الاثنين، 28 مارس 2022

مشاهدات (88) - دروس من ألعاب القوى

 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

ألعاب القوى من الرياضيات الممتعة وفيها الكثير من المعاني المفيدة، والجميل في ألعاب القوى هو تنوّع الألعاب من سباقات قصيرة وطويلة والقفز بالزانة والوثب العالي والثلاثي ورمي الرمح والقرص وغيرها. وكل لعبة من هذه الألعاب تتطلب مهارات معيّنة وتدريبات خاصة.

وبين فترة وأخرى أتابع بعض الألعاب خاصة في المناسبات العالمية كالألعاب الأولمبية أو بطولات العالم وما يجذبني في كثير من الأحيان هو تفاني بعض اللاعبين في كسر الأرقام القياسية سواء العالمية أو الشخصية. وكسر هذه الأرقام هو إنجاز كبير للاعب لأنّ كسر هذه الأرقام ليست بالسهولة وتتطلب جهودا ضخمة. هذا بالإضافة إلى أنّ بعض الأرقام تكون صامدة لمدة طويلة وبالتالي حين يأتي لاعب ليكسرها فإنّ إنجازه سيكون كبيراً.

وكل لعبة من ألعاب القوى لها متعتها الخاصة، فخذ على سبيل المثال سباق ال 100 متر والذي يتنافس فيه اللاعبون للفوز على جزء من الثانية، وهناك سباق الحواجز الذي يتطلّب مهارات أخرى غير التي في السباقات العادية. ثمّ نأتي إلى مسابقة القفز بالزانة وهي كذلك ممتعة خاصة عندما ترى المتسابقين يقفزون بالزانة لمسافات تصل إلى ستة أمتار وأكثر، وقس على هذه المتعة جميع الألعاب الأخرى.

المعاني التي نستطيع تعلّمها من ألعاب القوى كثيرة كالإصرار والتعاون والتركيز والتدريب وغيرها، فكسر رقم قياسي أو إحراز المركز الأول ليس بالأمر اليسير وإنّما يتطلّب ذلك كثيرا من التدريبات والجهود. ونفس الأمر ينطبق على التميّز في أي أمر سواء في العمل أو الرياضة أو التجارة وغيرها حيث يتطلب بذل الجهد والتدريب والتعلّم المستمر وقبل ذلك وأثناءه وبعده التوكل على الله تعالى وطلب التوفيق منه سبحانه.

متابعة الرياضة أمر جميل ولكنّ الأجمل دائما هو تعلّم المعاني الإيجابية منها والتي تساهم في التميز والتفوق في مجالات الحياة المختلفة. والله الموفّق إلى كلّ خير والحمد لله ربّ العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (دروب الريادة)، يُرجى الضغط هنا.

الأربعاء، 16 مارس 2022

مشاهدات (87) - دروب الريادة

 بسم الله الرحمن الرحيم 


 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

حضرت في الأسبوع الماضي محاضرة نظّمتها الهيئة بعنوان (دروب الريادة) للأستاذ علي آل سلوم، وكانت محاضرة شيّقة ومفيدة حيث تطرّق المحاضر لبعض الصفات التي تساهم في ريادة الشخص والتي جاءت من خبرته وتجاربه الشخصية حيث زار كثيرا من بلدان العالم وقدمّ برامج متميزة مثل برنامج (دروب) و (اسأل علي).

وبالنسبة للصفات، فقد ذكر الأستاذ علي صفاتا ضرورية لكل شخص يريد الريادة والتميز، فمن هذه الصفات التواضع، فالتواضع يساعد على التعلّم والتقبّل والتسامح والتعاون وقد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: "وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ" (رواه مسلم).

ومن هذه الصفات السؤال، وقد كتبت مقالة سابقة عن هذا الموضوع (ألا سألوا إذ لم يعلموا)، وقد أكّد المحاضر على أهمية السؤال كونه مصدرا هاما للتعلّم والتعرّف على أمور جديدة، وقد ذكر المحاضر قصصا شيّقة حصلت له شخصيا بيّنت أهمية السؤال.

وكذلك من الصفات التي ذكرها المحاضر التقبّل بمعنى تقبّل الطرف الآخر واحترامه وعدم السخرية منه مهما كان مستواه أو ثقافته. وهذا التقبّل هام جدّا للتعلّم والاستفادة من الآخرين. والجميل في المحاضرة هو التجارب الشخصية التي ذكرها المحاضر وخاصة مع أول وظيفة له حيث عمل (بوّاباً) لإحدى الفنادق رغم أنّه كان يحمل شهادة جامعية من خارج الدولة، ومع ذلك فقد ذكر بأنّ هذه الوظيفة علّمته أمورا كثيرة.

الريادة لا تأتي من تلقاء نفسها وإنّما تحتاج إلى الاتّصاف بصفات متعددة وجهد متواصل، فالعظماء عبر التاريخ لم يولدوا عظماء وإنما وصلوا إليها بالبذل والجهد والاتصاف بصفات العظماء ولذلك فهم ندرة في البشر كما قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً" (رواه البخاري)، ولكنّ تأثيرهم كبير وأثرهم ضخم. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (من صفات الناجحين - دروس من عالم كرة المضرب)، يرجى الضغط هنا.