الأحد، 29 نوفمبر 2020

مشاهدات (58) - هل نتفاءل أم نتشاءم؟!

 

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

حينما تحضر دورات السعادة والإيجابية أو تقرأ كتباً عنها، فإن من أوائل ما يوصي به المحاضرون والكتّاب في سبيل تحقيق السعادة والإيجابية التفاؤل. والتفاؤل ببساطة يعني رؤية الجانب الحسن في المواضيع المختلفة وتوقع الخير دائما مهما كانت التحديات والظروف.

نظرياً فإن الأمر يبدو بسيطاً ولكن في الواقع فإن الأمر مختلف تماما، فالتفاؤل في وجهة نظري أصبح عملة نادرة وقليلون هم الذين يتّصفون بهذه الصفة بشكل دائم وهنا مَكْمَن التحدّي، فالشخص يمكن أن يكون متفائلا في بعض الأحيان ولكن أن يكون هذا ديدنه بمعنى أن يكون متفائلا دائماً فهذا يحتاج إلى جهد كبير وتحدٍّ كبير لظروف الحياة المختلفة.

دائما أسأل نفسي هذا السؤال: هل الأفضل أن نتفاءل أم نتشاءم؟ ومع أن الإجابة الطبيعية هي التفاؤل بالطبع، فتذكُّر هذا السؤال يساعدني على معرفة آثار التشاؤم. ماذا يحدث عندما أتشاءم؟ تأتي السلبية بشكل تلقائي وأبدأ بالشكوى وقد أتسبّب بالمشاكل وأُصابُ بالإحباط وأرى المشاكل الصغيرة كبيرة وقد أبدأ بالحقد على الآخرين وأتمنى لهم الخسارة، وقد يؤدي كذلك إلى مشاكل صحية كالتوتر وارتفاع الضغط. سبحان الله!! كل ذلك من مجرد أنني تشاءمت.

إذاً، فالأمر الأفضل هو أن أتفاءل لأن ذلك سيساعدني على الأقل في عدم حدوث الأمور أعلاه، هذا بالإضافة إلى أن التفاؤل أفضل للصحة والتفكير، ومع ذلك فإنني أكرّر بأن الأمر ليس بالسهولة التي تُطرح في الدورات والكتب وإلا لكان الكثيرون متفائلين وهذا للأسف عكس الواقع.

التفاؤل يحتاج بعد توفيق الله تعالى إلى تدريب للنفس ومتابعة وتقييم حتى يصبح في النهاية منهج حياة للشخص، وليتذكر الشخص بأنه لا فائدة أبداً من التشاؤم والنظرة السوداء للأمور.

كلمة أخيرة:

القرآن الكريم والسنة النبوية يؤكّدان على التحلّي بالتفاؤل والابتعاد عن التشاؤم ويكفي في ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا عَدْوى ولا طِيَرة، وأحبّ الفأْل الصالح" (رواه مسلم)، والحمد لله رب العالمين. 

لقراءة المقالة السابقة (الاحترام ضرورة)، يُرجى الضغط هنا.

كتبي المنشورة

 

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

كتاب

(100X100)

100 Ways Towards Happiness at Work




الكتاب يتكلم عن مائة طريقة يمكن بها تحقيق السعادة في العمل حيث تمّت كتابة كل طريقة بنحو مائة كلمة ومن هنا جاءت تسمية الكتاب ب 100X100

يمكن طلب الكتاب من خلال: (يُرجى الضغط على الاسم)

Austin Macauley  أو Amazon


----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

كتاب

(ماذا تعلمت من عالم الحيوانات؟)




الكتاب يتحدث عن القيم والمعاني التي يمكن تعلّمها من عالم الحيوانات

من إصدار أوراق للنشر والتوزيع

awraaqhouse@gmail.com

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

كتاب

(ماذا تعلمت من الطبيعة؟)


الكتاب يتحدث عن القيم والمعاني التي يمكن تعلّمها من مخلوقات الله تعالى في الطبيعة

من إصدار Writer Operation

http://writeroperation.store/books/product/book000018/

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

كتاب

(The 'Ten LAWS' to achieve Excellence)


الكتاب يتكلم عن كيفية التميز في العمل والحياة من خلال عشرة قوانين

من إصدار Writer Operation

يمكن طلب الكتاب من الرابط التالي

الأربعاء، 18 نوفمبر 2020

مشاهدات (57) - الاحترام ضرورة

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

المتأمل في السيرة النبوية يجد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في قمة الاحترام مع الجميع، مع أهله وأصحابه وأعدائه، مع الصغير والكبير والرجال والنساء والشباب والشيوخ وامتدّ احترامه صلى الله عليه وسلم للقوانين والأعراف والديانات الأخرى وحتى للحيوانات والجمادات. ولذلك كان صلى الله عليه وسلم مصدر احترام وتقدير من الجميع حتى من أعدائه في كثير من المواقف.

الاحترام من أهم الأخلاق التي تؤدي إلى النجاح والتميز في الحياة، فالشخص الذي يحترم الآخرين يحترمه الناس ويقدّرونه ويثقون به بعكس الذي لا يتّصف بهذا الخُلُق، وأعتقد أن هذا الأمر مُجرّب ومُشاهد.

في بيئة العمل، هناك حقيقة لا يجب أن نغفل عنها وهي أن الناس ليسوا كلّهم على نفس الصفة أو الأخلاق، فهناك من يحبّك وهناك من يكرهك، هناك من يتمنى لك النجاح والخير وهناك من يتمنى لك الفشل والشر. يجب علينا أن ندرك هذه الحقيقة في تعاملنا اليومي مع الموظفين، ومع ذلك ينبغي علينا أن نتحلّى في تعاملنا مع الجميع بالاحترام مهما كان موقف وتصرّف هذا الطرف الآخر.

هناك الاحترام كذلك في بيئة المنزل، فعندما يسود الاحترام بين الأزواج والآباء والأبناء والأشقّاء والخدم والسائقين، تكون فرصة هذا البيت في السعادة والنجاح أكبر من غيره. وينطبق هذا الأمر على البيئة الدراسية في المدارس والجامعات وكذلك في الأسواق والشارع وفي كل مكان.

يجب علينا أن نذكّر أنفسنا بهذا الخلق العظيم دائما خاصة مع ظروف الحياة المختلفة، فالاحترام ضرورة وفوائده كثيرة بل الخير كلّ الخير فيه، ولنتذكّر أن ثمرة الاتصاف بهذا الخلق سوف تعود بالدرجة الأولى على الشخص نفسه.

كلمة أخيرة:

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، نحتاج إلى تذكّر وصية الله تعالى في كتابه الكريم: "وقولوا للنّاسِ حُسْناً" (البقرة 83)، ففي تطبيقها قمّة الاحترام. والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (القراءة من الضروريات وليست من الكماليات)، يُرجى الضغط هنا