الأحد، 30 ديسمبر 2018

مشاهدات (20) - الشكوى



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
لازلت أسمع كثيرا من المحاضرين يتكلمون عن الشكوى وأنها طريق إلى السلبية، فإذا أراد الشخص أن يكون إيجابيا فعليه الابتعاد عن الشكوى وعليه أن يقدّم الحلول بدل ذلك.
في حقيقة الأمر، اختلف قليلا مع هذا الطرح الذي أعتبره مثاليا بعض الشيء، فالشكوى في وجهة نظري مفيدة في بعض الأحيان. فالشكوى مفيدة أحيانا للتفريغ – إن صحّ هذا المصطلح – فالشخص الذي يشاهد مشاهد سلبية كثيرة في يومه قد يحتاج إلى تفريغ هذه الشحنات السلبية وقد تكون الشكوى إحدى هذه الطرق.
في بيئة العمل، يشتكي بعض الموظفين من تصرفات أو إجراءات موجودة ولا يعني ذلك أن يكون هؤلاء الموظفون سلبيين، بل قد يساهم شكواهم في تطوير العمل واستخراج حلول واقتراحات، وشخصيا، أستفيد كثيرا من الشكاوى الموجودة في تقديم اقتراحات لعلها تفيد في حل مشكلة ما أو تطوير العمل.
في الحياة الأسرية كذلك، تكون الشكوى مفيدة أحيانا بين الزوجين أو بين الأولاد وآبائهم. تخيّل ما الذي سيحدث إن لم يشتكي أحد داخل أجواء الأسرة؟ أعتقد أنه سيحصل كبت داخل كل شخص وهذا سيؤدي بطبيعة الحال إلى تفريغ الهموم والمشاكل خارج نطاق الأسرة وهذا الأمر ليس جيدا كما يقول بذلك المختصّون. كذلك فإن عدم وجود الشكوى دليل على البيئة المغلقة داخل البيت وضعف العلاقة والثقة بين أفراد الأسرة.
أعتقد أن المشكلة تكمن في تكرار الشكوى بصورة مستمرة وأن الشخص يصبح (علامة تجارية) في الشكوى دون تقديم أي حل أو اقتراح أبدا. بالإضافة إلى أن تكرار الشكوى بصورة مستمرة يجعل الشخص سلبيا بل يجعل البيئة سلبية وهذا ما يستدعي التدخّل من المدراء أو الوالدين.
الخلاصة في الموضوع أننا لا نريد المثاليات الزائدة، فالشكوى قد تكون ضرورية ووجودها في بعض الأحيان لا تعني سلبية الشخص، ولكن المشكلة هي في تكرارها واستمراريتها من دون تقديم أي حل أو اقتراح. والله الموفِّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة، (منتدى دبي العالمي للإدارة المشاريع)، نرجو الضغط هنا

الخميس، 20 ديسمبر 2018

مشاهدات (19) - منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
حضرت قبل أسبوعين منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع الذي نظّمه هيئة الطرق والمواصلات بدبي. وأود أن أسلّط الضوء على موقفين مرّ عليّ في المنتدى:
الموقف الأول: كنّا في مواقف السيارات في انتظار المواصلات التي ستأخذنا إلى مكان المنتدى وحدث أن تأخرت الحافلة، فسمعت أحد الحاضرين يقول في غضب: هذا أسوأ منتدى حضرته على الإطلاق!!!.
ومع أن المنتدى كان رائعا وجميلا من حيث التنظيم والمواضيع، إلا أن بعض الناس متخصصين في إطلاق أحكام عامة من أول موقف يمرّ عليهم، وإن كان هذا الموقف سلبيا فهذا يعني بأن الحدث سيء من جميع النواحي وهذا لاشك أمر خطأ – في وجهة نظري – حيث أن الحكم على الشيء ينبغي أن يكون بعد نهاية الشيء أو على الأقل بعد مرور وقت عليه وليس من البداية.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ينبغي كذلك للجهة المنظمة أن تأخذ في الحسبان جميع الأمور وخاصة ما تكون في البدايات لأنها ستعطي انطباعا عن الحدث، ولا يخفى على أحد أهمية الانطباع الأول لكل شيء.
الموقف الثاني هو محاضرة أقيمت في المنتدى بعنوان (لماذا تفوز البساطة؟) وقد أعجبني الموضوع كثيرا حيث ذكرت المحاضرة – وهي مؤلفة كتاب بنفس العنوان – أهمية البساطة في العمل وأن الكثير يحبّ التعقيد في العمل للأسف الشديد.

واحدة من أهم عوامل الإحباط وعدم التحفيز لدى الموظفين في العمل هي التعقيدات الموجودة سواء في الإجراءات أو الأنظمة، لذا اقترحت المحاضرة إرسال أسئلة إلى الموظفين لسؤالهم عمّا يرون أنه غير ضروري أو يمكن إلغاؤه لتحقيق البساطة.
أعتقد أن مسألة البساطة أو التعقيد تعتمد على العقليات الموجودة في بيئة العمل ولكن تطبيق ما ذكرته المحاضرة مسألة جديرة بالاهتمام.
شكرا لهيئة الطرق والمواصلات (RTA) على التنظيم الجميل لهذا المنتدى، والله الموفق والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (الحمد لله)، نرجو الضغط هنا

الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

مشاهدات (18) - الحمد لله



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
جاء في الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "وَالحَمْدُ للهِ تَمْلأُ المِيزَانَ" (رواه مسلم)، وفي الحديث الآخر: "ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحطّت عنه ثلاثون سيئة". (رواه أحمد).
تمرّ علينا خلال اليوم أحداث سلبية كثيرة سواء في بيئة العمل أو المنزل أو الشارع أو أحيانا عندما نسمع الأخبار أو نقرأ في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. ومهما كان الشخص إيجابيا في حياته فإن كثرة هذه الأحداث والرسائل السلبية تؤثر عليه ولو قليلا.
عندما أحضر الدورات أو أقرأ في الكتب التي تتكلم عن الإيجابية والتفكير الإيجابي، يتحدث المحاضرون عن وسائل كثيرة للمحافظة على الإيجابية ومحاربة السلبية، وكثير من هذه الوسائل جميلة وفعّالة، لكني أعتقد شخصيا أن هناك وسيلة تأتي في المراتب الأولى عند وجود أي حدث أو رسالة سلبية تمرّ على الشخص. هذه الوسيلة هي قول (الحمد لله).
(الحمد لله) ينبغي أن تكون منهج حياة وليس فقط جملة يطلقها الشخص وهو لا يدري أو عندما يردّ على شخص سأله عن حاله، فالمسألة أعمق من هذا بكثير. التفكير العميق بهذه الجملة يمنح الشخص طاقة إيجابية ويخفف كثيرا من الأحداث والرسائل السلبية. لماذا؟
في وجهة نظري، أن حمد الله تعالى – بعمق وتركيز – يذكّر الشخص تلقائيا بنعمة أو إيجابية سواء كانت في الشخص نفسه أو في البيئة التي هو فيها كالعمل أو المنزل. هذا التذكير سيدفع ولو قليلا التفكير السلبي لأن الحمد وذكر الله تعالى لا يتوافق مع شيء سلبي.
المسألة تحتاج إلى تدريب وجهد وليس مجرد قول (الحمد لله) هكذا، فالكثيرين يقولونها ولكن السلبية تملؤهم بل وقد تزيد لديهم. المسألة تحتاج إلى تفكّر وتركيز، وأعتقد بأن المسألة لن تكون صعبة كون أننا نردّد في كل يوم كثيرا (الحمد لله رب العالمين) في الصلاة وينبغي هذا أن يدفعنا إلى جعله منهج حياة بالنسبة لنا.
وأختم هنا بما كان من شأن النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأحداث الإيجابية والسلبية لنعلم قيمة الحمد ومكانته العظيمة فقد روت عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال. (رواه ابن ماجه). والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة، روعة (قصة حروف)، يرجى الضغط هنا

الأحد، 18 نوفمبر 2018

مشاهدات (17) - روعة (قصة حروف)




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
(قصة حروف) كان شعار معرض الشارقة الدولي للكتاب لهذه السنة، وكعادة المعرض فإنه يزداد روعة في كل سنة أزورها فيها. وقد زرت المعرض بفضل الله تعالى هذه السنة ثلاث مرات ولم أتمكّن فيها للأسف الشديد من المرور على كل أجزاء المعرض بسبب كمية الكتب الموجودة فيها حيث يحتاج الشخص إلى وقت طويل للمرور على جميع الدور ومشاهدة الكتب التي فيها.
أعجبتني أمور كثيرة هذه السنة لكن أبرزها هو الإقبال الكثيف على المعرض وكان ذلك ملاحظا في صعوبة الحصول على مواقف للسيارات، والجميل في هذا الإقبال الكثيف هو كثرة الشباب والأطفال وحرصهم على اقتناء الكتب المختلفة وهذا دليل خير والحمد لله رب العالمين. واستذكر هنا مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حين يقول: (غرس حب القراءة في نفوس الصغار هو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا).
تنوّع الكتب وكثرة العناوين للأعمار المختلفة كان واضحا كذلك في المعرض، وقد لاحظت ظهور عدد كبير من المؤلفين الجدد وهذا كذلك علامة خير إذا أن الإقبال على الكتابة دليل على الاهتمام بالثقافة والعلم والمعرفة وهذه من أهم عوامل تقدم ونهضة المجتمعات.
بفضل الله تعالى اشتريت كتبا متعددة من المعرض وخاصة كتب المؤلف (جون سي ماكسويل) والذي يعجبني طرحه كثيرا في مجال القيادة وتنمية الذات بالإضافة إلى كتب أخرى في مجال الإيمانيات والإدارة.
لا أستطيع هنا إلا أن أشكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حفظه الله تعالى على اهتمامه ورعايته لهذا المعرض الرائع، وكذلك أشكر هيئة الشارقة للكتاب على هذا التنظيم الجميل والرائع.
زيارة المعرض لها فائدة كبيرة لكل من يزورها ويكفي مشاهدة هذا الكمّ الهائل من الكتب لكي يفتح شهية الشخص للقراءة. والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين.                      

الاثنين، 29 أكتوبر 2018

مشاهدات (16) - مشاريع مشتركة لحياة أفضل




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
من الأمور المفيدة التي وفّقني الله تعالى لتطبيقها في حياتي الزوجية مع شريكة الحياة أم الوليد حفظها الله تعالى، وجود مشاريع مشتركة بيننا حيث حرصنا منذ السنة الأولى للزواج بفضل الله تعالى على تطبيق هذه المشاريع. صحيح أنه في بعض الأحيان لا تسمح الظروف بتحقيق هذه المشاريع كما خططنا لها خلال السنة – أقصد بذلك عدد المشاريع المُخطّط لها – ولكننا نسعى إلى تطبيقها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا بعد توفيق الله تعالى.
أحببت أن أشارككم في هذا المقال بعض المشاريع التي نطبقها حتى تعمّ الاستفادة بإذن الله تعالى:
المشروع الأول أسميناه بمشروع (استثمار) وهو عبارة عن المشاريع الخيرية التي نفعلها بشكل مشترك حيث نستهدف في كثير من الأحيان الجمعيات الخيرية المنتشرة في الجمعيات التعاونية ونذهب لنتبرع سويا للأعمال الخيرية الموجودة. الجميل في الموضوع هو السعادة المشتركة التي تتحقق J.
المشروع الثاني هو مشروع (تجديد)، وفكرة هذا المشروع هو الخروج من المنزل لأداء برنامج معيّن سواء كان سفرا أو ذهابا إلى مطعم أو جولة سياحية. المهم هنا هو الخروج من الجو المألوف داخل المنزل حتى ولو ببرنامج بسيط وقصير.
المشروع الثالث جاء تحت مسمّى (فوائد) وهو عبارة عن مشاركة الفوائد التي يستفيدها كل طرف مع الآخر سواء كانت قراءة من كتاب أو مناقشة بعد سماع شيء معين أو تجربة مرّ بها الشخص.
وجود هذه البرامج مشتركة ساهم كثيرا في استمرار المودة والرحمة والسعادة بيننا، بالإضافة إلى أن وجود أسماء للمشاريع أعطى أهمية أكبر لتحقيق الأهداف. ولله الحمد والفضل والمنّة أولا وأخيرا. والله ولي التوفيق.  

لقراءة المقالة السابقة (مسلسل الاجتماعات أثناء العمل) اضغط هنا

الاثنين، 15 أكتوبر 2018

مشاهدات (15) - مسلسل الاجتماعات أثناء العمل





بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
أصبحت الاجتماعات واحدة من الأمور الرئيسة في أي بيئة عمل ولا يكاد يمرّ يوم إلا وهناك اجتماع حتى لو كان ثنائيا، ولذلك تحرص المؤسسات الرائدة على إرسال موظفيها إلى دورات لتعلّم أسس الاجتماع الفعّال كون الاجتماع يأخذ وقتا لا بأس به من وقت الموظف، هذا بالإضافة إلى أنه كلّما ارتقى الشخص في منصبه فإن وقته يكون بشكل أكبر في الاجتماعات.
لاحظت خلال مسيرة عملي أمورا عدة أثناء الاجتماعات أحببت أن أشارككم بعضها وأنا متأكد من هذا الأمر منتشر في أغلب بيئات العمل.
1) البعض مهووس بالاجتماعات لدرجة أنه يدعو للاجتماع مع كل أمر حتى إن كان صغيرا جدا. الأسباب في ذلك مختلفة فقد يكون بسبب حبّ الشخص للمناقشات أو حبّه لرؤية الآخرين أو خوفه من اتخاذ قرار فردي أو غيره من الأسباب.
2) البعض الآخر لا يحبّ الاجتماعات بالمرّة ويعتبر أغلبها مضيعة للوقت ولذلك تجده في غالب الوقت مشغولا بهاتفه المتحرك أثناء الاجتماع يشاهد المقاطع والأهداف ويقرأ الأخبار والتحليلات المختلفة!!!
3) لاحظت عند بعض الأشخاص أنه عندما يُدعى إلى اجتماع يرأسه شخص ذو منصب مثل المدير العام أو مدير القطاع أو مدير الإدارة فإن الانتباه يكون عاليا حتى لو كان الموضوع لا يعني الشخص كثيرا، ولكن عندما يُدعى إلى اجتماع يرأسه شخص في نفس مستواه أو أقل، فإن التركيز يكون أقل بل وأحيانا يكون الوقت مناسبا لمشاهدة الهاتف المتحرك. في وجهة نظري أن ذلك قلة احترام من هذا الشخص.
4) بعض الناس لا يستطيعون الحديث باختصار أبدا، لا بدّ لهم من إيراد جميع التفاصيل والتاريخ المتعلق بهذه النقطة حتى لو لم تكن هناك حاجة. والبعض الآخر مجرد رقم في الاجتماع، لا رأي ولا مداخلة ولا هم يحزنون. أما الذين يحبّون (السوالف) فالجلوس معهم في الاجتماع ممتع ولكن للأسف يضيّعون كثيرا من وقت الاجتماع.
5) أهم شخص في الاجتماع هو من يدير الاجتماع فإن استطاع ضبط الاجتماع بالطريقة المناسبة والمخططة لها كان الاجتماع على أحسن ما يرام. أعتقد أن هؤلاء الأشخاص قليلون ولكنهم موجودون وأسعد كثيرا عندما أحضر اجتماعات معهم.
من الجميل التعرف على أسس الاجتماع الفعّال والأهم من ذلك هو تطبيق هذه المفاهيم خصوصا من القادة ومن يرأسون الاجتماعات حتى تتحقق الفوائد من هذه الاجتماعات ولا تضيع الأوقات سدى. والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (تعلّم من أدبه)، يرجى الضغط هنا.

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018

مشاهدات (14) - تعلّم من أدبه




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
كنت أقرأ قبل فترة بعض المواقف من حياة الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى مؤسس المذهب المالكي، ومن تلك المواقف أن أمّه بعثته في صغره ليتعلّم من عالم معيّن فأوصته بوصية تُكتب بماء الذهب حين قالت له: (اذهب فتعلّم من أدبه قبل أن تتعلّم من علمه).
في بيئة العمل، هناك قادة ومدراء وموظفون تَسْعدُ بالجلوس معهم والحديث إليهم ولا تريد للوقت أن ينتهي، واحدة من الأسباب هي الأدب الكبير الذي يتحلّى به هؤلاء حيث أن أدبهم يأسر القلوب والعقول.
ولا أريد أبدا أن أقللّ من شأن الناحية العلمية، فهي هامة جدا ولكنّي رأيت بأن الناس يميلون ويرتاحون أكثر لأصحاب الأدب الرفيع، فإذا اجتمع الأدب الرفيع مع العلم الغزير في أي مجال كان ذلك أفضل وأفضل.
موقف آخر جذبني في حياة الإمام مالك رحمه الله تعالى وهو قوله (لا أدري) إن كان لا يعرف الفتوى لدرجة أن رجلا جاء إليه من مكان بعيد يسأله عن فتوى فردّ عليه الإمام مالك: (لا أدري) فقال الرجل: فماذا أقول لأهل البلد، فقال الإمام مالك: قل لهم بأن الإمام مالك لا يدري.
منهج (لا أدري) ضروري كذلك في بيئة العمل بدل من الخوض وإدلاء المعلومات في كل صغيرة وكبيرة، فمع اتساع العلم في عصرنا الحالي، لا أعتقد بأن أحدا يعلم كل شيء حتى في مجال تخصصه وبالتالي لا حرج أن يقول الشخص حتى إن كان قائدا أو مختصا (لا أدري) إن كان فعلا لا يدري. ولن ينقص ذلك من قدره أبدا. وفي نفس الوقت ينبغي له البحث والسؤال حتى تتحقق له الفائدة.
أيضا، فلا نتوقع من القائد أو المختص أن يجيب على كل شيء ب(لا أدري) وإلا سيفقد قيمته، فالعلم والمعرفة رحلة لا تنتهي وصدق الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى حين سئل: إلى متى ستطلب العلم؟ فقال: من المحبرة إلى المقبرة.  والحمد لله رب العالمين.

لقراءة مقالة (تحدي عظيم وكبير)، يرجى الضغط هنا

الاثنين، 27 أغسطس 2018

مشاهدات (13) - تحدي عظيم وكبير



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

التحديات في الحياة كثيرة وقد كتبت سابقا سلسلة (تحديّات) ذكرت فيها تحديات مختلفة تواجه الإنسان في حياته. شخصيا، لديّ تحديات متعددة في حياتي، ليست كلّها بالطبع على نفس الدرجة من الأهمية ولكن تبقى هناك بعض التحديات أعتبرها مصيرية وهامة.
من أكبر التحديات التي أواجهها تحدي الخشوع في الصلاة وهو تحدّ عظيم وكبير لأنه يتعلق بأعظم عبادة على الإطلاق، وهو تحدّ ليس باليسير على الإطلاق – على الأقل بالنسبة لي –، لماذا؟ أعتقد أن هناك سببين، الأول هو كثرة مشاغل الدنيا وملهياتها، فمن أجواء البيت إلى العمل إلى الأصدقاء إلى الترفيه إلى الأحداث العالمية إلى التفكير في التطوير أو حل مشكلة ما أو الخروج في رحلة أو حتى المباريات الرياضية – بالنسبة لمن يتابعها -. كل ذلك يؤثر بلا شك على الخشوع في الصلاة لأن بال الشخص وتفكيره يكون مشغولا بهذه الأمور.
السبب الثاني هو تكرار الصلاة يوميا مما يعرّضها لئن تصبح عادة يقوم بها الشخص بشكل تلقائي دون خشوع. فالمسألة إذاً تحتاج إلى جهد ضخم وتركيز عميق، ليس لمرة واحدة وإنما لمرات متعددة يوميا وبشكل مستمر إلى أن يلقى الشخص ربّه سبحانه تعالى. ولذلك فهو تحدّ كبير وعظيم.
وأقوم بسؤال نفسي بعد كل صلاة، هل كنت خاشعا أم لا؟ والجواب على ذلك لم يكن سهلا، ولأني تعلّمت مبدأ جميلا في الإدارة (ما لا يمكن قياسه، لا يمكن إدارته)، وضعت لنفسي جدولا أقوم من خلاله بقياس مدى خشوعي في الصلاة حتى أتمكّن أولا من تطوير نفسي وأيضا حتى أعرف مواضع الخلل. (الأرقام للتوضيح فقط)

قد يقول البعض بأن العملية معقدّة والقيام بعملية التقييم يوميا ليس بالأمر السهل أو أنّ الخشوع أمر قلبي يصعُبُ تقييمه، كل هذا صحيح إلى حدّ ما ولكن بالنسبة لي كان هذا هو الأسلوب الأنسب - على الأقل في البداية - لإدارة الخشوع في الصلاة والوصول إلى نتيجة تقريبية لمدى الخشوع، ولا شكّ بأن هناك أساليب أخرى فعّالة تناسب الآخرين والمجال مفتوح لكل شخص بالأسلوب الذي يناسبه.
الدعاء هام كذلك ولا يمكن الاستغناء عنه على الإطلاق. نسأل الله التوفيق والإعانة والحمد لله رب العالمين.

السبت، 18 أغسطس 2018

مشاهدات (12) - فعلاً، إنه دين رائع




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
صلّيت قبل أيام في مسجد الصحابة بالشارقة، وبعد الصلاة ألقى إمام المسجد جزاه الله خيرا كلمة عن فضائل الحج، وبعد نهاية كلمته أدركت فعلا بأن هذا الدين رائع ومن مظاهر روعته تنوّع العبادات التي فيه.
عندما أسمع خطبة الجمعة عن موضوع ذكر الله تعالى مثلا، أظنّ بأن الذكر أفضل عبادة لما فيه من الأجور والثمرات، ثم أسمع خطبة أخرى عن الصدقة فأظنّ بأن الصدقة ومساعدة الفقراء والمحتاجين هي الأفضل. وفي الكلمة التي سمعتها عن الحج من إمام المسجد، ظننت بأن الحج هو أفضل العبادات، وسمعت من إمام المسجد في يوم آخر كلمة عن الصيام فظننت أنه الأفضل.
كل ذلك يدلّ على روعة هذا الدين، فهذا التنوّع في العبادات متوافقة كذلك مع شخصيات الناس المختلفة، فترى البعض يميل إلى كثرة المحافظة على الصلاة والبعض على الصدقات ومساعدة المحتاجين والبعض على الأذكار والبعض على تلاوة القرآن الكريم والبعض على الصيام وهكذا، ف "كلّ ميسّر لما خُلِقَ له" كما قال صلى الله عليه وسلم.
وقد قرأت حديثا نبويا جميلا يدلّ على هذا الأمر حين قال صلى الله عليه وسلم: "من أنفق زوجين في سبيل الله نُودِيَ في الجنة يا عبد الله هذا خير. فمن كان من أهل الصلاة دُعِيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعِيَ من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعِيَ من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعِيَ من باب الريان" (رواه الترمذي)، فدلّ على الحديث إلى أن الناس مختلفون في إقبالهم على العبادات أو قُل حبُّهم للعبادات.
الذي ألاحظه أحيانا هو قيام البعض بالعتب على آخرين إذا رأوهم مقصّرين في عبادة ما وهذا في وجهة نظري غير صحيح. ينبغي النصح والترغيب في العبادات المختلفة ولكن في النهاية قد يكون الشخص يحبّ عبادة معينّة أكثر من غيرها وهذا لا شكّ أمر طيّب ولا ينبغي العتب أو الإنكار عليه. هذا مع التذكير بعدم التفريط والتقصير في الفرائض.
تنوّع العبادات في الإسلام أمر رائع وهو نعمة عظيمة ينبغي أن نحمد الله تعالى عليه، ومن حُبّبت إليه عبادة معينة أكثر من غيرها فليحرص عليها وليكثر منها، هذا مع أداء ما استطاع من العبادات الأخرى قدر الإمكان لزيادة الأجر والثواب، والحمد لله رب العالمين.

الثلاثاء، 31 يوليو 2018

مشاهدات (11) - إصابة




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

تعرضت قبل رمضان الماضي لالتواء في الرجل مما أدى إلى وضع رجلي في الجبيرة (الجبس) – والحمد لله على كل حال - رغم أن قرار الطبيب بوضع رجلي في الجبس كانت صدمة لي في البداية ولم أكن أتخيل ذلك أبدا، وقد مكثت في هذا الأمر لمدة ثمانية عشر يوما تعلّمت خلالها أمورا كثيرة أحببت أن أشارك بعضا منها معكم:


- الإنسان ضعيف في نهاية الأمر مهما ادّعى أنه قوي، فبحركة غير صحيحة في الشارع وبغير انتباه تعرضت لهذا الالتواء، فلا ينبغي للشخص أن يغتّر أو يعجب بنفسه أبدا وإنما يحمد الله تعالى دائما.

- موقف عابر ولكنه جميل حصل لي في المطار وأنا كنت أمشي بالعكازة إلى مبنى القادمون في مطار دبي، رآني أحدهم وقال لي: الحمد لله على السلامة، هل تريد المساعدة؟ شكرته على أخلاقه الطيبة، وهكذا هم الكثيرون والحمد لله.
- التكيف مع الوضع الجديد لم يكن سهلا في البداية خاصة عند النوم أو الصلاة أو في مكان قضاء الحاجة. احتجت لبعض الوقت لأتكيّف مع حالتي وتطلب الأمر منّي إجراء تجارب كثيرة حتى أصل إلى الوضع المريح لي في كل مكان. أعتقد أن البحث أو السؤال كان يمكن أن يختصر بعض الوقت.
- تعلّمت أن أسأل أو ابحث قبل الاجتهاد في مسألة ما. لماذا؟ الوضوء في حالة الجبس يختلف عن المسح على الخفيّن، وللأسف اجتهدت من نفسي وكنت أمسح على الجبس من أعلى فقط مثل المسح على الخفيّن، وقد عرفت أن هذا الأمر خطأ بعد أيام، وطبعا كانت النتيجة أن أعيد جميع الصلوات التي صليتها بالوضوء الخطأ بعد سؤال أهل العلم المختصين!!!!
- نعمة العافية والصحة نعمة عظيمة جدا لا يدركها إلا من فقدها. هذه الجملة أحسست بها بعمق ولكن أحمد الله تعالى على كل شيء وأسأل الله تعالى أن تكون هذه الإصابة كفّارة لي من الذنوب والخطايا. والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (مجرد كلام نظري!!!)، يرجى الضغط هنا

الأربعاء، 18 يوليو 2018

مشاهدات (10) - مجرد كلام نظري !!!


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
(مجرد كلام نظري)، (كلام دورات)، (بدأنا ندخل في المثاليات). هذه الجمل وغيرها نطلقها أحيانا عندما يريد أحدهم أن يغيّر سلوكا معينا - بالطبع تغيير إيجابي -. فمثلا يطرح أحدهم كيف تكون منتجا في عملك فيردّ البعض مباشرة (كلام دورات)، ويقوم آخر ببيان كيف نكون سعداء في حياتنا فيجيب هؤلاء (كلام كتب)، وأحيانا نسمع هذه العبارات بعد صلاة الجمعة وقد قام الخطيب جزاه الله خيرا بذكر بعض الأمثلة من حياة الصحابة أو السلف الصالح حول مسألة معينة فترى البعض يقول (نحن في زمن آخر الآن).
عندما لا يريد الشخص التغيير أو لا يحبّ أن يسمع كلاما معينا حول مشكلة يعاني منها يقوم غالبا بإطلاق مثل هذه العبارات التي ترسل رسالة للمتحدث أو الناصح مفادها (لا تحاول...لا أريد التغيير). والسؤال الهام هنا، لماذا لا يتقبّل هؤلاء مثل هذه الأمور أو التوجيهات أو النصائح؟ هل لأنهم حاولوا ولم ينجحوا؟ أم أنهم لا يريدون التغيير؟ أو أنهم لا يحبّون للآخرين أن يكونوا أفضل منهم؟ أم أنهم لا يريدون للآخرين أن يعرفوا أن لديهم مشكلة معينة؟ كل هذه الأسباب واردة، المهم أن عدم التغيير نحو الأفضل مشكلة كبيرة.
لا أشكّ بأن أحدا لا يعرف أهمية التغيير الإيجابي وفوائده وآثاره خاصة في هذه الأيام مع الانتشار الرهيب للإعلام، ومع ذلك لازال الكثيرون يقامون التغيير الإيجابي بشدة. المهم هنا مِن الذين يريدون التغيير الصبر وطول البال وعدم اليأس من التغيير الإيجابي والإبداع في الوسائل واختيار الوقت المناسب. وقد لاحظت كذلك بأن كلام القادة والوجهاء أكثر تأثيرا في الناس، فمن الجميل كذلك أن يقوم هؤلاء بالنصح والتوجيه.
الأمر الآخر الذي أريد التأكيد عليه هو الابتعاد عن المثاليات الزائدة والقصص الخيالية التي تشعر الشخص بأنه من كوكب آخر. من الجميل الحرص على الكلام المفيد والمختصر والأمثلة العملية من القديم والحديث مع الحرص على الأسلوب الحسن.
وأخيرا، أرجو من الذين يراد منهم تغيير سلوك معيّن، عندما تسمعون شيئا، تمهّلوا قليلا وتأملّوا فيه بعمق ولا تستعجلوا في قول (مجرد كلام نظري). والحمد لله رب العالمين.

لقراءة مقال (ماذا تعلمّت من ولدي (الوليد)؟)، اضغط هنا

الاثنين، 18 يونيو 2018

مشاهدات (9) - ماذا تعلمّت من ولدي (الوليد)؟




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فمنذ أيام قليلة أكمل ولدي (الوليد) حفظه الله تعالى ورعاه عامه الأول بفضل الله تعالى ومنّنته وأسأل الله تعالى أن ينبته نباتا حسنا وأن يجعله من عباد الله الصالحين. "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ" (الفرقان 74).
علمنّي الوليد خلال هذه السنة أمورا كثيرة أحببت أن أشاركها معكم في هذا المقال، وأعتقد بأن الكثيرين مثلي ممن لديهم أطفالا قد تعلمّوا هذه المعاني أيضا:
·  التعلم من الأخطاء: هذا المعنى لاحظته بوضوح حيث يتعرض الوليد – كغيره من الأطفال – للسقوط أو الاصطدام بالأشياء ولكنه يحاول بعد ذلك أن لا يكرر هذه الأخطاء فيحاول بشتى الطرق أن لا يقع فيها مرة أخرى.
·  الإبداع: سمعت كثيرا عن إبداع الأطفال وقد رأيت ذلك بوضوح في الوليد حيث أنه يسعى لإيجاد طرق جديدة وأساليب متعددة دوما للوصول إلى ما يريد.
·  عدم الاستسلام: وأعتقد بأن هذا المعنى واضح في أغلب الأطفال حيث أنهم لا يستسلمون إذا ما أرادوا شيئا معينا ولو تطلّب ذلك البكاء بشدة أو العناد والرفض. المهم هو الحصول والوصول إلى الهدف.
·  التعامل مع التحديات: وهذا الأمر يتّضح عند تعلّم المشي حيث يتعرض الطفل لكثير من التحديات حتى يمشي في النهاية ولكنه في النهاية يصل إلى هدفه.
·   عدم الغضب: فالغضب مدمّر ويؤدي إلى نتائج وخيمة، ومع أن الوليد مثله مثل الأطفال الآخرين قد يثيرون الأعصاب في بعض الأحيان إلا أن الحِلم مطلوب دائما.
هذه بعض المعاني التي تعلمتها ولا زلت أتعلم الكثير غيرها بشكل يومي ولله الحمد. وأعتقد بأن من أهم الأمور الواجب فعلها هو طلب المعونة والتوفيق من الله تعالى دائما بجانب التعلّم المستمر من خلال القراءة وحضور الدورات. والحمد لله رب العالمين.

الأربعاء، 2 مايو 2018

مشاهدات (8) - مستقبلك على بُعد كتاب


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
(مستقبلك على بعد كتاب)..كان هذا هو شعار مهرجان الشارقة القرائي للأطفال والذي سعدت كثيرا بزيارته. كان المهرجان جميلا ومبتكرا حيث كان يقرّب أدوات وتقنيات المستقبل بالنسبة للأطفال من خلال ورش وأساليب متعددة وجميلة. الجميل في الموضوع بأن الأطفال المشاركين في المعرض كانوا على قمة السعادة.


وبالطبع كان الهدف الرئيسي لزيارة المهرجان هو شراء الكتب خاصة لولدي (الوليد) وقد اصطحبناه معنا لكي يرى الكتب المختلفة من الآن. وأثناء مرورنا على الدور المختلفة استوقفتنا امرأة كانت تبيع الكتب وقالت شيئا جميلا جدا عندما رأت الوليد، قالت: (اقرؤوا له فإنه يفهم، المهم أن تقرؤوا له) وقالت بأن هناك بعض الأمهات يدّعون بأن أطفالهم لا يفهمون وبالتالي لا يشترون الكتب أو يقرؤون لهم وهذا خطأ كبير. القراءة مثل أي شيء آخر، إذا تعودها الشخص من صغره، أصبحت عادة له وكان الحرص عليه أكبر بعد ذلك.
من الأمور الجميلة التي رأيتها أيضا (قاعة المستقبل) وهي قاعة تعرض بعض التقنيات الحديثة في المجالات المختلفة بأسلوب جميل وكان التركيز الأكبر على الذكاء الاصطناعي كونه التقنية الأكثر شيوعا وإجراء للبحوث والتجارب هذه الأيام.
المهرجان كان مليئا بالكتب الجميلة، وأود أن أؤكد على ما ذكرته في المقال الماضي بأن الابتكار أصبح ضرورة حتى في عالم كتب الأطفال حيث أصبح غرس القيم أسهل وبطرق متنوعة ومبتكرة وكل ذلك مما يساعد الوالدين بشكل كبير.
شكرا لهيئة الشارقة للكتاب على هذا التنظيم الجميل والذي يزداد روعة كل سنة. وننتظر معرض الشارقة الدولي للكتاب بفارغ الصبر. والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (في عالم الكتب ابتكار أيضا)، اضغط هنا