الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

مشاهدات (82) - تغيير العادات

 بسم الله الرحمن الرحيم 

 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

كثيرا ما تتكلم كتب ومواضيع تطوير الذات عن تغيير العادات لأنها أساس من أساسيات تطوير الذات، فكيف يتطور الشخص أو يتميز إن لم يستطع تغيير عاداته إلى الأحسن؟ والعادة هي الشيء الذي نقوم به بشكل تلقائي ومستمر وبالتالي تصبح جزءا من حياتنا اليومية، ولذلك فإنّ تغييرها ليس بالأمر السهل كما يقول البعض وإنما تحتاج لجهود وتضحيات.

وقد مرّ عليّ خلال قراءاتي لموضوع تغيير العادات الكثير من القواعد مثل قاعدة الدقيقتين والخمس دقائق والعشر دقائق وال21 يوم وال90 يوم. وكلّ هذه القواعد المقترحة هي من خبرات وتجارب الناس وتصبّ في هدف واحد وهو تغيير العادة والاختلاف بينها تأتي غالبا في حجم العادة (صغيرة أم كبيرة) التي يريد الشخص تغييرها.

وقد قرأت كتابين مفيدين في مسألة العادات هما كتاب (العادات الذرّية) للكاتب جيمس كلير وكتاب (قوة العادات) للكاتب تشارلز دويج، وكلا الكتابين يبيّنان كيفية تَشَكُّل العادات لدى الشخص سواء كانت حسنة أم سيّئة ثم إمكانية تغييرها باستخدام طرق مختلفة.

وإذا تأمّلنا في قصص الناجحين على مرّ الزمان، نجد بأنّ كثيرا منهم قد غيّر من عاداته إلى الأفضل لكي ينجح مثل أن ينام لفترة أقل أو يقلّل من خروجه مع أصحابه أو يزيد من قراءاته أو يُدْخِل برنامجا صحّيا في جدوله، وكل ذلك يحتاج إلى إرادة صلبة وعزيمة قويّة، فتغيير العادة كما قلنا ليس بالأمر السهل، فهناك الكثيرون ممن فشلوا بتغيير عاداتهم رغم أنّهم بدؤوا بالخطوات الأولى ولكنّ عاداتهم كانت أقوى منهم فعادوا إلى ما كانوا عليه.

طلب التوفيق من الله تعالى مع وجود إرادة صلبة وخطة واضحة وتحفيز داخلي كفيل بإذن الله تعالى بتغيير عاداتنا إلى الأفضل. وحتى إن لم ننجح في المرة الأولى والثانية والثالثة، فلنحاول مرة رابعة وخامسة حتى نحقّق ما نريد بإذن الله تعالى. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (البيئة الإبداعية والسلبية)، يُرجى الضغط هنا.

الخميس، 16 ديسمبر 2021

مشاهدات (81) - البيئة الإبداعية والسلبية

 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

يقول المؤلف الأمريكي جون سي ماكسويل في كتابه (التفكير للتغيير): (البيئات السلبية تقتل آلافا من الأفكار الرائعة كل دقيقة. البيئة الإبداعية على النحو الآخر تصبح مثل التربة الزراعية التي تزرع فيها الأفكار كبذرة ثم تتبرعم ثم تثمرفالبيئة تلعب دورا كبيرا في تنشئة أو هدم الأجيال أو الموظفين في نواحٍ كثيرة ومن أهمّها مسألة الإبداع.

تأمل مثلا في البيئة التي يحكي الله تعالى فيها عن إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام كما قال الله تعالى: "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (البقرة 127)، فتبرز هنا قيمة المشاركة التربوية التي يقوم فيها الأب بمشاركة أمر إيجابي مع ابنه فيتعلّم الابن أمورا كثيرة. ففي هذه الآية تبرز مثلا قيمة التعاون في رفع قواعد الكعبة المشرّفة بين الأب إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل عليه السلام وهذا التعاون أساس من أساسات البيئة التي تشجّع على الإبداع والإيجابية.

وينطبق نفس الأمر على بيئة العمل، فإن انتشرت قيم التعاون والاحترام والثقة والتسامح والتقدير بين القادة والمدراء والموظفين، كانت الفرصة أكبر للإبداع والإيجابية. أمّا البيئة السلبية سواء في المنزل أو العمل فهي كما قال جون ماكسويل تقتل الأفكار وتسخر من مقدّميها ولا تقيم وزنا للمبدعين.

أمّا عن صناعة البيئة الإبداعية أو السلبية، فهي بالدرجة الأولى من صنع الوالدين في المنزل والمدراء والقادة في بيئات العمل. فهؤلاء بما يقولونه ويفعلونه يصنعون هذه البيئات ونتيجة ذلك ستظهر على الأجيال والموظفين.

أصبحت البيئة الإبداعية ضرورة وليست اختيارا في وقتنا الحالي وذلك لأنّ تطور المؤسسات والمجتمعات والدول تعتمد بشكل كبير على الإبداع والابتكار، ومن الضروري البدء من المنزل مرورا بالمدارس والجامعات وانتهاء في بيئات العمل، فإن حصل ذلك كانت فرصة وجود البيئات الإبداعية أكبر وسيسهم ذلك بلا شك في زيادة عدد المبدعين.

نحتاج كذلك أن نقرأ البيئات الإبداعية التي تتبعها المؤسسات العملاقة كجوجل وأمازون وأبل وغيرها وتطبيق الأفكار المفيدة منها سواء في المنزل أو في العمل. فالاستفادة من الآخرين يختصر الأوقات والجهود. والله الموفق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (مجرّد فكرة)، يُرجى الضغط هنا.