الخميس، 28 فبراير 2019

مشاهدات (24) - الإمارات تبتكر



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فعاليات كثيرة ومتنوعة احتضنتها مختلف إمارات الدولة في شهر الابتكار، جميع هذه الفعاليات ركّزت بشكل رئيس على مفهوم الابتكار. هذا الحدث الجميل له فوائد كثيرة أذكر منها ما يلي:
هذا الشهر فرصة لإبراز الإنجازات المختلفة للمؤسسات داخل الدولة، وهذه الإنجازات تعبّر عن مدى اهتمام هذه المؤسسات بمفهوم الابتكار حيث أن هذا الشهر ثمرة للعمل الدؤوب طوال العام.
هذا الشهر فرصة لإبراز المبتكرين والمتميزين من مختلف المؤسسات حيث أن كثيرا منهم يعرض ابتكاراته وإنجازاته المختلفة أمام المسؤولين ومختلف الناس، وهذا البروز يخدم الشخص نفسه والمؤسسة والدولة.
التعلّم والاستفادة من تجارب الآخرين من الفوائد الجميلة من هذا الشهر حيث تعرض المؤسسات تجاربها وإنجازاتها المختلفة، كما يحضر إلى الدولة العديد من المؤسسات والأشخاص للتحدث عن تجاربهم المختلفة مما يشكل رصيدا كبيرا للشخص للتعلم.
من الفوائد كذلك التطور سواء على المستوى الشخصي أو المؤسسي، فالأشخاص يسعون لإبراز ابتكاراتهم في هذا الشهر ولذلك فهم يحرصون على تطوير أنفسهم حتى يحصلوا على هذه الفرصة، وكذلك فإن المؤسسات تتطور بشكل تلقائي لأنها مدعوة إلى إبراز ابتكارات جديدة عن الأعوام السابقة وما لم تتطور فلن تستطيع تحقيق ذلك.
في هيئة كهرباء ومياه دبي، كانت الفعاليات متنوعة وجميلة في أسبوع الابتكار، وعاما بعد عام تقدّم الهيئة ابتكارات وأفكارا جديدة بالإضافة إلى مبتكرين متميزين وهذا لا شك مصدر فخر لنا جميعا.
(الإمارات تبتكر) حدث جميل وممتع وذو فوائد كثيرة، وينبغي أن يسأل كل شخص نفسه: هل استفاد فعلا من هذا الحدث؟ وهل ازدادت معرفته وخبرته؟ وهل تطور إلى الأحسن؟ والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (المؤشرات العالمية) يرجى الضغط هنا

الأحد، 17 فبراير 2019

مشاهدات (23) - المؤشرات العالمية



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
شخصيا، أنا من المتابعين للمؤشرات العالمية المختلفة التي تصدر بين فترة وأخرى، أتحدث هنا عن مؤشرات مثل مؤشر الابتكار والسعادة والمعرفة وأفضل الجامعات وشركات الطيران وغيرها، وأنا أتابع هذه المقاييس مصادر مختلفة.
لاحظ مثلا هذه التغريدة الصادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. فقد أشار سمّوه إلى مؤشر قوة الجوازات في العالم عندما أصبح جواز دولة الإمارات الأقوى عالميا مما يدل على أهمية هذه المؤشرات.


 هذه المؤشرات لها فوائد كثيرة بالنسبة لي، أولا تبيّن مدى منافسة الدول والمؤسسات والأفراد في دخول هذه المؤشرات ووجودها في المراكز الأولى. في النهاية، الوجود في الصدارة أو المراكز الأولى مصدر فخر.
تخيّل مثلا أن تقول دولة ما أنها الأولى في مؤشر السعادة أو الابتكار أو المعرفة أو تأتي جامعة ما لتذكر أنها في أعلى المراكز عالميا طبقا للمؤشر الفلاني. هذا غير الفخر الذي تعطيه للسكان أو العاملين في المؤسسات المختلفة. مرة أخرى، كم سيكون الشخص فخورا عندما يقول أنه من أسعد دولة أو من أعلى الجامعات.
من الفوائد كذلك أنها تبيّن مدى الجهود والبرامج التي تبذلها هذه الجهات لتكون على قمة هذه المؤشرات وهذا يتطلب تميزا كبيرا. ونتيجة لذلك، تصبح هذه الجهات – سواء كانت دولا أو مؤسسات – نموذجا في مجالها، فيسافر الناس من مختلف الجهات للتعرف عليها وعلى برامجها ومعرفة أسباب كونها على القمة بالإضافة إلى عقد مقارنات معيارية معها.
هذه المؤشرات تبيّن كذلك مسألة هامة وهي التخصص والتركيز في مجال أو مجالات محددة، فالدولة لا تستطيع المنافسة في كل المجالات وإنما تختار أمورا محددة تركّز عليها وتتطلع إلى الصدارة فيها. هذا بالطبع لا يعني عدم الاهتمام بالأشياء الأساسية الأخرى وإنما أقصد هنا الوصول إلى القمة. تأمل في دول كالدنمارك وسويسرا وفنلندا مثلا، تجد بأنها على قمة أو في المراكز الأولى في مقاييس محددة. التركيز يؤدي إلى التميز.
لا شك كذلك بأن هذه المؤشرات تُعتبر ترويجا مجانيا للدول والمؤسسات. بالطبع تبذل هذه الدول والمؤسسات جهودا وأوقاتا ضخمة للحصول على المراكز المتقدّمة، ولكن في النهاية قد تحصل على أضعاف ذلك بمجرّد وجود اسمها في مؤشر عالمي. الفوائد متعددة وأنصح الجميع بمتابعة هذه المؤشرات، والحمد لله رب العالمين.  

لقراءة المقالة السابقة (شكرا ديوا)، يرجى الضغط هنا

الجمعة، 1 فبراير 2019

مشاهدات (22) - شكرا ديوا




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
لازلت أتذكر كلمة الدكتور عبدالعزيز الحمادي في الدورة التدريبية التي ألقاها لنا وكانت بعنوان (النجاح الوظيفي والأسري) عندما قال: أكثر الذين يشتكون من جهة عمل معينة هم موظفو الجهة أنفسهم رغم أن بعض هذه الجهات متميزة ومعروفة عند الآخرين بالتميز بل ويتمنى الكثيرون العمل لديها.
هذا الموضوع صحيح إلى حد كبير، على الأقل بالنسبة لي وما أشاهده يوميا مع الموظفين من حيث كمية الشكوى بل وما أمارسه شخصيا في مرات متعددة. وبما أني كتبت سابقا عن موضوع (الشكوى) فلا أريد التكرار وبدلا من ذلك أودّ في هذا المقال أن أشكر الجهة التي أعمل بها وهي هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا).
شكرا ديوا على التميز في مختلف المجالات، ولعل الجوائز الكثيرة التي تحصل عليها خير دليل على ذلك. وهذا التميز نابع من تميّز الموظفين الذين تحرص الهيئة على تنمية روح التميز فيهم بشكل دائم. ولقد تعلّمت كثيرا من هذا التميز وأسعى لتطبيقه ونشره.
شكرا ديوا على الابتكار وعلى بث روح الابتكار فينا نحن الموظفين، فالكل يشهد على بروز الابتكار لدى الهيئة من خلال المشاريع والمبادرات الكثيرة، هذا غير الموظفين المبتكرين الذين تحرص الهيئة على دعمهم الدائم بالإضافة إلى تعليم الآخرين كيفية الابتكار.
شكرا ديوا على إتاحة الفرصة لنشر المعرفة في مختلف المجالات وبطرق متعددة حيث تهتم الهيئة بالمعرفة كثيرا كونها عنصر رئيس من عناصر التميز والريادة.
شكرا ديوا على رؤيتها وخططها الاستراتيجية الطموحة والرائدة والتي تحرص الهيئة على تجديدها مواكبة للأحداث والتطورات.
شكرا ديوا على الاهتمام بسعادة الموظفين من خلال الدعم الدائم وتوفير برامج متعددة تساهم في سعادتهم، فنسبة الفخر بالانتماء للهيئة جيدة وهذا لا شك دليل على سعادة الموظفين.
شكرا لسعادة سعيد الطاير وجميع القادة والمدراء على القيادة الرائعة للهيئة، فالقيادة عنصر أساسي في التميز والنجاح بل يكاد يكون الأول، فالقيادة متميزة وطموحة وذات أخلاق عالية.
شكرا ديوا على الدورات التدريبية، على المزايا الجميلة، على التحفيز والتقدير، على المباني الجميلة، على الحرص على التطوير، على أشياء متعددة أخرى.
وبالطبع فهناك الكثير من التحديات وفرص التحسين في الهيئة حالها كحال أي جهة، ولكن التميز هو في مواجهة هذه التحديات والتحسين المستمر وهذا ما نلمسه في الهيئة دائما. والحمد لله تعالى أولا وأخيرا على توفيقه وامتنانه وفضله، والله ولي التوفيق.