب بهذا العنوان الجديد هو أنّ هذا الموضوع سيحتاجه الشخص في زمن قلّ فيه الوقت والبركة وازادت المسؤوليات وتبدلّت الأدوات والوسائل والأولويات، فكان لزاما أن يكون الشخص ذكيّاً حتى في عبادته.

بدأ المؤلف الكتاب ببيان بعض المصطلحات مثل الذكاء والعبادة مع ذكر بعض القواعد الهامة مثل أنّ العبادات توقيفية وموقفية تعتمد على الموقف الذي يتشكل من ثلاثية الذكاء في اختيار العبادات وهي العبادة نفسها وحال العابد والظروف المحيطة به.

في الباب التالي، بيّن المؤلف حالات الذكاء في العبادة من خلال تقسيمات العبادات من وجوه عدّة مثل الفرض والنافلة، والعبادات المطلقة والمقيّدة، والعبادات اللازمة النفع والمتعدية النفع وغيرها. وفي كل من هذه التقسيمات، ذكر المؤلف قواعد الذكاء وكيف يمكن للشخص أن يحصل على أجر أكبر من العبادات الموجودة.

ثمّ ركّز المؤلف في البابين التالين على حال العابد والظروف المحيطة به وكيف لهذين العاملين أن يزيدا من ذكاء الشخص في العبادة. ثم ختم المؤلف الكتاب ببيان طرق المتابعة والمراقبة للعبادات من خلال مبادئ إدارية حديثة مثل مؤشرات الأداء.

الكتاب في وجهة نظري مفيد جدا وهو يعطي دافعا للشخص للإقبال على العبادات والنظر إليها بشكل مختلف. هذا بالإضافة إلى الإخراج الجميل للكتاب وتقسيماته الجميلة بحيث لا يملّ الشخص أبدا عندما يقرأ.

أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة السادس عشرة (2021/2/24)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، أقف مع كتاب جميل قرأته مؤخرا هو (خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للطفل المسلم) للمؤلف / محمد بن صالح بن علي العلوي.

يهدف الكتاب إلى التعرف على معالم خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للطفل المسلم وبيان كيفية توظيف خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للطفل المسلم تربوياً.

الفصول الرئيسة في الكتاب تتناول الخطاب التربوي في السنة النبوية ومكانة الطفولة في الإسلام ودراسة تحليلية للأحاديث النبوية الواردة في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم للطفل المسلم والتطبيقات التربوية المستنبطة من الخطاب النبوي للطفل المسلم.

الكتاب مفيد جدا للوالدين وكل من يتعاملون مع الأطفال سواء في المدرسة أو المسجد أو في أي مكان حيث يذكر الكاتب أمثلة متعددة من كيفية تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع مختلف الأطفال في جوانب مختلفة مثل الجانب الاعتقادي والتعبدي والأخلاقي والنفسي والاجتماعي.

ويذكر الكاتب كذلك أبرز القيم التربوية التي تضمنها الخطاب النبوي للطفل المسلم مثل الحبّ والرفق والرحمة وتعزيز الثقة بالنفس والترويح واللعب والمحافظة على الأسرار مع ذكر أمثلة لكل قيمة من حياته صلى الله عليه وسلم.

التحليلات والاستنتاجات والتطبيقات الموجودة في الكتاب مفيدة جدا وجاءت في أسلوب سهل وواضح مثل الأساليب النفسية للخطاب التربوي النبوي كأسلوب اللعب والدعابة والتوقعات الإيجابية.

يختم الكاتب بمجموعة من النتائج والتوصيات والمقترحات التي تفيد الجميع وفيها مجال للبحث والكتابة بشكل أكبر في هذا المجال. التعامل مع الأطفال هام جدا وهذا الكتاب يقدّم نصائح هامة وعملية في هذا المجال من خلال السنة النبوية المطهرّة.

أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة السابع عشرة (2021/3/15)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. الكتاب الذي سأقف معه في هذه الحلقة هو (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) للدكتور / جون غراي.


هذا الكتاب هو الأساس لمجموعة أخرى من الكتب للمؤلف والذي يركّز فيه بالأساس على مفهوم واحد هو: الرجال لهم احتياجاتهم وطرق تفكير خاصة بهم وللنساء كذلك احتياجات وطرق تفكير تختلف عن الرجال، ومتى ما أدرك الرجال والنساء هذه الأمور بشكل واضح، كانت العلاقات بين الطرفين فعّالة ومثمرة.

ولذلك أطلق المؤلف هذا العنوان على الكتاب ليبيّن أن الرجال من كوكب المرّيخ وبالتالي لهم تعاملات واحتياجات مختلفة عن النساء اللاتي أتين من كوكب آخر هو الزهرة. ويركّز المؤلف بشدة على طرق الاتصال بين الطرفين لأن ذلك سيؤثر بشدة على العلاقة بينهما.

يقول المؤلف في هذا الصدد: (لا يجب أن تحاول تغيير شخصية شريك حياتك، وشأنك أنت هو تغيير طرق الاتصال وردود الأفعال والتجاوب معه). فالاختلاف بين الرجل والمرأة طبيعي جدّا ولكن لا يفهم الكثيرون ذلك ويحاولون جذب الطرف الآخر ليكونوا مثلهم فتحدث بعد المشاكل وتتأثر العلاقات.

وقد ذكر المؤلف في الكتاب ثلاثة عشر عنوانا مثل: (يذهب الرجال إلى كهوفهم وتتحدث النساء) و (الرجال مثل الأحزمة المطاطية) و (النساء مثل الأمواج) و (كيف تطلب الدعم وتحصل عليه؟).

الكتاب بشكل عام يفتح آفاقا جديدة للتعامل مع الجنس الآخر ويبيّن معانٍ هامة يحتاجها كل طرف مثل:

- إن أحد أعظم الفروق بين الرجال والنساء هي طريقة تعايشهم مع الضغوط حيث يصبح الرجال أكثر تركيزا وانسجاماً بينما تصبح النساء مثقلات ومشوّشات عاطفياً. فالرجل يشعر بتحسّن عن طريق حل المشكلات بينما تشعر المرأة بتحسّن عن طريق التحدث عن المشكلات.

- إن أحد التحديات الكبيرة للرجال هو التأويل الصحيح ومساندة المرأة عندما تتحدث عن مشاعرها، وأكبر تحدّ للمرأة هو التأويل الصحيح ومساندة الرجل عندما يمسك عن الحديث.

الكتاب مفيد وممتع ويحتوي على كثير من النصائح المفيدة، وفي اعتقادي بأن تطبيق هذه النصائح يحتاج إلى جهد كبير لأننا متعوّدون على نمط معيّن من التعامل مع الطرف الآخر. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الثامن عشرة (2021/3/25)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. الكتاب الذي سأقف معه في هذه الحلقة هو (إدارة الأزمات في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم) للدكتور / رضا المصري.

الجميل في هذا الكتاب هو أنه جمع بين السيرة النبوية والمنهج العلمي والإداري والتربوي من خلال مفهوم الأزمة وتأثيراتها وكيفية التعامل معها في مراحلها المختلفة. وقد قسّم المؤلف الكتاب إلى ثلاثة أبواب رئيسة هي:

الباب الأول: المنهج الإداري للنبي صلى الله عليه وسلم في إدارة الأزمات.

الباب الثاني: مرتكزات المنهج النبوي وأسسه وأساليبه في إدارة الأزمات.

الباب الثالث: المنهج النبوي في إدارة الأزمات.

وقد أخذ الباب الثالث الجزء الأكبر من الكتاب حيث تناول مجالات مختلفة هي: الأزمات الشخصية والأزمات الاجتماعية والدعوية والأزمات الاقتصادية والمالية والأزمات السياسية والأزمات الإدارية والأزمات الإعلامية والأزمات الحربية. وتحت كل أزمة ذكر الكاتب مجموعة من الأمثلة من السيرة النبوية.

وكما ذكرت بأن الكاتب اتّبع منهجا علميا جميلا عند ذكر كل أزمة حيث كان يذكر على سبيل المثال:

- مراحل الأزمة (قبل، أثناء، بعد).

- أسباب الأزمة (سوء التقدير، المعلومات الخاطئة، الشائعات، تعارض الأهداف، الضغوط، استعراض القوة).

- نوع الأزمة (شخصية، اجتماعية، اقتصادية، إدارية، إعلامية، سياسية، طويلة الأجل، قصيرة الأجل).

- معدل تكرار الأزمة وتأثيرها (معدل تكرار الأزمة، عمق الأزمة، شدة الأزمة، الشمول والتأثير، مستوى الأزمة، محور الأزمة، علاقة الأزمة بالتأثير الخارجي).

- استراتيجية مواجهة الأزمة (العنف، وقف النمو، التجزئة، إجهاض الفكر الصانع، الدفع للأمام، تغيير المسار).

الكتاب ضخم ويحتوي على فوائد كثيرة تفيد القادة والإداريين والتربويين وهذا يدلّ على موسوعية وشمولية السيرة النبوية المطهّرة من جهة، وتثبت أن القدوة الأعظم لجميع فئات المجتمع هو الرسول صلى الله عليه وسلم من جهة أخرى حيث استطاع صلى الله عليه وسلم مواجهة كلّ الأزمات التي واجهته في حياته بأساليب مختلفة ليعطي نموذجا للتربوي والإداري والسياسي والاقتصادي والإعلامي والعسكري لكيفية مواجهة الأزمات المختلفة.

الكتاب رغم طوله ممتع لأنه يحتوي على معانٍ كثيرة وقد أبدع المؤلّف في ربطه بين السيرة النبوية وبين مفهوم الأزمة بأسلوب علمي متين وتربوي جميل ولذلك أنصح القادة والإداريين والتربويين بقراءته والاستفادة منه. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة التاسع عشرة (2021/5/17)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. سأتحدّث عن كتاب جميل اشتريته من آخر زيارة لي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: (المربّي الأول صلى الله عليه وسلم...تأملات تربوية في مواقف نبوية) للدكتور / محمد بن عبد الله الدّويش.

الكتاب موجّه بالدرجة الأولى للمربّين كالوالدين والمعلّمين وهو يذكر مجموعة من المواقف النبوية المختلفة مع بيان مجموعة من الفوائد والتأملات التربوية في كل موقف. ويؤكد المؤلف في مقدّمته على أهمية التربية فيذكر أنّ (كثيراً من الناس يستهينون بالتربية وبناء الإنسان، غير مدركين لما تتطلبه من جهد وعناء، وما تفتقر إليه من علوم وخبرات ومهارات).

والكتاب ممتع ومفيد وعملي جدا حيث يربط المؤلف كل موقف نبوي بالواقع المعاصر بحيث يستطيع الشخص تطبيق هذه الأمور التربوية في حياته مع من يربّيهم. ومن أمثلة المواقف التي أوردها المؤلف في كتابه:

- ما وجدتُّ معلّماً أحسن تعليماً منه صلى الله عليه وسلم.

- الحوار في المنهج النبوي.

- كفّوا صبيانكم.

- أيّكم يحبّ أنّ هذا له بدرهم؟

- مرحباً بطالب العلم.

ويذكر المؤلف في الكتاب كثيرا من المفاهيم التربوية الهامة مثل الاهتمام بالعقيدة والعلم الشرعي والثناء وأهمية السؤال والأخلاق والحبّ وغيرها من المفاهيم التي ينبغي أن يهتّم بها المربّون كما اهتمّ به من قبل المربّي الأول صلى الله عليه وسلم.

وقد أعجبني كثيراً العنوان الذي اختاره المؤلف حيث أثبت عظم وروعة وعملية التربوية النبوية، كيف ولا وهو القدوة الأولى لنا جميعاً. أعتقد أنّ من يطبّق المفاهيم الواردة في الكتاب فسيُخرج جيلا إيجابيا بعد توفيق الله تعالى. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة العشرون (2021/5/28)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، سأتحدّث عن كتاب جميل هو (مدير الدقيقة الواحدة الجديد) للمؤلفين الدكتور / كين بلانشارد والطبيب / سبنسر جونسون.

الكتاب موجّه بالدرجة الأولى إلى المدراء وهو يبيّن ثلاث مهام رئيسة وهامة لأي مدير في أي موقع كان: الأهداف، الإشادة وإعادة التوجيه. والجميل أن طرح الكتاب عبارة عن قصّة شاب ذهب ليبحث عن مدير فعّال ثم عثر على أحدهم ومن خلاله تعرّف على القواعد الرئيسة لمدير الدقيقة الواحدة الجديد.

فكرة الدقيقة الواحدة تقوم على أداء المدير لمهامه بسرعة وفعالية، فكما يذكر الكاتب ب (أنّ السرعة هي إحدى ضروريات النجاح الآن)، ويحتاج لأداء هذه المهمّات إلى تعاون من الجميع وبالتالي فإن البيئة الإيجابية التي يصنعها المدير في مقرّ عمله تساعده كثيرا على أداء مهمّته ك (مدير الدقيقة الواحدة الجديد).

يبيّن الكتاب خطة عمل مدير الدقيقة الواحدة الجديد حيث تكون البداية بأن يعرف الموظفون مسبقاً ماذا سيفعل المدير لمساعدتهم على الفوز، ولتحقيق ذلك تأتي (أهداف الدقيقة الواحدة) الذي سيوضّحه المدير للموظفين ويراجعه معهم بسرعة وبصورة متكررة.

بناء على هذه الأهداف، فإن استطاع الموظّف تحقيقها، يأتي دور مدير الدقيقة الواحدة الجديد ب (إشادة الدقيقة الواحدة) والذي يقوم فيه المدير بالإشادة بهذا السلوك الجيّد بشكل عاجل ومحدد ويشجّعهم على مواصلة هذا العمل الجيّد.

أما في حالة عدم تحقيق الأهداف، فيأتي دور آخر لمدير الدقيقة الجديد وهو (إعادة توجيه الدقيقة الواحدة) حيث يقوم بإعادة توضيح الأهداف ووصف الأخطاء بشكل سريع وإخبارهم بأنهم أفضل من ذلك وأنه يقدّرهم ويشجّهم أيضا على الأداء الأفضل.

الجميل في الكتاب أنه يحتوي في نهايته على خطة عمل لمدير الدقيقة الواحدة الجديد يبيّن فيه أدواره ويعطي ملخّصا جميلا للكتاب.

في تصوّري، أنّه إذا قام المدراء باتباع هذه النظرية فإنّ فرصة نجاحهم مع الموظفين ستزيد بشكل كبير وبالتالي تزداد الإنتاجية والسعادة للجميع. الكتاب جميل وممتع جدا وأنصح بقراءته والاستفادة منه. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الواحدة والعشرون (2021/6/14)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، سأتحدّث عن كتاب (فنجان من التخطيط) للمؤلف عبد الله عيد العتيبي.


عندما تقرأ أي كتاب أو تحضر أي دورة تتحدث عن النجاح والتميز، فإن من أوائل ما يتم طرحه مسألة التخطيط الشخصي ووجود أهداف يسعى الشخص لتحقيقها، وهذا الكتاب يساهم كثيرا في غرس هذا المفهوم من خلال أسلوب جميل وطرح عملي مفيد.

يعرّف المؤلف التخطيط بأنه النشاط الذي ينقلك من وضعك الحالي إلى ما تطمح الوصول إليه، وللوصول إلى ذلك، يضع المؤلف سبع محطات رئيسة هي: الاستعداد، البواعث، المسارات، الوجهة، الانطلاق، السعي وأخيراً الارتقاء. وفي كل محطة، يقوم المؤلف بوضع مجموعة من المفاهيم تساعد على تحقيق هذه المحطة.

يذكر المؤلف بأن أهم ما يحرص عليه الإنسان في أعمق نقطة في قلبه هو أن يترك أثرا في هذه الحياة، لكنّ هذا الأثر لن يتحقق بدون حركة تصنع الآثار وتجعلها ظاهرة بيّنة للقادمين فيما بعد.

فمثلا، في المحطة الأولى (الاستعداد)، يذكر المؤلف مجموعة من المفاهيم الأساسية مثل: اكتشاف الذات، تقييم الذات، تقويم الذات، تقدير واحترام الذات. وتحت كل مفهوم يذكر المؤلف معلومات مفيدة مثل (احترام الذات بوابة السعادة الكبيرة التي ستدخل منها، واحترام الذات مدخلك للتصالح مع نفسك والانسجام مع شخصيتك بدون مجاملة ولا خداع للنفس).

من العبارات الجميلة في هذا الكتاب:

- إن الإنسان يجد نفسه مضطرا للعمل من خلال عدة أدوار ومجالات، وهذه الأدوار والمجالات يجب التعامل معها على أساس أنها متداخلة ومترابطة لا منفصلة عن بعضها البعض.

- إن أمور الحياة لا تحدث مرة واحدة بل على مراحل، والإنسان القيادي والبحث عن الجودة الشخصية يبذل وسعه ويعمل بشكل دؤوب لتحقيق ما يطمح إليه في الغد.

والكتاب ذو إخراج جميل يجعل قراءته ممتعا بالإضافة إلى وجود كثير من المعلومات المفيدة، وبالتالي أنصح كل من يريد النجاح والتميز في هذه الحياة بقراءة هذا الكتاب وتطبيق ما فيه. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الثانية والعشرون (2021/6/25)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، سأعود مجدّدا إلى كتب جون سي ماكسويل لأتحدث عن كتاب (تطوير القائد بداخلك 2.0).


الكتاب من عنوانه يتحدث عن القيادة وهو المجال الذي يتميّز فيه المؤلف بحكم خبرته الطويلة وتجاربه المتعددة. فالكتاب مفيد جدا للقياديين أو من أراد أن يتعلّم القيادة لأنه يحتوي على مفاهيم أساسية في القيادة كالتأثير ومعرفة الأولويات وحل المشكلات وخدمة الناس والتطور الشخصي.

وفي كل مفهوم من المفاهيم، وضع المؤلف لها عنواناً تبيّن أهميتها بالنسبة للقيادة مثل:

تعريف القيادة: التأثير، أساس القيادة: الشخصية، أسرع طريقة لكسب القيادة: حل المشكلات، توسيع نطاق القيادة: التطور الشخصي.

ويذكر المؤلف في بداية الكتاب بأنه قام بمراجعة كلية لمحتوى الكتاب بعد إصدار النسخة الأولى منه قبل قرابة خمس وعشرين سنة، وقد قام بتجديد محتواه بحكم خبراته وتجاربه ولذلك كان الكتاب يحمل الرقم 2.0.

يحتوي الكتاب كعادة الكتب الأخرى للمؤلف على تجارب وقصص كثيرة سواء شخصية أو مما قرأه المؤلف بالإضافة إلى كثير من الاقتباسات والعبارات الجميلة مثل:

- إن القيادة مثل النضج، لا تأتي مع التقدم في العمر تلقائيا، فمدة تولي المنصب لا تخلق القدرة على القيادة.

- الإنتاجية هي القدرة على القيام بأشياء لم تكن قادرا قط على القيام بها من قبل.

- النجاح في القيادة يعتمد بشكل كبير على الشخصية السليمة حيث يتم خلق الثقة من حلالها وتحظى الموهبة بالحماية عن طريقها ويتعزز السلام الداخلي بواسطتها.

- لكي تكون ناجحا، عليك أن تكون على استعداد للفشل، فأنت بحاجة إلى الحفاظ على توجهك الإيجابي والإيمان بذاتك حتى عند الفشل.

في وجهة نظري، فإن الكتاب أوسع من مجرّد موضوع القيادة لأن المفاهيم والمعاني الواردة فيه تصلح للنجاح والتميز في الحياة، فحتّى لو لم يكن الشخص ممارسا للقيادة وطبّق المفاهيم الواردة في الكتاب فإنه سيكون متميزا وناجحا في حياته لأن الأمور التي يتحدث عنها المؤلف وإن كانت هامة جدا للقائد فإنها تصلح لكل شخص.

أنصح كل من يريد أن يكون قائدا مؤثّرا متميزا في هذه الحياة بقراءة هذا الكتاب وتطبيق ما فيه. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الثالثة والعشرون (2021/7/14)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، سأتحدث عن كتاب انتهيت من قراءته مؤخرا هو (كيف تصنع طفلا مبدعا في عام؟) للدكتور / عبد الله محمد عبد المعطي.

يقول الكاتب في مقدمته بأننا (بحاجة ماسة إلى تربية جيل من المبدعين، وهذا ما يتمناه الجميع، لكن الأمنيات وحدها لا تكفي، ولا بد من منهج واضح يحقق هذا الهدف الكبير) فكان هذا الكتاب المفيد الذي يطرح كثيرا من الوسائل التي تساهم في تحقيق هذا الهدف.

والجميل في الكتاب هو الطرح العملي الذي طرحه الكاتب لتربية الإبداع لدى الأطفال حيث قام بطرح خمسة أمور عملية يمكن تطبيقها في الأسرة وهي:

- شعار الشهر الإبداعي حيث يتم وضع شعار إبداعي للشهر والتفكير في بعض الوسائل العملية لتحقيق هذا الشعار.

- مجلس الابتكار الشهري وهو عبارة عن اجتماع شهري يضم كل أفراد الأسرة ويشترك الجميع في نشاط ابتكاري نظري وعملي.

- فكّر مع فكّار وهو أيضا عبارة عن اجتماع شهري يضم جميع أفراد الأسرة ويهدف إلى تنمية التفكير الابتكاري عن طريق ممارسة بعض الأنشطة المرحة التي تجمع بين الترفيه والإبداع.

- مجلس الشورى العائلي وهو مخصص لجلسات العصف الذهني لأمور العائلة حيث يتم طرح حلول مبدعة من الجميع.

- مبدع الشهر وهو عبارة عن قصة أحد المبدعين من التاريخ الذين أفادوا البشرية وخدموا الإنسانية مع مناقشة الدروس المستفادة.

ويتم طرح هذه الأمور الخمسة بشكل شهري حيث يتم وضعها في جدول واحد بحيث يكون واضحا للجميع ومن خلالها يتم تنمية الإبداع لدى الأطفال والكبار.

الكتاب جميل وممتع ويحتوي على كثير من القصص الممتعة والمعاني الجميلة، والجميل كذلك أنه يحتوي على بعض دروس برنامج الكورت لديبونو والذي يهدف إلى تنمية التفكير الإبداعي للصغار والكبار.

أنصح المربّين من آباء وأمهات ومدرّسين بقراءة هذا الكتاب وتطبيق ما فيه حتى يخرج جيل إبداعي ينفع نفسه ومجتمعه بإذن الله تعالى. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الرابعة والعشرون (2021/7/25)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، سأتحدث عن كتاب انتهيت من قراءته مؤخرا هو (قوة العادات) للؤلف / تشارلز دويج.

هذا الكتاب نصح به الأستاذ (ماجد باهبري) في إحدى الدورات التي حضرت له، وقمت بشراء الكتاب من معرض الشارقة الدولي للكتاب. والكتاب جميل ومفيد جدا، وجماله يأتي من القصص الكثيرة والمثيرة التي يسردها الكاتب والتي تؤكد على كيفية تشكيل وعمل العادات التي لدى الناس.

الكتاب يتكون من ثلاث أجزاء رئيسة هي عادات الأفراد وعادات المؤسسات الناجحة وعادات المجتمعات. وتحت كل جزء هناك مجموعة من المفاهيم مثل: كيفية عمل العادات وكيفية ترسيخ العادات الجديدة وكيف يخلق القادة العادات من خلال الحوادث والتخطيط؟

تدور فكرة الكتاب حول حلقة العادات الرئيسة: الدليل والأمر الروتيني والمكافأة والتي من خلالها تنشأ العادة، والكتاب مليء بالقصص الجميلة والمثيرة التي تشرح هذه الحلقة خاصة بالنسبة للأفراد. وفي نهاية الكتاب، يقترح المؤلف طرقا لتغيير العادات وهي: تحديد الأمر الروتيني، تجربة المكافآت، عزل الدليل، وضع خطة. وكلها تعتمد على حلقة العادات.

أما عن اسم الكتاب (قوة العادات)، فعندما تقرأ الكتاب ستشعر بمدى قوة العادات حينما تتشكل لدى الشخص حتى حينما يتركها لفترة معينة فإنه يعود إليها إذا دخل في حلقة العادات خاصة عند وجود الدليل.

معرفة عاداتنا أمر هام جدا والأكثر أهمية هو معرفة كيفية عمل هذه العادات والتي يشرحها هذا الكتاب بشكل جميل وممتع. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الخامسة والعشرون (2021/8/16)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، سأتحدث عن كتاب جميل هو (اصنعيني...يا أمّاه) للدكتور / خالد بن سعود الحليبي.

هو واحد من أجمل الكتب التي قرأتها، فالأسلوب فيه جميل وبديع والقصص التي أوردها المؤلف متنوعة من القديم والحديث والأهم من ذلك هو العناوين التي انتقاها المؤلف حين الحديث عن الأمهّات العظيمات.

الكتاب من عنوانه قد يبدو أنّه موجّه للأمهات بالدرجة الأولى وهذا صحيح ولكن حين الغوص في أعماق الكتاب، تجد أنه موجّه كذلك إلى الأزواج والآباء والأبناء لأنّ كل هؤلاء مرتبط بالأم. ويهدف الكتاب كذلك إلى إبراز القيمة العالية للأم وأثرها الكبير في إخراج العظماء حيث أورد المؤلف 100 نموذج لأمّهات ساهمن في إخراج 100 عظيم وعظيمة ولذلك ستجد في الغلاف الرئيس للكتاب (100 أم صنعت 100 عظيم).

والذي يتأمل في الكتاب يجد بأن المؤلف يوجّه رسالة إلى كل أم بأن دورها عظيم جدا وأثرها بالغ الأهمية ليس فقط على أبنائها وإنما قد يمتد إلى المجتمع والعالم بأكمله كما كان حال الصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما والإمام مالك والإمام أحمد بن حنبل والشيخ عبد العزيز بن باز رحمهم الله تعالى والمخترع المعروف أديسون والقائد الفرنسي نابليون بونابرت. كل هؤلاء كانت لأمهاتهم أثر عظيم عليهم في حياتهم.

ومن ناحية أخرى، فالمؤلف يوجّه كذلك رسالة ضمنية للأم مفادها بأنها إذا أهملت دورها الأساسي في التربية والتوجيه، فإن فرصة ظهور جيل سيء ستكون أكبر، ومتى ما تخلّت الأم عن دورها الأساسي في الحياة، فإن الأبناء سيتّجهون إلى شخص آخر كما جاء ذلك في أحد عناوين الكتاب (حكاية للأمهات فقط...).

أورد المؤلف في كتابه 78 عنوانا مختلفا ذكر فيه كما ذكرنا نماذج مختلفة لأمهات عظيمات وأثرهنّ على أبنائهنّ وكل من حولهنّ. وبالتالي، أتوقّع أن كل أمّ تقرأ هذا الكتاب ستشعر بطاقة إيجابية ورغبة كبيرة في أداء دورها الرئيسي في تربية أبنائها حيث أنّ الأمثلة الموجودة ليست ضرباً من الخيال وإنما قصصا واقعية مما يعني أنّ كل أم قادرة على السير على نهج هؤلاء العظيمات بل وأفضل من ذلك.

يختم المؤلف كتابه بقوله: (أيّتها الأمهات الفاضلات...طريق صناعة الرجال العظماء، والنساء الخالدات...طويلة، وتحتاج إلى علم وصبر وتضحية...وأنتم أهل لذلك...سوف نستطيع أن نربّي العظماء...حين تكون تربيتنا عظيمة).

الكتاب مفيد وممتع جدا وأنصح بقراءته خاصة للأمهات اللاتي يطمحن لإخراج وتنشئة العظماء. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة السادسة والعشرون (2021/8/25)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. في هذه الحلقة، سأتحدث في هذه الحلقة عن كتاب (القائد...دراسة تحليلية لشخصيات قيادية في القرآن الكريم) للمؤلف / عبد الستار كريم المرسومي.

الكتاب يتحدث في بدايته عن أهمية القيادة، فكما يقول المؤلف بأنّ (القيادة حاجة سياسية واجتماعية واقتصادية ملحّة للشعوب والأمم، وقبل كلّ ذلك هي حاجة فطرية إنسانية وسنّة كونية لا غنى عنها، ولا تفريط فيها).

ثم ينتقل المؤلف بعد ذلك لذكر نماذج قيادية وردت في القرآن الكريم، وقد قسّمها المؤلف إلى نموذجين هما القيادة الإيجابية الفعّالة والقيادة السلبية. وقد أورد الكاتب نماذج متعددة للقيادة الإيجابية الفعّالة مع ذكر صفاتهم القيادية وأورد نموذجا واحدا للقيادة السلبية وهو فرعون.

والمُلاحظ في النماذج الإيجابية تنوّع صفاتهم، وقد بدأ المؤلف بنموذج النبي صلى الله عليه وسلم وأورد له صفات كثيرة، ثمّ ذكر نماذج أخرى كداود وسليمان وموسى عليهم السلام. وذكر كذلك نموذجا إيجابيا من الملائكة هو جبريل عليه السلام كونه قائد الملائكة وأورد له صفات قيادية كذلك.

أما فرعون، النموذج السلبي، فقد أورد له المؤلف خمس عشرة صفة سلبية جعلته نموذجا للقادة السلبيين على مرّ الزمان. والكتاب مفيد جدا لكل من يريد تعلّم القيادة أو يطوّر من مهارته القيادية لأنه أورد صفات إيجابية لكي يتّصف بها الشخص وصفات سلبية لكي يحذر منها الشخص، وكلّ ذلك من القرآن الكريم.

ويختم المؤلف الكتاب بمقارنة مفيدة بين القائد الإيجابي والسلبي يذكر فيها بعض صفات الطرفين بشكل مختصر. أنصح بقراءة هذا الكتاب المفيد فهو يعطي فوائد متعددة في عالم القيادة التي تشكّل عنصرا هاما جدا في حياتنا. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة السابعة والعشرون (2021/9/14)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

مع حلقة جديدة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. سأتحدث في هذه الحلقة عن آخر كتاب قرأته لجون سي ماكسويل وهو بعنوان (القادة الجيّدون يطرحون أسئلة عظيمة).


الكتاب يهدف بشكل عام إلى بيان أهمية السؤال بالنسبة للقائد حيث يبيّن المؤلف قيمة الأسئلة في الجزء الأول من الكتاب مثل:

- الأسئلة تفتح أبوابا لولاها لظلّت مغلقة.

- الأسئلة أكثر الوسائل الفعّالة للتواصل مع الناس.

- الأسئلة تنمّي التواضع

- الأسئلة تساعدك على إشراك الآخرين في الحوار.

ثمّ يورد الكاتب عنواناً جميلا هو (الأسئلة تغيّر الحياة) ويطرح من خلاله الأسئلة التي سألها إياها أشخاص آخرون وغيّرت مجرى حياته وأسئلة سألها هو غيره وغيّرت مجرى حياته. ثم يذكر المؤلف بعد ذلك الأسئلة التي يطرحها على نفسه كقائد مثل:

- هل أستثمر في ذاتي؟

- هل أنا مهتم حقا بالآخرين؟

- هل أعيش على أرض الواقع كقائد؟

- هل أضيف قيمة إلى فريقي؟

ثم يذكر بعد ذلك الأسئلة التي يوجّهها كقائد لأعضاء فريقه مثل:

- ما رأيك؟

- كيف يمكنني خدمتك؟

- ما الذي أحتاج إلى توصيله؟

- هل فاق أداؤنا التوقّعات؟

في الجزء الثاني من الكتاب، يطرح المؤلف مجموعة من الأسئلة في مجالات مختلفة سألها قادة آخرين له مثل أسئلة عن قيادة الذات وآلية عمل القيادة وكيفية البدء في القيادة وقيادة الأشخاص صعبي المراس وغيرها.

الكتاب ممتع ومفيد جدا للقادة حيث إن السؤال من أهم أدوات القيادة الفعّالة، والجميل أن المؤلف يطرح خبرته وتجاربه في هذا المجال مما يزيد الكتاب متعة. أسأل الله تعالى أن نكون جميعا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الأخيرة (2021/9/25)

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

فهذه هي الحلقة الأخيرة من سلسلة (كتب قرأتها) والتي كانت تهدف إلى استعراض مجموعة من الكتب التي قرأتُها مع عرض لبعض الفوائد من هذه الكتب بشكل مختصر وبسيط. وقد عرضت في هذه السلسلة اثنين وعشرين كتابا في مجالات متنوعة ومن مؤلّفين مختلفين.

القراءة عالم جميل ولا يدرك ذلك إلا من دخل هذا العالم الرائع حيث أنّه يحتوي الكثير من الكنوز والفوائد العظيمة التي تساهم في تطوير الشخص بالدرجة الأولى وبعد ذلك سينعكس على كل ما يحيط بهذا الشخص من أسرة وعمل ومجتمع.

وهذا ما أدركه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حين أطلق (تحدّي القراءة العربي) حيث قال بأن القراءة أساس رئيس لنهضة المجتمعات وقد لبّى هذا النداء الكثير من الطلاب والمدارس في دول كثيرة مما يبشّر بخير عظيم بإذن الله تعالى.

وكذلك فعل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حين اهتمّ بموضوع القراءة والكتاب من خلال فعاليات كثيرة وعلى رأسها معرض الشارقة الدولي للكتاب بالإضافة إلى مكتبات متعددة مثل بيت الحكمة والمكتبة العامة، كلّ ذلك ليشجّع الناس على القراءة واقتناء الكتب.

هذا غير الفعاليات الكثيرة على مستوى الوطن العربي والعالم في التشجيع على القراءة، كلّ ذلك ليؤكّد على أهمية هذا الأمر بالنسبة للشخص، فمن لا يقرأ فقد فاته شيء كثير. وبالطبع يكون ذلك لمن قرأ قراءة مفيدة في المجالات التي تفيد الشخص والبشرية.

سعيت في هذه السلسلة إلى التشجيع على القراءة من جانب تجاربي الشخصية، وقد يتشجّع البعض حين يرى أشخاصا آخرين قرؤوا وعرضوا ما لديهم. القراءة ليست بالشيء المستحيل كما يظنّ البعض وإنما هي خطوات يبدؤها الشخص ويستمر عليها.

ويكفينا بأنّ أول آية نزلت في القرآن الكريم هي "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (العلق 1) ولا نحتاج بعد هذه الآية من تأكيدات على أهمية القراءة. هذا وما كان من صواب فمن الله تعالى وحده، وما كان من خطأ فمنّي والشيطان وأسأله سبحانه أن يغفر لنا ذنوبنا وأخطاءنا وأن يجعل هذه السلسلة في ميزان حسناتنا وحسنات كل من يقرؤها وينشرها، والله الموفّق إلى كل خير، والحمد لله رب العالمين.