الأربعاء، 27 يناير 2021

مشاهدات (62) - احذر من الإحباط

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

من أخطر الأمراض التي قد تتسرّب إلى الشخص مرض الإحباط، وقد سمّيته بالمرض لأن له آثار خطيرة على الشخص، فالشخص المُحبَط يصبح سلبياً لا يستطيع فعل أي شيء بل قد ينقل هذه السلبية إلى الآخرين فيصبح الأمر أصعب وأخطر.

دعني أبدأ بما شاهدته كثيرا في مباريات كرة القدم، فريق ينافس ويحتاج إلى الفوز أو نقاط معيّنة لكي يتأهل أو يفوز بالبطولة ولكن في لحظة قاتلة، يدخل هدف في مرماه. هنا تجد غالباً موقفين من الفرق، إمّا أن تقاتل لآخر لحظة أو يتسرّب الإحباط إليها فلا يفعلون شيئا سوى انتظار انتهاء المباراة.

ولاحظت ذلك أيضا من بعض لاعبي كرة المضرب حين يتسرّب الإحباط إليهم في نهايات المباراة حين يشعرون أنه لا مجال للفوز، فيبدؤون بضرب الكرة بشكل عشوائي حتى ينهوا المباراة.

في مجال العمل، يتسرّب الإحباط إلى بعض الموظفين حين لا يحصلون على ترقية أو جائزة أو تقدير أو يحصلون على تنبيه أو عتاب أو عقاب، فيتحوّلون إلى أشخاص سلبيين لا ينتجون ولا يعملون بشكل جيّد وتزيد لديهم نسبة الغيابات والهروب من المسؤوليات إلى حدّ كبير. وقس على ذلك في مجال الأسرة والتعليم وغيرها.

يجب علينا أن نحرص على ألا يتسرّب إلينا هذا المرض ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، وإن حدث ذلك في بعض الأحيان فيجب علينا أن نسرع بالخروج منه لأن آثاره سلبية وغير مفيدة على الإطلاق، وبالتالي فالأفضل دائماً هو التفاؤل والأمل حتى في أحلك الظروف كما كان شأن موسى عليه السلام حين طارده فرعون وجنده، فكان البحر أمامه والجنود خلفه فتسرّب الإحباط واليأس إلى قومه فقالوا كما حكى القرآن عنهم: "إِنَّا لَمُدْرَكُونَ"، فماذا كان موقف موسى عليه السلام؟

قال الله تعالى على لسانه: "كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ"، فرغم شدة الموقف لم يتسرّب الإحباط إليه بل كان واثقا متفائلا بأن الله سينجيه وقد حدث ذلك بالفعل. التفاؤل والأمل دائما أفضل وكما قيل: (ما دام هناك شمس تشرق، فإن الأمل موجود فلا داعي للإحباط).

كلمة أخيرة:

في ظل ظروفنا الحالية مع مرض (الكوفيد 19)، نحتاج دائماً إلى الأمل والتفاؤل بدل الإحباط واليأس حتى لو ارتفع عدد الإصابات والوفيّات فالمستقبل مشرق بإذن الله تعالى والإحباط لا يُفيد ولا يزيد الأمور إلا سوءا. ولكن نحتاج إلى جانب ذلك أن نلتزم بالإجراءات والتوجيهات حتى نخرج جميعا من هذه الأزمة بإذن الله تعالى. والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (المعرفة هي أقصر طريق للفوز)، يرجى الضغط هنا.

الأحد، 17 يناير 2021

مشاهدات (61) - المعرفة هي أقصر طريق للفوز

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

سُئِلَ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى من أحد أصحابه: إلى متى سوف تستمر في طلب العلم وقد أصبحت إماما للمسلمين وعالما كبيرا؟ فقال له: (مع المحبرة إلى المقبرة) أي إلى آخر لحظة من حياته، وهذا الأمر أي طلب العلم حتى آخر لحظة كان دأب العظماء دائما ولذلك تميّزوا وتفوّقوا.

ولذلك صدق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حين قال: (المعرفة هي أقصر طريق للفوز)، وقد انعكس ذلك على كثير من مؤسسات دولة الإمارات الاتحادية والمحليّة من حيث الاهتمام الكبير بالمعرفة والأمثلة على ذلك أكثر من أن تُحصى.

ومن يتأمل في جميع المؤسسات العملاقة على مستوى العالم كجوجل وأمازون وأبل وسامسونج وغيرها نجد بأنها جميعا تهتّم بالمعرفة كأساس للتفوّق وهي تدرك تماما أن (المعرفة قوة) كما يقال. وهذه المعرفة تساعدها كثيرا في الابتكار والتطوّر بشكل مستمر.

على المستوى الشخصي، من امتلك المعرفة الصحيحة واستعملها في موضعها الصحيح، كانت فرصته للتميز والتفوق أكبر، وهذا ينطبق على جميع مجالات الحياة. الموظف في عمله، وولي الأمر في منزله، والمعلّم في مدرسته، والطبيب في عيادته، والتاجر في سوقه. لا أريد القول بأن المعرفة هي العامل الوحيد للتميّز ولكنّها لا شك عامل رئيس وهام جدا.

نحتاج فقط أن نكون متواضعين حين طلب العلم والمعرفة فليس هناك أحد كبير على العلم وكما قيل: (من ادّعى بأنه عالم فقد بدأ طريق الجهل).

كلمة أخيرة:

سئل الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى: إلى متى تطلب العلم؟ قال: حتى الممات إن شاء الله. وقيل له مرة أخرى مثل ذلك فقال: لعلّ الكلمة التي تنفعني لم أكتبها بعد. والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (نحتاج أن نتذكّر)، يُرجى الضغط هنا.