الاثنين، 30 يناير 2023

مشاهدات (106) - تعزيز جودة الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم  


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

حضرت في الأسبوع الماضي منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع الذي أقيم برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي وبحضور كريم من سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد رئيس مجلس دبي لأمن المنافذ الحدودية حيث كان المنتدى جميلا من حيث التنظيم والجلسات المقامة والمواضيع المتنوعة.

كان شعار المنتدى (تعزيز جودة الحياة) حيث تحدّث الخبراء والمشاركون عن أهمية مفهوم جودة الحياة سواء للمجتمع أو للفرد من خلال المشاريع المختلفة التي تخدم هذا الهدف. وقد كانت هناك مواضيع متعددة مثل مشاريع تنمية المجتمع والاستدامة والمشاريع التقنية والرياضية وغيرها.

الجميل في مثل هذه المنتديات هو نقل الخبرة والمعرفة من القادة والمتخصصين في المجالات المختلفة، وهذه الخبرة والمعرفة من الأسس التي تساعد في التنمية الشخصية خاصة فيما يتعلّق بقصص النجاح أو الفشل التي مرّ بها هؤلاء المتحدثون، وكذلك النصائح المفيدة التي يقدّمها هؤلاء للجمهور والتي تشكّل عصارة خبراتهم.

من الاستفادات كذلك في مثل هذه المنتديات التعرّف على أفكار جديدة وإبداعية من جهات مختلفة سواء كانت معروضة أو من خلال أحاديث المشاركين، وهذه الأفكار تفتح آفاقا جديدة للشخص حيث يمكن الاستفادة من مثل هذه الأفكار للتطوير في مجال العمل أو في مجالات أخرى.

هذه المنتديات كذلك تعطي مجال للتعرّف على أشخاص مختلفين من مختلف المجالات سواء كانوا متحدّثين أو منظّمين أو مشاركين. والملاحظ بأن كثير من الناس يبنون شبكة علاقات في مثل هذه المنتديات.

كل الشكر والتقدير لهيئة الطرق والمواصلات بدبي على هذا التنظيم الرائع للمنتدى. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (برج الآمال)، يرجى الضغط هنا.

الثلاثاء، 17 يناير 2023

مشاهدات (105) - برج الآمال

بسم الله الرحمن الرحيم 

 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

أعطاني قبل مدة أحد الزملاء الكرام في العمل كتابا بعنوان (برج الآمال) وهو يحكي قصة شخص نشيط مجتهد من دولة الهند اسمه (عبد الله كاتوكاندي) أصيب في حادث سيّارة وسبّب له الحادث شللا شبه كلّي حيث كان في بداية الأمر لا يتحرّك منه إلا رأسه ثم استطاع بعد مدّة تحريك أعضاء أخرى.


الكتاب جميل وممتع رغم بدايته الحزينة إلا أنّه بعد ذلك يبعث الأمل في جميع المرضى لأن هذا الشخص استطاع رغم هذه الإعاقة الشديدة أن يؤلّف الكتب ويسافر ويشارك في المؤتمرات والفعاليات المختلفة ويمارس كثيرا من أمور الحياة الاعتيادية بل وسافر كذلك إلى مكّة ليؤدّي هناك مناسك العمرة. كلّ ذلك أتى بتوفيق الله تعالى أوّلا ثم بالأمل الذي حمله هذا الشخص وانعكس ذلك إلى التحلّي بإرادة قوية لتخطّي التحدّيات المختلفة بل وبعث الأمل في الأصحّاء قبل المرضى.

والكتاب كذلك يرسل رسالة أخرى هامة وهي دور البيئة المحيطة بالشخص وخاصة الدائرة القريبة في تقوية ودعم هذا الأمل وتمثّل ذلك في الدعم اللامحدود التي قدّمته السيدة رقيّة زوجة عبد الله والتي قدّمت نموذجا للزوجة المتميزة التي دعمت زوجها في أحلك الظروف وساعدته ولازالت كذلك على تخطّي التحديات المختلفة.

الأمل قوة لمن يحمله ولذلك حثّ عليه الإسلام من خلال القرآن الكريم والسنّة النبوية في آيات وأحاديث متعددة، ولكنّه ربط ذلك بالعمل وأخذ الأسباب بجانب هذا الأمل حتى يكون الشخص إيجابيا. ويذكّرني هذا أيضا بالبرنامج الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله تعالى والذي أُطلِق عليه (صنّاع الأمل) والذي يكافأ الأشخاص الذين يبعثون الأمل في الناس من خلال أنشطة مختلفة يقومون بها.


نحتاج إلى التحلّي بالأمل ونشره خاصة في هذا الزمن الذي انتشر فيه كثير من الأخبار والأحداث السلبية كما فعل عبد الله كاتوكاندي حينما استطاع بالأمل الذي يحمله بعد توفيق الله تعالى أن يصنع المعجزات مقارنة بمن هو في حاله. أسأل الله تعالى العافية وأن يوفّقنا جميعا إلى كل خير، والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (ماذا تعلّمت من كأس العالم؟ - الجزء الثاني)، يُرجى الضغط هنا.