الخميس، 29 أكتوبر 2020

مشاهدات (56) - القراءة من الضروريات وليست من الكماليات

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

خلال الأيّام الماضية، هنّأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله تعالى الطالب سلطان سالم المزروعي بمناسبة فوزه بالمركز الأول عن دولة الإمارات في تحدي القراءة العربي في دورته الحالية. الذي جذبني في هذه التهنئة عدة أمور:


هذه التهنئة دليل على اهتمام صاحب السمو بالقراءة وبأهميّته القصوى في تقدّم الدولة على الصعيد العالمي إذ يعلم سمّوه بأن القراءة إحدى الطرق الرئيسة للوصول إلى العالمية والتواجد بين مصاف الدول المتفوقة والمتميزة، ولذلك نرى سمّوه يطلق مبادرات متعددة للتشجيع على القراءة منها شهر القراءة وتحدي القراءة العربي وغيرها.

أن يقرأ الشخص 300 كتاب في السنة فهذا إنجاز أكثر من رائع فكيف إذا كان من طالب مدرسي. هذا يدلّ أولا على هدف واضح واستثمار للوقت وتربية إيجابية متميزة من الأهل على هذا الأمر الهام وهو القراءة.

تحدي القراءة العربي برنامج أكثر من رائع وقد أتى ثماره من خلال التفاعل الكبير من مختلف الأشخاص والمدارس في البلدان العربية، وهذا يدلّ على ازدياد الاهتمام بالقراءة ممّا يبشّر بخير كبير إن شاء الله تعالى.

كتبت عدة مقالات سابقة عن أهمية القراءة وضرورة الاهتمام بها وسأكتب عنها متى ما كان ذلك مناسبا لأنني أؤمن بأن القراءة من الضروريات وليس من الكماليات، وأيضاً لأن أول آية نزلت في القرآن كانت "اقرأ" فالمسألة أكبر من مجرّد اهتمام وإنما هي أولوية وجزء أساسي من حياة.

كلمة أخيرة:

معرض الشارقة الدولي للكتاب على الأبواب وهي فرصة عظيمة للتزود من الكتب المختلفة. مجرّد زيارة المعرض تساهم في تشجيع الشخص على القراءة مع العلم بأن إدارة المعرض في هذه السنة قد وضعت الاحتياطات اللازمة حرصاً على سلامة زائريها. والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (قوة الإرادة)، يُرجى الضغط هنا.

الجمعة، 16 أكتوبر 2020

مشاهدات (55) - قوة الإرادة


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

في إحدى محاضراته، سئل جون سي ماكسويل المؤلف المعروف في علم القيادة عن كيفية تأليفه لهذا العدد الكبير من الكتب، فأجاب بإجابة عجيبة، قال إنّه يمسك القلم ويبدأ بالكتابة. ورغم أن الإجابة تبدو بسيطة إلا أنها تدلّ على وجود شيء مهم جدا ألا وهو الإرادة.

لكي يقوم الشخص بفعل شيء ما يحتاج إلى أمرين: القدرة والإرادة. في غالب الأحوال فإن الأمر الأصعب يكون الإرادة وليس القدرة لأن القدرة يمكن اكتسابها من خلال المعرفة والتدريب والخبرة أما الإرادة فهي قرار شخصي ينبع من داخل الشخص وقد يحتاج إلى تفكير وتحفيز ممّا يجعل المسألة أصعب.

حينما نتأمل في حياة العظماء والناجحين في الحياة، نجد بأن مستوى الإرادة عندهم عالية جدا ولذلك فهم يواجهون الصعاب والتحديات ويصلون إلى أهدافهم ولو بعد محاولات كثيرة. انظر مثلا إلى أديسون كيف نجح في تحقيق أهدافه بعد محاولات كثيرة فاشلة، فالإرادة التي امتلكها ساهمت بشكل كبير في تحقيقه لأهدافه.

في عالم الحيوانات والحشرات كذلك، لاحظت بأن قوة الإرادة تلعب دورا هاما في تحقيق الأهداف، تأمّل مثلا في حياة النمل لتجد قوة الإرادة حاضراً في مواجهة التحديات المختلفة. وقد شاهدت برنامجا وثائقيا عن السرطان الأحمر في رحلته للوصول إلى المحيط. وقد كان واضحاً كيف تلعب الإرادة دوراً هاما في وصول هذه الكائنات إلى هدفها حيث توجد تحديات خطيرة ومميتة كثيرة في طريقها.

الإرادة قوة هائلة للشخص تساهم بشكل كبير في الوصول إلى الأهداف وتخطّي التحديات، ولست أقلّل أبداً من شأن القدرة فهي هامة كذلك ولكن الإرادة شأنها أكبر وأهميتها أعظم، ولذلك نحتاج إلى تدريب أنفسنا على تقوية إرادتنا حتى نصل إلى ما نريد بإذن الله تعالى.

كلمة أخيرة:

الشيطان يعمل على إضعاف إرادة الشخص حتى يثنيه عن الأمور الهامة في حياته. تأمل في الحديث التالي: "يعقد الشيطان على قافية، رأس أحدكم، إذا هو نام، ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة‏:‏ عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ أحدكم، فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" (متفق عليه). والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (التفكير العالمي)، يرجى الضغط هنا.