الحمد لله رب العالمين والصلاة
والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث
أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث،
وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس
على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو
أثرّت عليّ.
الإيجابية عبارة عن مشاعر
وأفعال، كلّ منها مرتبطة بالأخرى، فالمشاعر الإيجابية تؤدي إلى أفعال إيجابية، والأفعال
الإيجابية بدورها تَخْلُق مشاعر إيجابية وهكذا. والإيجابية تحدٍّ كبير خاصة مع
ظروف الحياة المختلفة ولذلك فهي تحتاج إلى جهد وتذكير مستمرين.
لا شكّ عندي بأنّ الكثيرين كانوا خلال الأزمة الحالية
(كوفيد 19) غير مرتاحين من الإجراءات التي تمّ فرضها خاصة ما يتعلّق بالبقاء في
المنزل، ومع ذلك فقد أثبت البعض بأن الإيجابية لا يحدّها زمان أو ظروف. هؤلاء البعض كانوا إيجابيين أثناء عملهم
أو دراستهم عن بعد، في تواصلهم وتفاعلهم مع أسرهم في المنزل وخارجه، في استثمارهم
لأوقاتهم بالقراءة أو الكتابة أو مشاهدة برامج مفيدة، في عبادتهم وطاعتهم لله
تعالى، في تعلّمهم مهارات جديدة، في حضورهم لدورات تطويرية عن بعد، في الابتكار
وتطبيق أفكار جديدة.
أما
السلبيّون، فقد اكتفوا بالشكوى وضياع الأوقات ولم يستفيدوا من فترة كانت ستكون فرصة
ذهبية في تنميتهم وتطويرهم إلى حدّ كبير. فعلا، الإيجابية منهج حياة وكذلك السلبية
للأسف الشديد. وفي نفس الوقت، فالإيجابية والسلبية اختيار من الشخص والأسهل دائما
هو السلبية لأنها لا تحتاج جهدا ولكن النتائج ليست جيدة.
أثبتت
الأزمة الحالية أن هناك إيجابيون كُثُر، وسواء عرفهم الناس أم لم يعرفوهم، فإن
الفائدة الحقيقية هي لأنفسهم بالدرجة الأولى. ونحن في فترة العودة التدريجية
للحياة الطبيعية، فإنني أعتقد بأن هؤلاء الإيجابيون سيكون لهم أثر كبير في التنمية
والتطوير.
كلمة
أخيرة:
قال صلى الله عليه وسلم: "لا تَزولُ قدما عبدٍ حتى يُسأل عن عُمُره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل، وعن ماله من أن اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه" (رواه الترمذي). أعمارنا وأوقاتنا أثمن وأغلى في أن نضيّعه فيما لا يفيد لأننا مسؤولون أمام الله تعالى عن كل لحظة فيهما. والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (روعة الدعاء)، يرجى الضغط هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق