الأربعاء، 30 أغسطس 2023

مشاهدات (117) - قاعدة الثواني الخمس

بسم الله الرحمن الرحيم 

 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

انتهيت قبل فترة من قراءة كتاب (قاعدة الثواني الخمس) للمؤلفة ميل روبنز وهو كتاب ممتع وجميل يركّز على التغيير من خلال اتّباع قاعدة العدّ من خمسة إلى واحد ثم القيام مباشرة بالفعل الذي يتردّد الشخص القيام به. والكتاب يركّز بشكل كبير على مفهوم الجرأة وهو مفهوم هام للتغيير.

الجميل في الكتاب هو احتواؤه على مئات الأمثلة ممن قاموا بتغييرات في حياتهم من خلال اتّباع هذه القاعدة. والتغييرات التي نتكلّم عنها هنا هي تغييرات صغيرة مثل القيام من النوم في الوقت المحدّد أو القيام بالتمارين الرياضية أو طرح فكرة ما أمام الآخرين أو الكتابة.

ولكنّ الأمر الهام الذي تركّز عليه المؤلفة هو أنّ هذه التغييرات الصغيرة هي التي تدفع إلى الإنجازات العظيمة في المستقبل. فالقيام من النوم في الوقت المحدد ليس بالأمر العظيم ولكنّ نتائجه قد تكون عظيمة على الشخص خلال يومه، وقس على ذلك القيام بالتمارين الرياضية يوميا أو طرح الأفكار أمام الآخرين أو التخلّص من الأفكار السلبية.

الجرأة التي ركّزت عليها المؤلفة هي في حقيقة الأمر تحدًّ للنفس التي تأمر صاحبها في أغلب الأوقات بعدم فعل الأمور التي فيها منفعة للشخص لأنّها تريد الراحة والحفاظ على وضعها الحالي وعدم التغيير. فمن خلال الجرأة، يستطيع الشخص التغلّب على نفسه والانطلاق نحو الأفضل من خلال تغييرات بسيطة يفعلها خلال يومه ولكنّ نتائجها قد تكون عظيمة على المدى الطويل.

قواعد التغيير التي يتحدّث عنها الكتّاب أو الخبراء كثيرة حيث يطرح كل شخص حسب خبرته وتجاربه، فهناك مثلا قاعدة العشر دقائق وهناك قاعدة ال21 يوم وغيرها. لا يهّم في حقيقة الأمر أي قاعدة يتّبعها الشخص، المهم هو التغيير نحو الأفضل سواء كان ذلك في 5 ثوان أو في يوم أو في شهر.

إذا أردنا التميّز في حياتنا، فلا بدّ لنا من التغيير نحو الأفضل ولو كان بشكل بسيط يوميا كما فعل المئات الذين اتّبعوا قاعدة الخمس ثوان أو أي قاعدة أخرى. الإحساس بالإنجاز شعور عظيم وفرح كبير ينسي تعب البدايات وألمها. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (من أين تأتيهم الأفكار؟!)، يُرجى الضغط هنا.

الجمعة، 18 أغسطس 2023

مشاهدات (116) - من أين تأتيهم الأفكار؟!

بسم الله الرحمن الرحيم 

 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

وأنا أقرأ الكتب أو أرى المقاطع التي تتكلم عن التغيير والابتكار حيث يتم عرض مئات الأفكار المختلفة التي تم تطبيقها في أنحاء العالم أتساءل: كيف جاءت هذه الأفكار لهؤلاء الأشخاص؟ والعجيب أنّ معظم هؤلاء أشخاص عاديون ليست لهم مناصب أو نفوذ أو حتى في بعض الأحيان أموالا كثيرة.

أقرأ عن أشخاص أسّسوا جمعيات تطوعية أو خيرية ضخمة لها فروع متعددة بدأت من لا شيء، أو أشخاص آخرين أنشؤوا مدارس لتعليم الفقراء أو مستشفيات لعلاج المرضى أو برامج رياضية أو ثقافية أو اجتماعية للآخرين. هذا غير التطبيقات الذكية والمواقع الالكترونية والقنوات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى أمر ما.

من أين جاءت هذه الأفكار لهؤلاء الأشخاص؟ الحقيقة أنّ الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة لأنّ هناك عوامل مختلفة تساهم في مجيء الأفكار إلى الشخص. فقد تكون الحاجة إلى أمر ما هو سبب الفكرة كالوالدين اللذين يريدان تقوية مهارة معينة في أبنائهم فيبتكرون أفكارا متعددة للوصول إلى ذلك.

وقد تكون التحديات والمشاكل هي السبب وراء الأفكار، وقد تكون الرغبة في المال والثراء والشهرة هي السبب، وقد يكون إلهاما للشخص من خلال سماع أو قراءة أمر معيّن، وهناك الكثير من الأسباب الأخرى.

ومع أهمية الأفكار، فالأمر الأكثر أهمية هو تنفيذ هذه الأفكار وعدم الاعتذار بالظروف أو التحديّات أو المشاكل الموجودة. فالرغبة والإصرار والحماس هو ما ميّز هؤلاء الأشخاص واستطاعوا بفضل ذلك الوصول إلى ما وصلوا إليه من العالمية أو الانتشار على نطاق واسع أو حتى نجاح أفكارهم على المستوى التي استهدفوها.

قراءة أو سماع قصص هؤلاء الأشخاص ممتعة وهامّة في نفس الوقت لأنها ترسل رسالة مفادها بأنّ كل شخص قادر على تطبيق فكرة ما بل أفكارا كثيرة على مستوى معيّن سواء كان في أسرته أو عمله أو منطقته أو بين أصدقائه أو أحيانا للعالم أجمع.

قد تأتي الفكرة في لحظة ما وبدون أية مقدمات أو بسبب حاجة معيّنة. المهم هو التقاط هذه الفكرة – بالطبع إن كانت مفيدة – والحرص على تنفيذها قدر الإمكان. ولا ينس الشخص أن يسأل ويشاور الآخرين وقبل ذلك يطلب التوفيق والإعانة من الله تعالى، فهذه الأمور تساعد على تطوير الفكرة بشكل أكبر. والله الموفّق إلى كل خير، والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (تطوير الذات - توازن وواقعية - الجزء الثاني)، يُرجى الضغط هنا.