الحمد لله رب العالمين والصلاة
والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث
أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث،
وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس
على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو
أثرّت عليّ.
في كتابه (العيش المتعمّد) يذكر جون
سي ماكسويل عبارة جميلة حيث يقول: (أحياناً، خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح قد تكون
أكبر خطوة في حياتك). شخصيا أتّفق مع هذه العبارة من خلال من قرأته من قصص
الناجحين على مرّ التاريخ حيث أن كثيرا منهم قد بدأ بشكل بسيط ثمّ تطوّر به الأمر
حتى وصل إلى قائمة الناجحين والمؤّثرين في الحياة ولعلّ في كتاب الأستاذ كفاح
فيّاض (حكايات كفاح) ما يثبت ذلك حيث يذكر الكاتب حكايات الأشخاص التي أسّسوا شركات
عملاقة وكيف كانت بداياتهم حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من نجاح. خطوات صغيرة
صحيحة قادتهم إلى النجاح بعد ذلك.
وفي عصرنا الحالي، نرى الكثير من
المؤثّرين في وسائل التواصل الاجتماعي قد بدؤوا كذلك بخطوات صغيرة سواء من خلال
تغريدة أو قصة قصيرة أو مقطع قصير جدّا، ثم تطوّر الحال إلى تقديم برامج وكتابة
مقالات وغير ذلك. فعلاً، خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح قد تكون أكبر خطوة في
حياتك.
التدرجّ شيء جميل وهو يضمن للشخص
تقييم خطواته والبناء عليه ثم التقدّم والتطوّر، ولكن ينبغي أن يكون هذا التدرّج
في صعود بشكل مدروس ومخطّط له لا كما يفعل البعض حين يدّعي أنه يتدرّج في أمرٍ ما
وهو عالق في خطوة معيّنة لفترة طويلة ثم ينتهي به الأمر إلى الفشل والإخفاق.
الأمر الآخر الهام هو مسألة الاتجاه
الصحيح، فالخطوات الصغيرة ينبغي أن تكون في أمر إيجابي ينفع به الشخص نفسه أو ينفع
الآخرين وقبل ذلك كلّه يرضي الله تعالى وإلا فما نفع الخطوات سواء كانت صغيرة أو
كبيرة إذا كانت سلبية أو في الاتجاه الخطأ.
انتهيت مؤخّرا من قراءة كتاب (خريطتك
في رحلة النجاح) لجون ماكسويل حيث يذكر الكاتب بأن النجاح عبارة عن رحلة مستمرة مع
الشخص طوال حياته، وهذه الرحلة تبدأ كذلك بخطوات صغيرة يضعها الشخص لنفسه ثمّ
ينطلق بشكل صحيح في عالم النجاح.
نحتاج إلى التركيز في هذه الخطوات الصغيرة والتخطيط الصحيح له ومن ثمّ الانطلاق لتحقيق هذه الخطوات، وقبل ذلك كلّه طلب التوفيق والتيسير والإعانة من الله تعالى "وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" (هود 88). والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (هل نتفاءل أم نتشاءم؟)، يُرجى الضغط هنا.
أحسنت الطرح يا أخي الخلوق م سينا، زادكم الله من علمه و نفع بكم.
ردحذفمقاله رائعة كالمعتاد. وفقك الله دائما الي مايحب ويرضي
ردحذف