الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

مشاهدات (60) - نحتاج أن نتذكّر

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

ونحن في نهاية عام وبداية عام جديد، نحتاج أن نذكّر أنفسنا ببعض الأمور الهامة:

- نهاية عام يعني أنه قد اقتربنا أكثر من مغادرة الحياة ودخول القبر. هذه الحقيقة التي نتغافل عنها أو ننساها في أحيان كثيرة ولكنها في نهاية الأمر واقعة لا محاله. والنجاة يكمن في قوله تعالى: "وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً" (الأحزاب 71).

- هل ندرك فعلا القيمة الحقيقة للصلاة؟ وهل ندرك أنه في يوم القيامة سوف تكون الصلاة على رأس الأسئلة التي يسأل عنها الشخص، والخطير في الموضوع أن الأعمال تصلح وتفسد بناء على الصلاة. "أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ، فإِنْ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ، وإِنْ فسَدَتْ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ" (صحيح الجامع). نحتاج إلى إعادة برمجة عقولنا لنعرف قيمة الصلاة.

"والْحَمْدُ لله تملأ الميزان" (رواه مسلم)، نحتاج أن نجعل حمد الله على ألستنا دائما فنِعَمُ الله علينا لا تُعدّ ولا تُحصى. أقول ذلك والبعض لسانه دائم الشكوى من الأوضاع والأحداث.

- هل سيدعو لك أحد بعد مماتك؟ وهل سيذكرك الناس بخير ويقولون فلان رحمه الله وغفر الله له؟ تأكّد أنه لن يحدث ذلك إلا إذا تركت بصمة خير في الدنيا وعاملت الناس بخلق حسن. كن على يقين أنك ستحتاج ذلك كثيرا بعد موتك.

- نحتاج أن نحاسب أنفسنا كثيرا على كل ما نفعله في يومنا وليلنا حتى نحقق الوصية الذهبية للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ فِي الْحِسَابِ غَدًا، أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ).

نسأل الله تعالى أن يكون عام ٢٠٢١ عام خير وسعادة وعافية للجميع وأن يوفقنا جميعا لخدمة البلاد والعباد، والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (خطوات صغيرة)، يُرجى الضغط هنا

الجمعة، 18 ديسمبر 2020

مشاهدات (59) - خطوات صغيرة


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

في كتابه (العيش المتعمّد) يذكر جون سي ماكسويل عبارة جميلة حيث يقول: (أحياناً، خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح قد تكون أكبر خطوة في حياتك). شخصيا أتّفق مع هذه العبارة من خلال من قرأته من قصص الناجحين على مرّ التاريخ حيث أن كثيرا منهم قد بدأ بشكل بسيط ثمّ تطوّر به الأمر حتى وصل إلى قائمة الناجحين والمؤّثرين في الحياة ولعلّ في كتاب الأستاذ كفاح فيّاض (حكايات كفاح) ما يثبت ذلك حيث يذكر الكاتب حكايات الأشخاص التي أسّسوا شركات عملاقة وكيف كانت بداياتهم حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من نجاح. خطوات صغيرة صحيحة قادتهم إلى النجاح بعد ذلك.

وفي عصرنا الحالي، نرى الكثير من المؤثّرين في وسائل التواصل الاجتماعي قد بدؤوا كذلك بخطوات صغيرة سواء من خلال تغريدة أو قصة قصيرة أو مقطع قصير جدّا، ثم تطوّر الحال إلى تقديم برامج وكتابة مقالات وغير ذلك. فعلاً، خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح قد تكون أكبر خطوة في حياتك.

التدرجّ شيء جميل وهو يضمن للشخص تقييم خطواته والبناء عليه ثم التقدّم والتطوّر، ولكن ينبغي أن يكون هذا التدرّج في صعود بشكل مدروس ومخطّط له لا كما يفعل البعض حين يدّعي أنه يتدرّج في أمرٍ ما وهو عالق في خطوة معيّنة لفترة طويلة ثم ينتهي به الأمر إلى الفشل والإخفاق.

الأمر الآخر الهام هو مسألة الاتجاه الصحيح، فالخطوات الصغيرة ينبغي أن تكون في أمر إيجابي ينفع به الشخص نفسه أو ينفع الآخرين وقبل ذلك كلّه يرضي الله تعالى وإلا فما نفع الخطوات سواء كانت صغيرة أو كبيرة إذا كانت سلبية أو في الاتجاه الخطأ.

انتهيت مؤخّرا من قراءة كتاب (خريطتك في رحلة النجاح) لجون ماكسويل حيث يذكر الكاتب بأن النجاح عبارة عن رحلة مستمرة مع الشخص طوال حياته، وهذه الرحلة تبدأ كذلك بخطوات صغيرة يضعها الشخص لنفسه ثمّ ينطلق بشكل صحيح في عالم النجاح.

نحتاج إلى التركيز في هذه الخطوات الصغيرة والتخطيط الصحيح له ومن ثمّ الانطلاق لتحقيق هذه الخطوات، وقبل ذلك كلّه طلب التوفيق والتيسير والإعانة من الله تعالى "وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" (هود 88). والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (هل نتفاءل أم نتشاءم؟)، يُرجى الضغط هنا.