الأربعاء، 26 أغسطس 2020

مشاهدات (52) - أكثِرُوا ذكرَ هادِمِ اللذَّاتِ

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

"أكثِرُوا ذكرَ هادِمِ اللذَّاتِ" (رواه الترمذي) وصية عظيمة من الرسول صلى الله عليه وسلم لنا جميعا، وسواء صحّ الحديث أم لم يصحّ فإن المعنى صحيح، وبناءً عليه فإنّنا نحتاج أن نضع الموت نُصب أعيننا دائما خاصة أن الحديث يحثّ على الإكثار من الموت وليس تذكّر الموت لفترة مؤقتة أو قصيرة فقط.

إذا كنت من متابعي خدمة جنائز الإمارات مثلي فستجد أمرا عجيبا يتكرر كل يوم. ستلاحظ أنّه يوجد تنوّع كبير في الموتى ما بين ذكر وأنثى، ما بين أطفال وشباب وشيوخ، ما بين مواطنين ومقيمين، ما بين معروفين ومجهولين. فالحقيقة الساطعة هنا أن الموت لا يفرّق بين أحد وبالتالي لا يستطيع أحدٌ القول بأنني لست التالي وأنّ الموت لا يزال بعيداً عنّي.

إنني أعرف أن الحديث عن الموت ليس محبّبا عند الكثيرين ولكنّنا يجب أن نذكره ونذكّر به دائما عملاً بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا التذكّر والتذكير ينبغي أن يدفعنا إلى عمل ما يفيدنا بعد الموت أي عمل الصالحات واجتناب السيئات ولا شيء غير ذلك.

الذين يبعدون الموت عن تفكيرهم أو يظنّون بأن جميع الناس سيموتون إلا هو أو هي كما هو اعتقاد الكثيرين للأسف سوف يخسرون كثيرا لأنهم سوف يضيّعون أشياء مفيدة في حياتهم سوف يتمنّون يوم القيامة أن لو فعلوها وحرصوا عليها ولكن للأسف لا ينفع الندم وصدق من قال: (فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل).

كلمة أخيرة:

قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (إذا أصبَحْتَ فلا تنتظِرِ المساءَ وإذا أمسَيْتَ فلا تنتظِرِ الصَّباحَ وخُذْ مِن صحَّتِكَ لِمرضِكَ ومِن حياتِكَ لِموتِكَ). فقط استمر في عمل الصالحات واطلب من الله تعالى الإعانة والتوفيق حتى تكون من السعداء يوم القيامة بإذن الله تعالى. والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (تفكير "السبب الوحيد")، يُرجى الضغط هنا

الأحد، 16 أغسطس 2020

مشاهدات (51) - تفكير (السبب الوحيد)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

إذا كنت تتابع أخبار كرة القدم هذه الأيام فلعلّك سمعت أو قرأت واحدة من أهم الأخبار وهي هزيمة فريق برشلونة الإسباني الثقيلة أمام فريق بايرن ميونيخ الألماني. بالطبع لست بصدد التعليق على المباراة فالكثيرون غيري فعلوا ذلك ولكني سأقف على نقطة معيّنة نستفيدها من هذا الحدث وهي متكررة كثيرا في حياتنا.

لنرجع إلى حالة فريق برشلونة، إذا سمعت حديث بعض المحلّلين فستجدهم يقولون التالي عن سبب هذه الخسارة الثقيلة: (السبب هو المدرّب)، وآخر يقول: (السبب هو الخطة)، والثالث يقول: (السبب هو الحالة المعنوية)، والرابع يقول: (السبب هو حالة ميسي!!!). ما الذي أريد الوصول إليه؟

هناك أشخاص يتبنّون نوعا من التفكير يُسمّى ب (تفكير السبب الوحيد). هذا النوع من التفكير يركّز على سبب وحيد يكون في وجهة نظره هو سبب كل المشاكل مع إلغاء جميع الأسباب الأخرى وفي غالب الأحيان تجدهم مصرّين على آرائهم ويدافعون عنها بكل قوّة. هذا النوع من التفكير متكرر بشكل كبير في حياتنا سواء في المنزل أو في العمل.

في وجهة نظري، هناك مشكلة في هذا النوع من التفكير وهو اقتصاره على ناحية واحدة من المشكلة وإغفاله للأجزاء الأخرى. إذا تأملّنا في أي مشكلة، فليس هناك سبب واحد وإنما مجموعة أسباب ولذلك فإن استعمال الوسائل العلمية في حل المشاكل كأسلوب عظم السمكة مفيد جدا وهو يثبت بأن المشكلة لها أسباب متعددة.

التفكير في وجهات نظر وأسباب مختلفة يفتح الأذهان إلى أمور كثيرة ويساهم في حل المشكلة بشكل أكبر بدلا من التفكير في حلّ سبب واحد قد يحلّ جزءا من المشكلة أو لا يحلّها على الإطلاق.

كلمة أخيرة:

يقول الله تعالى: "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (آل عمران 165). قد نكون نحن جزءا من المشكلة وبالتالي يجب علينا أن نضع ذلك في الاعتبار ونكون جزءا من الحلّ. والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (فقط استمر)، يُرجى الضغط هنا