السبت، 26 فبراير 2022

مشاهدات (86) - من صفات الناجحين (دروس من عالم كرة المضرب)

 بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

كنت أتابع قبل مدّة لقطات من مباراة لكرة المضرب في نهائي بطولة أستراليا المفتوحة بين اللاعبيْن الإسباني رافائيل نادال والروسي دانييل ميدفيديف حيث استطاع اللاعب الإسباني تحقيق الفوز بثلاث مجموعات مقابل مجموعتين رغم أنّه كان متأخرا بمجموعتين وكان على وشك الخسارة ولكنّه مع ذلك استطاع الفوز في النهاية.

مباريات كرة المضرب جميلة وممتعة، وبحكم متابعتي لبعض من هذه المباريات والبطولات منذ صغري، فقد تعرّفت على مجموعة من اللاعبين البارزين في عالم كرة المضرب، هذا مع تعلّم بعض صفات الناجحين التي أحببت أن أشاركها معكم في هذه المقالة:

- الإصرار الكبير سبب كبير للفوز والنجاح، ففي حالة اللاعب الإسباني نادال، كان على وشك خسارة المباراة ولكن مع إصراره الكبير، قهر المستحيل واستطاع الفوز في النهاية. والعجيب بأنّ هذا اللاعب كان مصاباً قبل فترة وكان يستخدم العكّازات أثناء المشي وقد نشر صورته في هذه الحالة، ولكنّه استطاع العودة بأفضل صورة ممكنة والفوز بهذه البطولة الكبرى.

- مباراة كرة المضرب تحتاج إلى تركيز شديد جدا من اللاعب طوال المباراة وهذا ليس بالأمر السهل خاصة أن المباراة قد تمتدّ لساعات، فالتركيز المستمر يلعب دورا كبيرا في الفوز وهذا ينطبق كذلك على طريق النجاح في الحياة والذي يحتاج تركيزاً مستمرا.

وهذا التركيز له مصادر منها الهدوء وعدم التأثّر بالمشتّتات، وقد لاحظت بأنّ بعض اللاعبين يفقدون أعصابهم أثناء المباريات مما يؤثّر عليهم بشكل سلبي، فالهدوء يجلب التركيز ويساعد على حسن اللعب.

- استثمار القدرات أمر هام جدّا ويساعد كثيرا على النجاح، فبعض اللاعبين له قدرة هائلة في الإرسال أو اللعب أمام الشبكة وبالتالي يساعده كثيرا على خطف النقاط لصالحه. ولعلّ هذه الصفة من أبرز صفات الناجحين الذين يمتازون بمعرفة قدراتهم واستثمارها الاستثمار الأمثل في طريق النجاح.

- شاهدت كذلك لاعبين يتسرّب إليهم اليأس خاصة إذا عرفوا بأنهم سوف يخسرون فيضربون الكرة في أي مكان بعكس لاعبين آخرين مثل نادال الذي كان على وشك الخسارة ولكننه لم ييأس واستمر في اللعب حتى آخر لحظة حتى استطاع الفوز. اليأس من أكبر عوائق النجاح وينبغي الابتعاد عنه.

- وأخيراً، فإن للتحفيز والتشجيع دور هام في طريق النجاح، فاللاعب الذي يجد تحفيزا وتشجيعا مستمرا من مدرّبه والمشجّعين سوف تكون فرصته في الفوز أكبر من الآخرين، وهذا الأمر ينطبق كذلك على الناجحين في الحياة إذ أنّ التحفيز والتشجيع المستمر سبب رئيس لاستمرار النجاح.

كلمة أخيرة:

قال صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ. احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ ولا تَعْجِزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ" (رواه مسلم). والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.   


لقراءة المقالة السابقة (دروس مستفادة)، يُرجى الضغط هنا.

الأربعاء، 16 فبراير 2022

مشاهدات (85) - دروس مستفادة

 بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

من البرامج التي أتابعها على قناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي برنامج (تحقيق حوادث الطائرات) حيث يتناول حوادث متنوّعة مرّت بها طائرات مختلفة مع تحليلها والوقوف على أسبابها والتوصيات المرتّبة عليها.

والبرنامج بطبيعته محزن وممتع في نفس الوقت. فجانب الحزن يأتي من كون أغلب الحوادث مميتة، أما جانب المتعة فيأتي في التحقيق الذي يعقب الحادث والتعرّف على السبب الحقيقي له حيث يقوم المحقّقون بالتفكير والتحليل والبحث والسؤال والمناقشة حتى يصلوا في النهاية إلى السبب الحقيقي وراء الحادث.

البرنامج يرسل كثيرا من الرسائل المفيدة لنا في حياتنا مثل:

- أهمية دور القائد ومساعديه في الوصول بالناس إلى برّ الأمان وهذا ينطبق على جميع القادة في أي مكان. فخطأ واحد من القائد قد يكلّف الكثير بل قد يصل في حالة الطائرة إلى كارثة كبيرة وبالتالي على القائد ومن معه استشعار المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقهم.

- الإهمال وعدم اتّباع التعليمات لها آثار خطيرة وقد تتسبّب بنتائج كارثية وهذا ما حصل من بعض قادة الطائرات أو مساعديهم حيث قادهم إهمالهم إلى كوارث عظيمة. فالانتباه واستشعار المسؤولية من أهم وظائف القادة حتى يحقّقوا الأهداف المرجوة.

- شاهدت في بعض الحلقات استماتة بعض قادة الطائرات في النجاة والوصول بالمسافرين إلى برّ الأمان رغم حدوث مشاكل كبيرة في الطائرات، ومع ذلك استطاع البعض منهم النجاة بالركّاب ممّا يؤكّد أهمية استخدام المهارات والخبرة والتواصل الفعّال للقائد.

- التدريب له دور كبير في تصرّف القائد ومن معه في الحالات المختلفة، وقد لاحظت في أكثر من حلقة توصية المحقّقين بضرورة التدريب الفعّال للقادة ومساعديهم حتى تحصل لهم المعرفة ويتعلّموا المهارات المطلوبة.

- التعلّم من الأخطاء والتحليل والمناقشة من الأمور الهامّة جدا حتى تتم الاستفادة القصوى من هذه الأخطاء وضمان عدم تكرارها في المستقبل قدر الإمكان. وهذا ينطبق على جميع أمور الحياة حيث أنّ الأخطاء جزء من طبيعة البشر وبالتالي علينا التعلّم والاستفادة منها وتحويلها إلى دروس مستفادة وفرص للتطوير.

هذه بعض الأمور التي استفدتها شخصيا من متابعة هذا البرنامج، وفي اعتقادي فإنّ الأهم من كل ما ذكرته هو التوكّل على الله تعالى أولا وقبل كل شيء وطلب الإعانة والتوفيق والتيسير منه سبحانه ثم يأتي بعد ذلك اتّخاذ الأسباب التي ذكرنا بعضا منها. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين. 


لقراءة المقالة السابقة (قصص نجاحات الآخرين)، يُرجى الضغط هنا.