بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف
المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو
أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد
يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على
كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت
عليّ.
كما جرت العادة، أكتب مقالا بعد معرض الشارقة الدولي
للكتاب أشارك فيه بعض الخواطر التي استفدتها من زيارتي للمعرض أو ما يتعلّق بأهمية
الكتاب والقراءة. وقد كان شعار هذه الدورة جميلا (هكذا نبدأ)، فالقراءة هي الأساس وهي
ما يجب أن نبدأ به في جميع أمورنا العملية والحياتية.
بعد زيارتي للمعرض، تذكّرت قوله تعالى: "وَمَا
أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً" (الإسراء 85) حيث كنت في بعض اللحظات
خلال المعرض ضائعا لا أدري ما أشتري من كثرة العناوين المعروضة، والحمد لله على أن
وفّقني لشراء مجموعة من الكتب في مجالات مختلفة سأسعى لقراءتها بإذن الله تعالى
إلى المعرض القادم.
صدق من قال بأنّه من ظنّ
أنّه قد اكتفى من العلم فقد بدأ طريق الجهل، فمهما قرأنا في مجال معيّن، فهناك
الكثير والكثير من المعاني الأخرى التي لا نعلمها نظرا لكثرة التجارب الحياتية
والخبرات الشخصية بالإضافة إلى الأبحاث العلمية التي تخرج إلى الساحة ببين فترة
وأخرى، وسأضرب لذلك مثالين اثنين.
الأول هو السيرة النبوية
المطهّرة وقد قرأت عددا لا بأس به من الكتب في هذا المجال، ومع ذلك، فهنالك الجديد
دائما، وأتحدّث هنا عن الكتب العلمية والموثوقة حيث يقوم المؤلّفون باستنباطات
جديدة والإتيان بمفاهيم ومعانٍ جديدة رغم أنّ السيرة واحدة ولكنّه العلم المتجدد.
الثاني هو مجال القيادة
وقد قرأت كذلك عددا لا بأس به من الكتب في هذا المجال يقترب من العشرين كتاب والحمد
لله، ومع ذلك، يكون في كل معرض كتب جديدة عن القيادة ذات مفاهيم ومعان وتجارب
جديدة. ومن تجربة شخصية، فكلّما قرأت أكثر في هذا المجال، يتفتّح الذهن لآفاق
جديدة للقيادة، ومع ذلك، فالتعلّم لا يتوقّف ولا ينبغي له التوقّف لأنّ ما نجهله
أكبر بكثير عمّا نعلمه، وأعيد هنا قوله تعالى: "وَمَا أُوتِيتُم مِّن
الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً" (الإسراء 85).
بقي أن أقول وربّما ذكرت
ذلك في مقالات سابقة عن المعرض بأنّ دور الشباب وتواجدهم في المعرض واضح سواء من
خلال التأليف وإصدار الكتب أو الشراء وهذا دليل خير وإشارة إلى اهتمام هذا الجيل
بالقراءة التي هي من أساسيات تطوّر أي مجتمع. ولا نريد كذلك أن نغفل دور الآباء
والأمهات والقائمين على التعليم في تشجيعهم الأبناء والطلاب على القراءة.
وأخيرا، فالشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حفظه الله تعالى على اهتمامه ورعايته لهذا المعرض النافع والإيجابي، وكذلك الشكر والتقدير لهيئة الشارقة للكتاب على هذا التنظيم الجميل والرائع. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (الأولويات)، يرجى الضغط هنا.