الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

مشاهدات (18) - الحمد لله



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
جاء في الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "وَالحَمْدُ للهِ تَمْلأُ المِيزَانَ" (رواه مسلم)، وفي الحديث الآخر: "ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحطّت عنه ثلاثون سيئة". (رواه أحمد).
تمرّ علينا خلال اليوم أحداث سلبية كثيرة سواء في بيئة العمل أو المنزل أو الشارع أو أحيانا عندما نسمع الأخبار أو نقرأ في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. ومهما كان الشخص إيجابيا في حياته فإن كثرة هذه الأحداث والرسائل السلبية تؤثر عليه ولو قليلا.
عندما أحضر الدورات أو أقرأ في الكتب التي تتكلم عن الإيجابية والتفكير الإيجابي، يتحدث المحاضرون عن وسائل كثيرة للمحافظة على الإيجابية ومحاربة السلبية، وكثير من هذه الوسائل جميلة وفعّالة، لكني أعتقد شخصيا أن هناك وسيلة تأتي في المراتب الأولى عند وجود أي حدث أو رسالة سلبية تمرّ على الشخص. هذه الوسيلة هي قول (الحمد لله).
(الحمد لله) ينبغي أن تكون منهج حياة وليس فقط جملة يطلقها الشخص وهو لا يدري أو عندما يردّ على شخص سأله عن حاله، فالمسألة أعمق من هذا بكثير. التفكير العميق بهذه الجملة يمنح الشخص طاقة إيجابية ويخفف كثيرا من الأحداث والرسائل السلبية. لماذا؟
في وجهة نظري، أن حمد الله تعالى – بعمق وتركيز – يذكّر الشخص تلقائيا بنعمة أو إيجابية سواء كانت في الشخص نفسه أو في البيئة التي هو فيها كالعمل أو المنزل. هذا التذكير سيدفع ولو قليلا التفكير السلبي لأن الحمد وذكر الله تعالى لا يتوافق مع شيء سلبي.
المسألة تحتاج إلى تدريب وجهد وليس مجرد قول (الحمد لله) هكذا، فالكثيرين يقولونها ولكن السلبية تملؤهم بل وقد تزيد لديهم. المسألة تحتاج إلى تفكّر وتركيز، وأعتقد بأن المسألة لن تكون صعبة كون أننا نردّد في كل يوم كثيرا (الحمد لله رب العالمين) في الصلاة وينبغي هذا أن يدفعنا إلى جعله منهج حياة بالنسبة لنا.
وأختم هنا بما كان من شأن النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأحداث الإيجابية والسلبية لنعلم قيمة الحمد ومكانته العظيمة فقد روت عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال. (رواه ابن ماجه). والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة، روعة (قصة حروف)، يرجى الضغط هنا

الأحد، 18 نوفمبر 2018

مشاهدات (17) - روعة (قصة حروف)




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
(قصة حروف) كان شعار معرض الشارقة الدولي للكتاب لهذه السنة، وكعادة المعرض فإنه يزداد روعة في كل سنة أزورها فيها. وقد زرت المعرض بفضل الله تعالى هذه السنة ثلاث مرات ولم أتمكّن فيها للأسف الشديد من المرور على كل أجزاء المعرض بسبب كمية الكتب الموجودة فيها حيث يحتاج الشخص إلى وقت طويل للمرور على جميع الدور ومشاهدة الكتب التي فيها.
أعجبتني أمور كثيرة هذه السنة لكن أبرزها هو الإقبال الكثيف على المعرض وكان ذلك ملاحظا في صعوبة الحصول على مواقف للسيارات، والجميل في هذا الإقبال الكثيف هو كثرة الشباب والأطفال وحرصهم على اقتناء الكتب المختلفة وهذا دليل خير والحمد لله رب العالمين. واستذكر هنا مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حين يقول: (غرس حب القراءة في نفوس الصغار هو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا).
تنوّع الكتب وكثرة العناوين للأعمار المختلفة كان واضحا كذلك في المعرض، وقد لاحظت ظهور عدد كبير من المؤلفين الجدد وهذا كذلك علامة خير إذا أن الإقبال على الكتابة دليل على الاهتمام بالثقافة والعلم والمعرفة وهذه من أهم عوامل تقدم ونهضة المجتمعات.
بفضل الله تعالى اشتريت كتبا متعددة من المعرض وخاصة كتب المؤلف (جون سي ماكسويل) والذي يعجبني طرحه كثيرا في مجال القيادة وتنمية الذات بالإضافة إلى كتب أخرى في مجال الإيمانيات والإدارة.
لا أستطيع هنا إلا أن أشكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حفظه الله تعالى على اهتمامه ورعايته لهذا المعرض الرائع، وكذلك أشكر هيئة الشارقة للكتاب على هذا التنظيم الجميل والرائع.
زيارة المعرض لها فائدة كبيرة لكل من يزورها ويكفي مشاهدة هذا الكمّ الهائل من الكتب لكي يفتح شهية الشخص للقراءة. والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين.