السبت، 28 مارس 2020

مشاهدات (44) - ولازال البعض يستهتر!!!



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.
عندما تسأل أي مدير في العمل عن الصفات التي يكرهها أو لا يتمنى وجودها بين الموظفين، تجد أن من أوائل الإجابات هي صفة الاستهتار أي الإهمال والاستخفاف وعدم المبالاة. هذا الاستهتار قد يأتي في صور مختلفة منها الاستهتار بالحضور والانصراف والاستهتار بتحقيق الأهداف والاستهتار بالقوانين وغيرها. هذه الصفة السلبية موجودة للأسف عند بعض الموظفين وتؤدي بطبيعة الحال إلى كثير من التنبيهات ورسائل الإنذار وأحيانا الطرد.
هذا الاستهتار غير مُرحّب به في أي مجال، فالاستهتار في التربية من الوالدين يؤدي إلى خروج أبناء مستهترين سلبيين غير منتجين، والاستهتار من المعلّمين في المدرسة يؤدي إلى ضعف الطلاب في الأخلاق والعلوم، والاستهتار من القادة والمدراء والموظفين في العمل يؤدي إلى عدم الإنتاجية والتأثير على السعادة في العمل، وبالطبع فإن أخطر أنواع الاستهتار هو الاستهتار في الدين لأنه يؤدي إلى غضب الله تعالى.
لاحظت في هذه الأيام التأكيد على محاربة هذه الصفة خاصة في ظل انتشار فيروس الكورونا  المستجد وسعي الحكومات للحد من انتشارها، ومع ذلك تجد البعض يستهتر بالتعليمات التي تصدرها الدولة والجهات المعنية سواء على المستوى الشخصي بالبعد عن المصافحة والتجمعات والحرص على غسل الأيدي أو على مستوى المجتمع من عدم الخروج في أوقات معينة.
لماذا يا ترى هذا الاستهتار من البعض؟ هل هو بسبب التربية السلبية في الصغر أو لاستعراض العضلات أو طلبا للشهرة أو بسبب الجهل؟ ربّما تكون هناك أسباب متعددة، المهم أنه ينبغي التحذير من هذه الصفة السيئة لأن النتائج قد لا تأتي على الفرد وحده وإنما على المجتمع بأكمله.
هنا أودّ أن أشكر الجهود التي تقوم بها الحكومات سواء بالترغيب والترهيب وكذلك الجهود التي يقوم بها أشخاص مؤثرون وإيجابيون خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي من التحذير من هذه الصفة السيئة والسلبية.
كلمة أخيرة:
الفائدة أو الفوائد التي يحصل عليها الشخص من التزامه أكثر بكثير من المتعة المؤقتة أو الزائفة التي قد يحصل عليها الشخص نتيجة استهتاره. والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (يوغن كلوب وفيروس الكورونا)، يُرجى الضغط هنا

الثلاثاء، 17 مارس 2020

مشاهدات (43) - يورغن كلوب وفيروس الكورونا



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.
كنت أشاهد مقطعا لمدرّب فريق ليفربول الإنجليزي يورغن كلوب سأله فيه أحد الصحفيين عن فيروس الكورونا فغضب المدرب وقال أنه لا يتحدّث فيما لا يعنيه حيث أن هناك أهل اختصاص ويمكن سؤالهم عن هذا الموضوع.
لا شك بأن الموضوع (الأسخن) على الساحة الآن هو فيروس الكورونا المستجد (كوفيد 19)، وقد تردّدت في بداية الأمر في الكتابة عن هذا الموضوع كون الكثيرين كتبوا ولا زالوا يكتبون، ولكنني رأيت أن أكتب عن أمر واحد فقط أراه مهمّا ليس فقط في هذه الأزمة ولكن في جميع الأزمات.
هذا الأمر هو الذي أراد يورغن كلوب أن يوضّحه: (لا تتكلم فيما لا يعنيك) أو (لا تكن فقط وسيلة نشر). في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح نشر أو إعادة إرسال أي أمر متعلق بفيروس الكورونا شائعا مع أن هذا الأمر غير صحيح بل قد يسبب في مشاكل وسلبيات عدّة.
الأصل هو أن يترك الشخص مثل هذه الأمور للجهات المعنية والرسمية أو للأشخاص المختصين ممن يُشهد لهم بالعلم في هذا المجال. أما إرسال أي أمر متعلق بفيروس الكورونا من دون التأكد من المحتوى أو المصدر فهذا عمل غير مقبول وينبغي للشخص الانتباه لذلك.
اقرأ أو شاهد المحتوى، افهم المقصود، تأكد من المصدر أن يكون موثوقا ومعتمدا مثل منظمة الصحة العالمية أو الجهات الرسمية في الدولة أو طبيب مشهود له بالخبرة والتمكّن ثم بعد ذلك أرسل أو أعد النشر إن رأيت في ذلك فائدة. أما غير ذلك، فالأفضل ألا تنشر.
كلمة أخيرة:
الدعاء والأذكار والصدقة حصن حصين ودرع متين أمام مثل هذه البلايا ولكن ينبغي أن يكون ذلك جنبا إلى جنب مع الالتزام بالإرشادات الصحية وأخذ الاحتياطات الواجبة، فهذا هو تمام التوكّل على الله تعالى.
ولا أنسى أن أشكر جميع الجهات الرسمية والأشخاص القائمين فيها على جهودهم العظيمة في التوعية ومنع انتشار هذا المرض قدر الإمكان.
أسأل الله تعالى أن يحفظ الجميع من هذا الفيروس وأن يكشف عنّا هذه الأزمة، والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (دروس ملهمة)، يرجى الضغط هنا