الثلاثاء، 27 يوليو 2021

مشاهدات (72) - وقتك هو حياتك

بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في حكمة جميلة: (من يسرق وقتك، يسرق حياتك). ومن قبل ذلك قال الشاعر:

والوقْتُ أَنْفَسُ ما عَنِيتُ بِحِفْظِهِ               وَأَرَاهُ أسهَلَ ما عليك يَضِيعُ

عندما أقرأ في قصص العظماء، ألاحظ أنّ من الأمور المشتركة بينهم هو اهتمامهم الشديد بالوقت لدرجة أنني سمعت مرّة بأن بعض العلماء كانوا يستثمرون ما يُسمّى ب (الأوقات البينية) وهي الأوقات القصيرة التي تكون بين أمرين وبعضهم كان لا ينام من الليل إلا قليلا بعد أن يغلبه النوم.

قد يقول البعض بأن هذا أمرٌ مبالغ فيه ولكن بالنسبة للذين يدركون قيمة الوقت مثل أحد العلماء الذي قال: (ما من يوم ينشقُّ فجره إلا ويُنادي: يا ابن آدم أنا خلقٌ جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد منِّي فإني إذا مضيتُ لا أعود إلى يوم القيامة)، فهذا هو الأمر الطبيعي وضياع الوقت هو الأمر المُستغرب.

نحتاج أن نذكّر أنفسنا دائما بقيمة الوقت وضرورة استثماره بما يعود علينا بالنفع في الدنيا والآخرة، وأعتقد أننا نحتاج أن نقرأ بين فترة وأخرى الآيات الكريمة والأحاديث النبوية وقصص العظماء عن كيفية استثمارهم للوقت.

وفي النهاية فوقتنا هو حياتنا، وكلّما انقضت لحظة منها فهذا يعني أننا نقترب خطوة أخرى من الموت. قال الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى: (يا ابن آدم، إنما أنت أيّام، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب بعضك أن يذهب كُلّك).

صحيح أنّ الحديث عن أهمية الوقت قد يعتبره البعض مكرّرا، ولكن ينبغي لنا ألا نملّ من سماع هذا الموضوع خاصة أن الملهيات في زيادة وفرصة ضياع الوقت تزيد بشكل كبير بين الناس، وربّما يأتي مثل هذا التذكير عن أهمية الوقت فيردّ البعض منّا إلى جادة الصواب.

كلمة أخيرة:

قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قَدَما عبدٍ حتى يُسأل عن عُمُره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه" (رواه الترمذي)،، فالسؤال عن الوقت يوم القيامة قادم لا محاله والسعادة كل السعادة حين يجيب الشخص بأنه استثمر وقته بكل نافع. نسأل الله تعالى التوفيق والسداد والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (جرح بسيط!!!)، يُرجى الضغط هنا.

السبت، 17 يوليو 2021

مشاهدات (71) - جرح بسيط !!!

بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

تعرضت في الأسبوع الماضي لجرح في إحدى أصابع يدي – والحمد لله – وقد بعث لي هذا الجرح ببعض الرسائل التي أحببت أن أشاركها معكم:

مع أن الجرح كان بسيطاً إلى حدّ ما في أصبع واحد وفي جزئه العلوي فقط، إلا أنني لم أستطع فعل بعض الأمور المعتادة بشكل طبيعي، وهذا ما يؤكد على ضعف الإنسان مهما ادّعى أنه قوي، وصدق الله تعالى حين قال: "وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً" (النساء 28).

مما يؤكد على هذا الضعف أيضاً أن هذه الحوادث تأتي على حين غفلة ومن دون مقدّمات في كثير من الأحيان كما حدث في حالتي. تذكّر هذا الضعف ينبغي أن يقود إلى التواضع وعدم التكبّر على أحد وهذا من محاسن التعرّض لمثل هذه الحوادث مع أنّه ينبغي دائما الأخذ بأسباب السلامة والحيطة والحذر.

هذا الجرح أكّد أيضا على أهمية نعمتي العافية والصحة، فمع أنّ الجرح في مكان صغير جداً مقارنة بجسم الإنسان، إلا أنّه كان له تأثير ولو بعض الشيء، هذا غير الألم الذي سبّبه الجرح، وكل ذلك لا يحدث عندما يكون الشخص معافاً صحيحا. وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: "نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ – أي مخدوع - فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ" (رواه البخاري).

نحتاج أن نحمد الله تعالى كثيرا وعلى كل شيء، نعم كل شيء ولو كان الجزء العلوي من أصابعنا، فجرح بسيط قد يؤثّر علينا في أعمالنا المعتادة. وسبحان الله، تأتي هذه الحوادث لتذكّرنا بهذا الأمر الهام، فالحمد لله دائما وأبدا.

تأملت في الأيام التالية لحدوث الجرح كيفية التئامه بشكل تدريجي وهذا والله من بديع صنعه تعالى، فهذا الأمر يحدث داخل أجسامنا دون أن نشعر بذلك من خلال ملايين الأوامر التي تصدر من المخ اتجاه الخلايا المسؤولة. فقط من أجل راحتنا وإعادة حياتنا الطبيعية. فالحمد لله على ذلك حمدا كثيرا.

أسأل الله تعالى أن يحفظ الجميع من كل مكروه وسوء وأن يجعلنا جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. والحمد لله لرب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (يا لسرعة هذه الحياة!!!)، يرجى الضغط هنا.