الأربعاء، 28 فبراير 2024

مشاهدات (129) - أقنعني!!!

بسم الله الرحمن الرحيم 


 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

مهارة الإقناع من أهم المهارات التي يحتاجها الشخص في أي مكان كان، في المنزل مع الأهل والأبناء، في العمل مع المدراء والموظفين والعملاء، في البيئة الاجتماعية مع الأصدقاء والزملاء وغيرها من الأماكن. هذه المهارة أصبحت الآن علماً بحد ذاته بأدوات ووسائل وطرق مختلفة وهناك دورات تدريبية وكتب لتعليم هذه المهارة.

لاشكّ بأنّ من يمتلك هذه المهارة فإن نسبة تأثيره – سواء كان إيجابياً أو سلبياً – سوف يكون أكبر. وبجانب استخدام الطرق العلمية لهذه المهارة، فإنني أعتقد بأنّ هناك عوامل هامّة تساعد بشكل كبير في عملية الإقناع وبالأخص ثلاثة عوامل.

أولى هذه العوامل هي الحبّ. كنت أقرأ هذا الأسبوع مقالا للكاتب الأمريكي جون جوردن ذكر فيها بأنّ بعض الأشخاص يستخدمون الغضب ورفع الصوت أثناء محاضراتهم للإقناع. ربّما كان ذلك مقنعا للبعض، ولكن – كما يقول الكاتب – فإنّ الحبّ أفضل وأكثر فعالية وهذا واضح خاصة في الجانب الأسري. فحينما يسود الحبّ بين الآباء والأبناء، يكون الإقناع أكثر سهولة وفاعلية.

العامل الثاني هو الثقة، فبغير الثقة يصعب الإقناع حتى لو كان الطرف الآخر يتظاهر بأنّه اقتنع بالأمر. الثقة ضرورة حتى يقتنع الشخص بأي أمر، وهذه الثقة تُبنى عبر الوقت بطرق مختلفة، ومتى ما اكتملت الثقة أصبح استقبال المعلومات أكثر سهولة بل ويمكن حتّى تغيير القناعات والمبادئ.

العامل الثالث هو الاحترام، فالاحترام كذلك ضرورة خاصة إن كان من الطرف الأكبر نحو الأصغر كالوالدين نحو الأبناء أو المدراء نحو الموظفين أو المدرّبين نحو اللاعبين وهكذا. حينما يرى الطرف الآخر احتراما فإنّ ذلك يدفعه لتقبّل الكلام والمعلومات، أمّا إذا غاب الاحترام فإنّ الإقناع سيكون صعبا وربّما مستحيلا.

هذه العوامل الثلاث مرتبطة ببعضها البعض، لكن قد يتواجد أحدها أحيانا بدون آخر ويكون كافيا لعملية الإقناع، لكنّ الأفضل دائما وجود الثلاث حتى يكون الإقناع أكثر سهولة وفعالية. هذا بالإضافة إلى استعمال الناحية العلمية من طرق ووسائل الإقناع مع طلب العون الدائم من الله تعالى. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (شهر الابتكار...تذكير وإعادة شحن)، يرجى الضغط هنا.

الأحد، 18 فبراير 2024

مشاهدات (128) - شهر الابتكار...تذكير وإعادة شحن

بسم الله الرحمن الرحيم 

 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

يأتي شهر الابتكار من كل عام ليذكّرنا بأهمية الابتكار في حياتنا وليعطِيَنا دافعا لمزيد من الابتكار من خلال رؤية وسماع تجارب الآخرين في هذا المجال. حضرت خلال هذا الشهر إلى الآن محاضرتين قيّمتين عن الابتكار، الأولى كانت بعنوان: أربع وسائل سهلة للحصول على أفكار، أمّا الثانية فكانت عن ثقافة الابتكار في شركة أمازون.

في المحاضرة الأولى، أوضح المتحدّث بأن موضوع الابتكار ليس بالصعوبة التي يتصوّرها البعض بل إنّ هناك وسائل سهلة جدّا للحصول على الأفكار الجديدة وهي في متناول الجميع كما فعل ذلك أشخاص مشهورون عندما بدؤوا شركاتهم أو مشاريعهم. أمّا بالنسبة للأربع وسائل فهي: انظر، استمع، استفد من المشاكل ودوّن أفكارك.

أمّا المحاضرة الثانية، فقد تحدّث شخص من شركة (أمازون) عن ثقافة الابتكار الموجودة في الشركة والتي جعلتها ضمن الشركات العالمية المعروفة حيث تتبع الشركة منهجا واضحا في مسألة الابتكار والأفكار الجديدة وتشجيع الجميع عليها، ولذلك أصبح الابتكار ثقافة أي جزءا أصيلا من الشركة والكل شاهد على مدى تأثير هذه الثقافة في خدمات أمازون المقدّمة.

هناك تعريفات كثيرة للابتكار ومعظمها تدور حول الأفكار الجديدة وتأثيرها الإيجابي. المسألة الهامّة هنا هو أنّ الابتكار أساس للتميّز والتقدم سواء على مستوى الدول أو المؤسسات أو حتى على المستوى العائلي والشخصي.

فعلى المستوى العائلي مثلا، هناك أمثلة كثيرة لأفكار جديدة رائعة قامت بها الأسرة ككل أو الوالدان أو الأبناء لتحقيق أمر ما. وقد قرأت في بعض الكتب تطبيق أفكار في أسرٍ معيّنة للتشجيع على الصلاة أو الإنفاق أو الأخلاق الكريمة، وآتت هذه الأفكار ثمارها.

من الكتب الجميلة في هذا الموضوع كتاب (أفكار إبداعية لعلاج أخطاء أبنائك) للدكتور عبد الله محمد عبد المعطي.


شهر الابتكار الذي أطلقته حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله تعالى، فرصة لإعادة الشحن والتذكير بهذا المفهوم الهام، ليس فقط على مستوى أعمالنا ووظائفنا وإنّما حتى على مستوانا الشخصي والعائلي، فثماره كثيرة ونتائجه جميلة. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (التحفيز الخارجي والداخلي)، يرجى الضغط هنا.