السبت، 26 يونيو 2021

مشاهدات (70) - يا لسرعة هذه الحياة !!!

بسم الله الرحمن الرحيم


 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

بين فترة وأخرى يقوم برنامج (Google Photos) بتذكيري ببعض الصور التي التقطها قبل سنوات معينة، وحين أرى الصورة يتراءى لي أنني ألتقطها قبل مدة قصيرة فإذا هي سنوات فأتعجّب من مضي هذه السنوات بهذه السرعة الرهيبة.

أذكر أنني كنت في اجتماع في أحد أيام الخميس فقال أحد الحاضرين (هلا بالخميس) فقلت له: وكأنه البارحة حين سمعت منك هذه الجملة الأسبوع الماضي. هذه الحياة أصبحت سريعة جدا، لا يكاد يبدأ أسبوع وإلا وينتهي بسرعة البرق وكذلك بالنسبة للشهر وحتى السنة. بالأمس كنّا ننتظر قدوم سنة 2020 والآن نحن في منتصف 2021، سنة ونصف مرّت سريعة جدا.

ما الذي يعنيه ذلك؟ يعني أننا نقترب أكثر وأكثر من نهاية حياتنا أو فلنقل بداية الحياة الحقيقية بدخول القبر وما يتبعه من أحداث إلى أن نصل إلى المرحلة النهائية من جنة أو نار. وذلك يدعونا إلى أن نتأمل في أنفسنا، هل نحن على الطريق الصحيح – طريق ما أمر الله تعالى به – أو لا؟

نحتاج بين فترة وأخرى أن نسأل أنفسنا هذا السؤال وأن نجيب بسرعة لأن الوقت يمضي سريعا ولا ينتظر أحدا، والموت يأتي بغتة ولا يفرّق بين أحد. وبالتالي علينا أن نجدّد الإخلاص والتوبة والإكثار من عمل الصالحات والابتعاد عن المعاصي والسيئات حتى نفوز في الدنيا والآخرة. ولنتذكر دائما بأن الفوز الحقيقي هو ما قاله الله تعالى: "فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ" (آل عمران 185).

ولا يظنّ أحد بأن تذكّر هذا الأمر يدعوا إلى الحزن والإحباط، بل ينبغي أن يدعوا إلى الإيجابية والبذل والسعي كما هو حال العظماء والمتميزين الذي يستثمرون أوقاتهم في الخير والمفيد إلى آخر لحظة من حياتهم.

كلمة أخيرة:

جاء في الحديث الشريف: "واللَّهِ ما الدُّنْيا في الآخِرَةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إصبعه هذه - وأشار يحيى بالسبابة- في اليم، فَلْيَنْظُرْ بمَ تَرْجِعُ؟" (رواه مسلم)، فمهما عشنا في هذه الدنيا من سنوات فهي لا شيء بالنسبة للحياة الآخرة. قطرة بالنسبة للبحر، لا مجال حتى للمقارنة. والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة: (المثالية)، يرجى الضغط هنا.

الجمعة، 18 يونيو 2021

مشاهدات (69) - الخبرة والخدمة

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

استوقفتني عبارة قرأتها في كتاب (تطوير القائد بداخلك 2.0) للمؤلف جون سي ماكسويل قال فيها: (مرور الوقت يضمن أننا سنهرم ولكنّه لا يضمن أننا سنصير أفضل) مما دفعني للتفكير: هل الخبرة والحكمة والإيجابية مرتبطة بعدد السنوات؟ الإجابة هي لا بالتأكيد وإلا لأصبحت بيئات العمل مليئة بالخبراء والحكماء والإيجابيين وهذا عكس ما نراه في الواقع.

يجب علينا أن نفرّق بين الخبرة والخدمة، فسنوات الخبرة ليست كسنوات الخدمة، فالخبرة تأتي من التعلّم المستمر وتحقيق الأهداف وتخطّي التحديات والابتكار المستمر والاستفادة من العلاقات المختلفة، أما الخدمة فهي البقاء على نفس الوضع وتأدية نفس المهام على مرّ السنين، وبالتالي ليس كل من أكمل سنوات عديدة بخبير وهذا ينطبق على الموظفين والمدراء في مختلف المجالات وأولياء الأمور في أسرهم والرياضيين في ألعابهم.

هناك البعض ممن يريد أن يبقى على ما هو عليه، يؤدي نفس المهام، لا تحديات، لا ابتكار، لا مشاريع، لا تعلّم، لأنه بسهولة يريد البقاء مرتاحا – في وجهة نظره -، ولا يعلم هذا الشخص بأنه يساهم وللأسف الشديد في عدم تقدّم وتطوّر منزله أو مؤسسته أو مجتمعه أو ناديه.

الخبراء والحكماء والإيجابيون هم الذين يستفيدون من كل لحظة في تطوير أنفسهم وتعلّم الجديد فيكونون سببا في التطوّر والتقدّم الحاصل على مختلف المجالات بالإضافة إلى كونهم مراجع في مجالاتهم. والآن اسأل نفسك، لماذا تسأل الشخص الفلاني عندما تواجه مشكلة في أسرتك أو تريد استشارة معينة؟ لماذا تذهب إلى الطبيب الفلاني ليعالجك بدل كثير من الأطباء الآخرين؟ لماذا تسعى الأندية الرياضية للتعاقد مع اللاعب الفلاني رغم تقدّم عمره؟ ألا تلعب الخبرة والحكمة والإيجابية دورا في ذلك؟ بالتأكيد بلى.

كلمة أخيرة:

من الأقوال الجميلة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: (الحياة السهلة لا تصنع الرجال)، وهذا يؤكد أننا يجب أن نطوّر أنفسنا كل يوم لنسير على طريق الخبرة والحكمة والإيجابية وليس على طريق الخدمة فقط. والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (المثالية)، يُرجى الضغط هنا.