الأربعاء، 28 أغسطس 2019

مشاهدات (32) - الأطفال والمساجد




بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.
عندما وصلتني الصورة الموجودة أعلاه تذكّرت بعض المواقف التي مرّت عليّ من وجود الأطفال في المساجد، وأعتقد أن هذه المواقف قد رآها الكثيرون مثلي.
الموقف الأول: في أثناء صلاة الجمعة، قام أحد الأطفال بالبكاء وكان بالفعل مشوّشا على المصلّين. بعد انتهاء الصلاة، قام الإمام جزاه الله خيرا ببيان الأمور التي يجب أن يفعلها الأب أو ولي أمر الطفل في حال بكائه، ولم يقم أبدا بمعاتبة الأب بل استثمر الموقف لتعليم الناس. موقف جميل جدا من الإمام.
الموقف الثاني: حدث كذلك أثناء صلاة الجمعة وأيضا كان هناك طفل يبكي، وبعد انتهاء الصلاة صرخ أحد المصلّين بصوت عال معلنا غضبه من هذا الموقف وأن المصلّين قد فقدوا خشوعهم من هذا البكاء. والحمد لله بأن الإمام جزاه الله خيرا قد هدّأ من غضب هذا الشخص وقام بالتنبيه بضرورة مراقبة الأبناء.
الموقف الثالث: كنّا في إحدى الصلوات، وكان هناك طفل يلعب وبطبيعة الحال كان صوته عاليا قليلا، وبعد انتهاء الصلاة غضب الإمام وتكلّم بصوت عالٍ بأن المسجد ليس مكانا للأطفال!!!
الموقف الرابع: كنّا في إحدى الصلوات كذلك حيث كان هناك مجموعة من الأطفال يلعبون أثناء الصلاة، وردّة الفعل هذه المرة كانت من أحد كبار السنّ حيث قال بصوت مرتفع قليلا: هل نحن في حضانة؟!!!!.
شخصيا لست مع إحضار الأطفال الصغار إلى المسجد خاصة إن كانوا حركيين لأنهم قد يشوّشون على الأب وكذلك على المصلّين، وفي نفس الوقت إذا صادف وكان هناك طفل حضر وقام باللعب أو البكاء أثناء الصلاة، فلا ينبغي أبداً الصراخ أو الغضب عليه سواء عليه أو على من أحضره، وإنما يكفي التنبيه والتعليم برفق فهذا أفضل للجميع.
جاء في الحديث الشريف: "إنِّي لَأَقُومُ إلى الصَّلَاةِ وأَنَا أُرِيدُ أنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فأسمعُ بُكاءَ الصَّبِيِّ، فأتَجَوَّزُ في صَلَاتي كَرَاهيةَ أنْ أشُقَّ علَى أُمِّهِ" (رواه البخاري). فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أبداً أنّه غضب أو صرخ على الأم التي أحضرت الطفل. ما أجمل هذه التربية النبوية وهذا الخُلُق الراقي. والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (الغضب...قوة تدميرية هائلة)، يرجى الضغط هنا

الأربعاء، 14 أغسطس 2019

مشاهدات (31) - الغضب...قوة تدميرية هائلة



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.
تأمل في الأب أو الأم أو الأبناء عندما يغضبون في المنزل، دعونا نفكّر في النتائج الإيجابية التي يمكن أن يحصلوا إليها. هل استطعنا التفكير بنتيجة إيجابية واحدة؟ اعتقد لا وإن استطعنا الحصول على نتيجة واحدة فبصعوبة بالغة.
ماذا عن السائق الذي يغضب عندما يقود سيارته؟ أعتقد أنك لاحظت البعض مثلما فعلت أنا. قيادة غير طبيعية وخطرة وكأنّ الشارع له وحده وقد تحدث نتائج لا تُحمد عقباه.
أما في بيئة العمل، فالمدير الغاضب قد يصدر قرارات غير صائبة إلى درجة كبيرة، هذا غير المواقف السلبية التي قد تصدر منه اتجاه الموظفين. وكذلك الحال بالنسبة للموظف الغاضب الذي قد يتصرف تصرفات سيئة.
الغضب له قوة تدميرية هائلة ولذلك فإن السلامة دائما في الابتعاد عنه، وحتى إن غضب الشخص فالأفضل له دائما عدم اتخاذ أي قرار خاصة إن كان في موقع المسؤولية كالوالدين أو المدراء لأن القرارات في هذه الأجواء غاضبة لا تكون صائبة في أغلب الأحيان.
في دورات الإدارة والتربية ينصح المدرّبون غالبا بالابتعاد عن الغضب لأن نتائجه السلبية أكبر وأكثر، وعندما أسمع المواقف التي حدثت نتيجة الغضب سواء داخل الأسرة أو العمل فإنني أحزن وأستغرب في نفس الوقت.
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه: أنَّ رَجُلاً قَالَ للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصِني. قَالَ: "لا تَغْضَبْ"، فَرَدَّدَ مِراراً، قَالَ: "لاَ تَغْضَبْ". (رواه البخاري). والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (عالم الحيوانات...متعة وفائدة)، يرجى الضغط هنا