الخميس، 19 سبتمبر 2019

مشاهدات (33) - التعامل مع (إنسان)



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.
حضرت في الأسبوع الماضي دورة عن القيادة وقد تحدّث فيها المدرّب عن أمور كثيرة مفيدة، ومن الأمور التي جذبتني حديثه عن التعامل مع الشخصيات المختلفة حيث ذكر أن هناك أكثر من عشرين نظرية مرتبطة بمعرفة الشخصيات وطرق تفكير الإنسان، ومع ذلك فإن التعامل مع الإنسان لا يزال أكثر صعوبة مما نعتقد رغم كثرة هذه النظريات.
وتأتي هذه الصعوبة من أن هذا الإنسان (الذي هو أنا وأنت) عبارة عن كتلة ممزوجة من المشاعر والقيم والأفكار والمبادئ تتفاعل مع بعضها البعض بطريقة عجيبة، فهذا الإنسان يفرح اليوم لشيء معيّن ويحزن لنفس الشيء في يوم آخر، وهو (أو هي) يحبّ اليوم شيئا ويكره نفس الشيء في وقت آخر.
ومع ذلك فإنني أعتقد بأن هناك قواعد أساسية في التعامل مع أي إنسان وأهم هذه القواعد هو الاحترام: احترام شخصيته، احترام أفكاره، احترام مشاعره، احترام مبادئه، احترام مكانته والأهم من ذلك كلّه: احترام إنسانيته. وأتوقّع أننا إذا طبّقنا هذا الاحترام في محيط الأسرة والعمل فإننا سوف نجني فوائد كثيرة ونتخلّص من مشاكل عديدة.
هذا بالإضافة إلى الحرص على الكلمة الطيبة وعدم الغضب أو الإهانة أو السخرية. فتطبيق هذه القواعد الأساسية لها تأثير كبير على الشخص الآخر.
ولا ينبغي أبدا إغفال مسألة التعلّم والمعرفة المستمرة في علم الشخصيات وطرق التفكير والتعامل مع الآخرين، فكلما ازداد الشخص علما ومعرفة وقام بتطبيقها تطبيقا صحيحا، كلّما كان تعامله أفضل مع الآخرين.

قال الله تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" (البقرة 83)، والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (الأطفال والمساجد)، يرجى الضغط هنا.