السبت، 29 أبريل 2023

مشاهدات (109) - ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ

بسم الله الرحمن الرحيم 


 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

خلال شهر رمضان الماضي، كنت استمتع لإحدى البرامج لأحد العلماء الأفاضل، وأثناء البرنامج ذكر فائدة عظيمة تفيدنا كثيرا في حياتنا حيث قال بأنّه قد يمرّ على الشخص لحظات يرى فيها إنجازات الآخرين أو فوزهم بالجوائز أو حصولهم على ترقيات فيتسرّب الحسد أو الحقد أو الكراهية إلى قلبه. وحتى لا يحدث ذلك فليتذكر الشخص قوله تعالى: "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ".

استوقفتني هذه الآية العظيمة وجعلتني أتأمل فيها، فهي فعلا علاج فعّال لداء الحسد والحقد والكراهية التي تصيب كثيرا منّا في أحيان متفرقة خاصة عندما نرى الآخرين يتفوّقون ويفوزون ويحصلون على الجوائز والأموال والترقيات، بينما لا نحصل نحن على شيء. فعندها يكون تذكّر قوله تعالى "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ" تذكرةً لنا بأنّ ذلك من الله تعالى وحده وأنّ ذلك فضل منه سبحانه على الآخرين فنرضى بذلك ولا نحزن.

وإذا سألنا أنفسنا عن الفوائد التي نجنيها عندما نحسد أو نحقد أو نكره أحدا ما فسنجد أنّه لا توجد أية فائدة سوى الهمّ والغمّ والتفكير السلبي الذي يصيبنا نحن وقد ينعكس ذلك على سلوكيات سلبية مثل الغيبة والنميمة والسخرية فتكون النتائج كارثية على الشخص في دنياه وآخرته.

بينما إذا رضي الشخص بأنّ "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ" فسيرتاح باله ويحمد الله تعالى بل وقد يفرح لما يحصل عليه الآخرون ويتمنّى لهم الخير دائما. وفي نفس الوقت، ينبغي للشخص أن يحمد الله تعالى أولا لما وهبه إيّاه من النّعم ثم يجتهد ويبذل ويعمل مع سؤال الله تعالى التوفيق والإعانة وسيوفقّه الله تعالى كما قال سبحانه: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" (العنكبوت 69).

"ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ" آية عظيمة وعلاج فعّال، وصدق الله تعالى حين قال: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ" (الإسراء 82). نحتاج فقط إلى مزيد من التأمل والتدبّر في كتاب الله تعالى وسنجد فيه بإذن الله تعالى راحةً وسعادةً وشفاء. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (كلمة واحدة ستغيّر حياتك)، يُرجى الضغط هنا.