السبت، 29 يناير 2022

مشاهدات (84) - قصص نجاحات الآخرين

 بسم الله الرحمن الرحيم  


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

كنت أتابع مقطعا معيّنا على اليوتيوب وظهر لي مقطعا مقترحا للمشاهدة عن فريق (ليستر سيتي الإنجليزي). ولمن لم يسمع بهذا الفريق من قبل، فقد فاز فريق ليستر سيتي ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2015/2016 متفوّقا على الفرق المعروفة ممّا شكّل مفاجأة في ذلك الموسم لمتابعي الدوري الإنجليزي.

وما يهمّني هنا قصة فوز هذا الفريق غير المعروف نسبيّاً في تلك الفترة بهذه البطولة العريقة حيث شكّلت قصة النجاح هذه مادة دسمة ليس فقط للمحلّلين الرياضيين وإنما لكل من يتحدّث عن النجاح والتميز. فهذه القصة تحمل كثيرا من المعاني والقيم التي يمكن الاستفادة منها في عالم النجاح والتميّز.

والتاريخ القديم والحديث مليء بقصص النجاح في مجالات متنوعة سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، ويوما بعد يوم تخرج على السطح قصة نجاح جديدة لشخص أو فريق أو مؤسسة أو دولة فيها الكثير من العبر والفوائد.

ولذلك قال المؤلف الأمريكي جون سي ماكسويل في كتابه (دليل القيادة): (الحكيم يتعلّم من أخطائه والأكثر حكمة يتعلّم من أخطاء الآخرين لكنّ أكثرهم حكمة على الإطلاق يتعلّم من نجاحات الآخرين). فهذه القصص مصدر لتعلّم الكثير من الأمور مثل القيادة ومواجهة التحديات والإرادة والتخطيط والإيجابية وهي تختصر الكثير على الشخص الذي يريد النجاح والتميّز إن استفاد من هذه القصص.

وتاريخنا الإسلامي يحفل بكثير من قصص النجاح في مجالات متنوعة، وقد كنت قبل فترة أسمع عن تاريخ الأندلس وقد ذكر المتحدّث كثيرا من قصص النجاحات التي لم تقتصر أثرها فقط على الأندلس وإنّما امتدّ لكثير من دول أوروبا. وهذا جزء يسير فقط من تاريخنا الإسلامي الجميل والذي أثّر بقصص نجاحاته على الكثيرين.

وعندنا في دولة الإمارات العربية المتحدة أمثلة كثيرة لقصص النجاح وهي تحمل كثيرا من القيم والمعاني التي يحتاجها كل من يريد النجاح والتميز. فبرامج مثل (دبي للتميز الحكومي) و (تحدّي القراءة العربي) و (صنّاع الأمل) و (معرض الشارقة الدولي للكتاب) و (جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم) عبارة عن قصص نجاح رائعة نحتاج أن ندرسها ونتعلّم منها.

وحتى من خلال متابعتي لمنصة (اللينكد إن) ألاحظ أنّ كثيرا من الأشخاص يشاركون قصص نجاحهم سواء كانت من خلال حصولهم على شهادة أو إكمالهم لبرنامج أو حصولهم على جائزة أو غير ذلك. كل هذه عبارة عن قصص نجاح يُشكر أصحابها على مشاركتها ويأتي بعد ذلك دورنا لنتعلّم منها حتى يساعدنا بشكل أكبر في طريق نجاحنا وتميّزنا. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (الإتقان)، يُرجى الضغط هنا.

الأحد، 16 يناير 2022

مشاهدات (83) - الإتقان

 بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

من خلال مشاركتي في برامج التميز، لاحظت بأنّ هناك معانٍ متعددة مرتبطة بالتميّز ومن هذه المعاني الهامة معنى الإتقان ويعني - كما جاء في معجم المعاني الجامع - ‏أداء الشيء على أكمل وجه وبمنتهى الدقة، فتطبيق الإتقان في أعمالنا هو عين التميّز. وحقيقة الإتقان هو بذل أقصى درجات الوسع والجهد لإخراج الشيء بأفضل صورة ممكنة، وهذا الشيء قد يكون عبادة أو مهمّة أو علاقة أو مشروعاً أو غير ذلك.

إذا استطعنا تطبيق الإتقان في حياتنا فإنني على يقين بأنّنا سنستطيع مواجهة كثير من التحديات الموجودة، هذا غير المساهمة في التطوير وزيادة السعادة بين الأطراف المعنية. وهنا دعونا نتساءل: ما الذي سيحدث إذا أتقنّا في تربية أبنائنا أو في علاقاتنا الزوجية أو أثناء تأدية مهامّنا في بيئة العمل أو في علاقاتنا مع المدراء والموظفين والشركاء؟ أعتقد أنّ الإجابة واضحة حيث سيتحقق لنا كثيرا من الثمرات الإيجابية.

وإذا تأملّنا في ديننا الحنيف، فسنلاحظ أنّه حثّ على الإتقان في أداء العبادات بصور مختلفة، فالحرص على الخشوع في الصلاة من الإتقان، والحرص على الإخلاص في العمل من الإتقان، والحرص على تلاوة القرآن بصوت حسن وتجويد من الإتقان وهكذا. فالإتقان جزء من ديننا الحنيف ولا عجب في ذلك، فالإسلام يحرص على كل قيمة إيجابية حتى يتميز الشخص في هذه الحياة الدنيا وبعد ذلك في الآخرة بإذن الله تعالى.

وهذا الإتقان قد يكون قريبا من المثالية التي تحدّثنا عنها في مقالة سابقة (المثالية) والتي يسعى صاحبها للكمال والخلو من العيوب والقصور وهي حالة سلبية بعكس الإتقان الذي يبذل صاحبه جهده ووسعه ولكنّه يتوقع وجود نقص وملاحظات لأن ذلك طبيعة بشرية، فالمتقن يسعى للتطوير دائما من خلال الملاحظات والتغذية الراجعة بعكس الشخص المثالي الذي لا يتقبل الملاحظات ويعتبر عمله كاملا لا يقبل النقاش.

جاء في الحديث الشريف الذي حسّنه بعض العلماء: "إنَّ الله يحبُّ إذا عَمِلَ أحدكم عملاً أنْ يتقِنَه" (صحيح الجامع)، فالإتقان قيمة يحبها الله تعالى ولذلك ينبغي الحرص عليه ما استطاع الشخص إلى ذلك سبيلا في كل أمور حياته. والله الموفق إلى كل خير، والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (تغيير العادات)، يرجى الضغط هنا.